د. محمد طه
- صدى البلد 1 نوفمبر 2019: في العاصمة أصيب طبيب بأحد المستشفيات في حلوان بكدمات وسحجات بعد اعتداء نجار عليه داخل المستشفى.
 
- صدى البلد 1 نوفمبر 2019: وفي المنوفية تمكنت الأجهزة الامنية من ضبط سيدة ونجلها تعديا على طبيب بمستشفى قويسنا وأرجعا ذلك لعدم قيام الطبيب بإدخال المريض غرفة العناية المركزة بدعوى عدم وجود أماكن شاغرة
 
- صدى البلد 1 نوفمبر 2019: تلقى اللواء محمود حمزة مدير أمن الغربية إخطارا من مأمور قسم أول طنطا يفيد بورود بلاغ إلى رئيس نقطة شرطة المستشفي الجامعي يفيد بواقعة اعتداء العشرات من أهالي مريض على طبيب بشري يدعى "م.ج" أخصائي جراحات العظام الموجود في الاستقبال بدعوى اعتقادهم بتقصيره وإهماله فى تقديم الرعاية العلاجية لحالة قريبهم صدى البلد ١ نوفمبر ٢٠١٩
 
- اليوم السابع 8 أبريل 2020: طبيبة الإسماعيلية: تعرضت للتنمر والطرد من مسكنى بسبب عملى فى العزل الصحى.. فيديو
- أخبار اليوم 11 أبريل 2020: الاعتداء على الأطباء عرض مستمر ..تحطيم جهاز تنفس صناعي بمستشفى شبرا بعد وفاة مصابة بالكورونا.
 
أشهر كتاب كتبته عالمة النفس العبقرية ميلانى كلاين اسمه Envy and Gratitude، يعنى الحسد والامتنان.. وده لأانه كانت شايفة ان الامتنان عكسه الحسد وليس أى شعور آخر.. كلاين بتفترض إن أول مرة بنحس بالحسد فى حياتنا كانت واحنا أطفال صغيرين فى أول ستة شهور من العمر.. عارف وقتها بنحسد إيه؟ بنحسد أمنا.. آه والله.. بيتولد جوانا شعور بدائى جداً وطفولى جداً بالحسد ناحيتها، لأنها تمتلك أشياء احنا محتاجينها جداً، وعاوزينها جداً، ومافيش أى طريقة لسد هذه الاحتياجات غير من خلالها.. الأم عندها اللبن.. عندها الدفا.. عندها الحضن.. عندها المصدر اللى بيحسسنا بالشبع والراحة والأمان فى أى وقت.. وبلا حساب..
 
تلاقى الأطفال فى السن ده بيخربشوا أمهم، وييشدوا شعرها، ويعضوها فى صدرها أثناء الرضاعة، بشكل متكرر.. وأحياناً مؤلم.. الشعور ده بيكون شعور طبيعى ومقبول كجزء من النمو النفسي للطفل.. اللى بعد شوية -فى الست شهور التانية من عمره- بينضج عقله، وتنمو حواسه، ويبدل شعوره بالحسد لأمه بشعور جديد وأكثر نضجاً اسمه الامتنان.. فبدل ما كان عاوز يقتنص اللى عندها.. يحبها أكتر.. وبدل ما كان عاوز يستأثر بيه لنفسه ولو على حسابها.. يقرب منها ويلاعبها ويطبطب عليها فى الرايحة وفى الجاية كتعبير طفولى بسيط عن امتنانه العميق والحقيقي ليها..
 
الشخص اللى بينمو وينضج نفسياً بشكل سليم.. بيكون عنده انتماء لكل من يساعده.. أو يخدمه.. أو يعطيه.. والشخص اللى لا يكتمل نموه النفسي السوى.. بيفضل مريض بالحقد والحسد.. والرغبة فى تدمير كل وأى حد يساعده.. أو يخدمه.. أو يعطيه..
 
