يسوع أنت فصحُ السّماء...

بقلم: زهير دعيم
 
حقٌّ لنا أن نفرحَ، وحقٌّ لنا أن نبتهج، وحقٌّ علينا أن نُفكّر ؛ نفكّر بكُلّ عملٍ أديناه ونقوّم كل خطوة خطوناها ، على درب الآلام والجُلجثة ، فليس بالخبز وحده يحيا الانسان .
 
ها عادت وما أبهاها من عوْدة ، عادت ذكرى التضحية الالهية تشعّ في النفوس نورًا وقبَسًا ومحبّة . عادت ذكرى قيامة الفادي، هذا الإله الرائع الذي فدى العالم والبشرية بنفسه ودمه ، وأعطى الخليقة أجمل واروع درسٍ وأعظم موعظة .
 
  ما اجملها من قيامة وما أحلاها من ذكرى ! وما أروعها من موعظة !! موعظة تعبق تفانيًا وتزخر تسامحًا ، موعظة يعجز عقلي الانساني الصغير عن هضمها  فيقف حيالها مشدوهًا لا يصل الى حدودها ولا يستوعب دقائقها .
 
 موعظة تجرَّعَ لأجلها ولأجلنا فادينا الحبيب المُرّ والخَلَّ، وذاق كلّ ألوان العذاب منّا ولأجلنا وما زال .
 
 موعظة تعلّق َلأجلها الجبّار المُسامح على خشبة الصليب ، يُغسّلها بدمه الطهور المُعطّر، واقتسم الجند فيها ثيابه بالقرعة !!
 
 موعظة وذكرى سيظلّ وقعها في نفوسنا أبد الدّهر ، فلقد علّمَتنا الحياة بل وهبتنا يا سيّد الحياة بالمجّان ، فالفاتورة دفعتها أيّها  المُعلّق ما بين الا رض والسماء .
 
 موعظة الفصح الابهى والقبر الفارغ ، نعم فصح الارض وفصح السماء.
 
ففي مثل هذا اليوم شعّ نور المخلّص ، فرقصت اركان الارض ، وزغردت السماء زغرودتها المشهورة ، وفي مثل هذا اليوم قبل الفيْن ونيّف من السنين خرج ربّ المجد من ظلمات الارض ، التي استحالت بوجوده شعاعًا أفزع الأبالسة ، وجعلهم يتهاوون صرعى ، اذ أنّ ملك المجد قد هزمهم شرّ هزيمة في عقر دارهم ، ففكّ قيود المُكبّلين والأسرى ومنح الخلاص للعالم .
 
...اليوم كشف نورك الالهي عن المغرورين ، اولئك الذين يحاولون خداع أنفسهم بالأضاليل الزائفة ، والتي لا طائل تحتها ، فيتجبّرون ويعبثون دون وازع من ضمير من اجل سخافة يقال لها مبادىء بشرية ارضية، ومن اجل وعود زرعها الشيطان   ناسين أن الحكمة فقط في العلاء وان المحبة فقط من السماء وان الخلاص الاكيد فقط وفقط من الدماء ..دماء الحبيب يسوع .
 
أننا اعجز من أن نعرف حكمتك ونحيط بحنانك الخارق وعطفك اللامتناهي .
 
 اننا يا الهنا نقف مكتوفي الايدي ازاء اسرارك وازاء فيض نعمتك ، ننتظر اورشليم السماوية والحَمَل ؛ حمل الله ينيرها ..
 
ما اعظم محبتك يا يسوع !! وما اجلّ تنازلك وتواضعك اذ رضيت وبمحض ارادتك ان تصير بشرًا وتتحمّل الصليب وآلامه عني وعن اخوتي البشر من كلّ لونٍ وشعبٍ ولسان .
 
ارحمنا  اذًا يا سيّد  واحمنا واحمِ البشريّة برمّتها من وبأ الكورونا ، واظهر مجدك وأشرق بنورك العجيب ..
 
 نعم ..ما اعظم محبتك الفائقة التي أنقذتنا  فيها من الجحيم والهلاك الأبديّ، وأشركتنا في ملكوتك شركاء وأحباء نحن المُزدرى وغير الموجود
 
  يسوع كلما أزور قبرك في أورشليم ابكي فرحًا ، أنه فارغ ..فارغ .... فأتذكّر انك هناك عن يمين العظمة  فأزهو  بك ؛ بإلهي العظيم الذي لم يتغير ولن يتغيّر ..
 
 يسوع المجد لقيامتك
 المجد لقيامتك !!
يسوع لنا لقاء ...والى لقاء.