كمال سدره
في أشياء في العقائد تستدعي اعمال العقل، وفي أشياء إيمانية لا يوجد لها إثباتات علمية ويقبلها المتدين كما هي، ولذلك سميت إيمانية حيث ان الايمان هو "الثقة بما يرجي والإيقان بأمور لا تري"، وهناك قواعد دينية كثيرة تستدعي من المتدين طاعتها والعمل بها ومعظمها مسائل تنظيمية لأمور العبادة او العلاقات بين المتعبد والإله او بين المتعبدين بعضهم لبعض.

واعتقد ان المسائل التي تستدعي اعمال العقل -الهبة الإلهية- هي المسائل التنظيمية الوضعية حتي ولو مبنية علي نصوص دينية صريحة، حيث ان الهدف من القاعدة اهم منها "جُعل السبت لأجل الانسان وليس الانسان لأجل السبت"، حيث ان القاعدة الدينية هي ترجمة لاشياء روحية في شكل مفهوم للبشر، تتناسب مع توقيت كتابتها او نزولها للبشر والسياق التاريخي والجغرافي، فمع تغير الزمان والمكان يهضم المجتمع القاعدة ويدرك بالعقل اسبابها والغرض منها ويشكل قواعد جديدة تتناسب مع تحقيق الغرض الروحي او الاجتماعي منها.

وده حصل كتير في عقائد واديان، والشكل التنظيمي للأديان حالياً يختلف كثيراً عن بداية تطبيقه وحتي عن جغرافيا تطبيقه.

واعتقد ان علي الأديان مراجعة طريقة تعاملها التفضيلي للانسان الرجل علي حساب الانسان المرأة، حيث من المفترض تساويهم في الثواب والعقاب الإلهي (نسبياً)، وبالتالي يجب تساويهم في كل شئ، والفرق الوظيفي المبني علي التكوين الفسيولوجي قد يكون غير مرن في عملية التكاثر مثلاً، لكن لا اري اي تأثير منطقي في الممارسات او الوظائف الدينية، غير موروثات اجتماعية قديمة عفي عليها الزمن حتي ولو مبنية علي نصوص صريحة ولكنها تتناسب مع الإطار الاجتماعي العتيق اللي نشأت فيه.

والتغني بالعدالة الالهية في مسائلة المساواة بين الجنسين، يجب ان يترجم عملياً، وليس بأمثلة نادرة من كثير علي النقيض، او الاعتراف صراحة علي التفوق والتفضيل الذكوري دينياً.

اللي عايز يتناقش -مع او ضد- ينور ويأنس ويبقي علي راسي من فوق، اما اللي عايز يكفر او يشتم او يقول "قد جدف! ما حاجتنا بعد الي شهود"، يكبر دماغك ويلغي متابعة بوستاتي، علشان أعصابه وسلامه الداخلي.