قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة إن الإسلام يدعو إلى مكارم الأخلاق وطاعة الله تعالى ، وأن الأخلاق وحسن التعامل مع الخلق دليل على صحة العلاقة وصدق النية مع الخالق (عز وجل) ، أما سوء الأدب مع الخلق فهو أيضًا سوء أدب مع الخالق ، لأن الخالق هو من أمرنا بمكارم الأخلاق.

وأوضح وزير الأوقاف ، في تصريحات اليوم ، أن رمضان هو شهر الصبر وشهر الحكمة وشهر الصدق وشهر العفو وشهر الصفح وشهر الكرم وشهر الأدب وشهر القرآن الذي هو مناط مكارم الأخلاق والفضائل ، لافتا إلى أن سد حاجات الفقراء وعلاج المرضى أولى الأولويات في الزكاة والصدقات في الظروف الراهنة ، فواجب الوقت الآن هو إطعامُ الجائع ومداواةُ المريض وحمْلُ الكلِّ وإكسابُ المعدوم.
 
وأكد على رأي فضيلة مفتي الجمهورية بأن الصلاة والجماعات لا تنعقد خلف التلفاز ولا خلف المذياع ، كما أكد أن العبرة هي بإخلاص النية لله (عز وجل) وبطيب المطعم والكسب ، وحسن المعاملة مع الخلق ، وبمدى انعكاس العبادة على أخلاق الإنسان وتصرفاته ، فعندما قال أحد الصحابة لسيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ادع الله أن أكون مستجاب الدعوة قال له (صلى الله عليه وسلم) : " أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة" ، موضحًا أن الصدق والأمانة وأكل الحلال وإطعام الجائع وكساء العاري تكون شاهدة لمن أخلص لله تعالى ، ومن لم يخلص لله تعالى فإنها تصبح شاهدة عليه لا له ، فإن العبادات ما لم تترجم إلى واقع في معاملاتنا من الصدق والأمانة وأكل الحلال وعدم الغش ، وتتحول إلى إنسانيات في إطعام الجائع وكساء العاري وإلى الرحمة والتكافل لم تؤت ثمارها المرجوة كاملة ، فصحة المعاملة مع الخلق دليل على صحة المعاملة مع الخالق (عز وجل) ، والتقوى محلها القلب ، يقول تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
 
وأشار الوزير إلى أن القرآن الكريم قد علمنا أن نسأل أهل الذكر والاختصاص فقال تعالى : " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ" ، وقد أكدت وزيرة الصحة ومنظمة الصحة العالمية على أنه لا أثر على الإطلاق لكورونا على صيام الأصحاء ، ولا أثر للصيام على انتشار فيروس كورونا ، وإنما الأعذار للمرضى سواء من المصابين بكورونا أم من غيرهم ، مؤكدًا على ضرورة تعزيز المؤسسات الوطنية ، ففي مجال الصحة يجب أن نعتد برأي أهل الاختصاص وكذلك في سائر المجالات.
 
وأضاف أن حياة الساجد قبل عمارة المساجد ، إذ ليس من الدين ولا من الحكمة ولا من العقل ولا من المنطق أن نحافظ على حياة الناس في شهر شعبان ولا نحافظ عليها في شهر رمضان ، فرب شعبان هو رب رمضان وهو رب شوال ، مشيرًا إلى أن جميع الإجراءات التي تتخذها وزارة الأوقاف المصرية في تعليق الجمع والجماعات والتراويح بالمساجد تنطلق من منطلقات شرعية بحتة ، هدفها تقديم ما يجب تقديمه وهو الحفاظ على النفس ، والانتقال من المتعذر إلى بديله المتيسر وهو الصلاة في المنزل ، مؤكدًا أن من كان معتادًا على الصلاة في المسجد ومن كان يصلي التراويح في المسجد وحبسه العذر وهو صادق النية كتب له مثل أجر وثواب ما كان يعمل قبل أن يحبسه العذر ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” إذَا مَرِضَ العَبدُ أو سَافَرَ كَتَبَ اللهُ تَعالى لهُ مِنَ الأَجْرِ مِثلَ مَا كانَ يَعمَلُ صَحِيحًا مُقِيمًا”.