وما يسرى على الأفراد.. يسرى على المجتمعات..
 
الطبيب فى المجتمع المصرى -خاصة فى الجيلين أو الثلاثة السابقين- هو حلم الأسرة.. معظم البيوت بتتمنى لأبناءها انهم يدخلوا كلية الطب.. اللى سموها -ظلماً- كلية القمة.. معظم طلاب الثانوية العامة بيحصلوا ويجتهدوا علشان يحققوا هذا الحلم الصعب.. ويطلعوا دكاترة.. ولما مايحصلش.. يكون فيه احباط رهيب.. وتتكون أول عقدة نفسية مجتمعية ناحية الأطباء..
 
الطبيب عنده -كما يتصور البسطاء من الناس- حاجة مش موجودة عندهم.. وكلهم عاوزينها.. بأى شكل وبأى طريقة.. عنده تشخيص المرض.. عنده الوصفة السحرية للعلاج.. عنده مفتاح الشفاء.. عنده وسائل الدواء والراحة.. ولما نكون واقفين -كمجتمع- عند مراحل النمو النفسي الطفولية البدائية اللى شرحتها.. هايكون مستحيل نتعامل مع ده من منطلق الامتنان.. بالعكس.. هانتعامل معاه بكل غضب وكراهية.
 
مش بس كده.. الطبيب اللى عنده كل الحاجات دى، مش بيستجيب لرغبتنا المجتمعية الطفولية الضاغطة فى تقديسه ورفعه فوق مستوى البشر العاديين.. علشان يدينا اللى عنده بدون مقابل.. ويمنحنا ما لديه كده لله فى لله.. ده كمان عاوز فلوس..
 
ماينفعش طبعاً ننكر بأى حال من الأحوال جشع (بعض) الأطباء.. لكن الطبيب اللى فى المستشفى بيكشف بتذكرة تكاد تكون مجانية.. والطبيب اللى فى الوحدة الصحية بيكشف بأجر رمزى.. ومعظم الأطباء بيراعوا ربنا وظروف الناس فى عياداتهم الخاصة..
 
فيه علاقة شهيرة فى علم النفس بين الاعتمادية والعنف Dependency/Aggression.. بمعنى ان أكبر طاقة عنف عندك.. وأقوى مشاعر غضب داخلك.. هاتوجهها فى الغالب لأكتر حد انت محتاج تعتمد عليه.. لأنك بتحس جنبه بالضعف، والعجز، والاحتياج..
 
تانى.. بص لأى طفل صغير جعان.. وشوفه بيعمل إيه فى أمه..
 
اللى يشوف ويسمع تنمر جيران طبيبة حميات الاسماعيلية بيها وهى راجعة من شغلها.. هايعرف..
 
اللى يشوف مناظر إصابات الأطباء بعد ضربهم وإهانتهم من المرضى ومرافقيهم فى المستشفيات .. برضه هايعرف ..
 
هايعرف اننا مش بس أمام جهل واستنطاع وتخلف.. احنا كمان أمام حقد وغل وكراهية..
 
حقد الضعيف.. على من قد يمده بالقوة..
غل العاجز.. على من قد يداوى عجزه..
كراهية المحتاج للرعاية.. لمصدر رعايته ومساعدته..
 
أنا مش عارف ايه الحل..
مش عارف التوعية هاتجيب نتيجة إمتى..
مش عارف التوجيه والإرشاد هايعمل حاجة واللا لأ..
حتى كلام رجال الدين -لوعمل- هايعمل غالباً تغيير مؤقت..
 
احنا محتاجين نتعلم انسانية..
ألف باء انسانية..
وعلشان مايبقاش فيه أى اتهام بالتحيز لأنى دكتور، أنا ماكنتش عاوز أدخل طب من الأصل.. ومش شايف انها كلية قمة.. وادينى باشبع شغفى بالكتابة.