كتبت - أماني موسى
تعاني قارة أوروبا الآن من تفشي وباء كورونا، وتتصاعد الجهود الدولية لاحتواء المرض وتشدد الدول الأوروبية إجراءاتها حيث دخل العديد منها في مرحلة حظر التجول وانتشار قوات الجيش بالشوارع.

حظر تجول وانتشار الشرطة والجيش بشوارع أوروبا لتطبيق القرار
وحذرت وزارة الصحة السويسرية من انهيار المستشفيات مع استمرار انتشار كورونا بوتيرة سريعة، وعلقت العديد من الشركات عملها وكذا مقر الأمم المتحدة التي خلت من موظفيها ودبلوماسييها، بينما نشر فرنسا 100 ألف شرطي بالشوارع لضمان تطبيق إجراءات مواجهة فيروس كورونا.

استفاقة أوروبا تجاه مواجهة كورونا جاءت متأخرة
من جانبه قال مصطفى الطوسة، إعلامي ومحلل سياسي، شوارع فرنسا الآن باتت خاوية أشبه بصورتها في الحرب العالمية الثانية، وهذه الصور تشكل صدمة موجعة للذاكرة الفرنسية، لكن الإجراءات الصارمة التي اتخذها الرئيس الفرنسي ماكرون هدفها الأساسي الحد من انتشار الفيروس، فهناك استفاقة متأخرة لبعض الدول الأوروبية، مع العلم أن الإيطاليين كانوا يعيشون بجوارهم محنة كورونا لكن يقظتهم جاءت متأخرة، والآن أرغمت السلطات الفرنسية على اتخاذ هذه الإجراءات ومنع الخروج إلا لأغراض حيوية.

سرعة انتشار الفيروس بهذه الوتيرة يعد تحدي كبير أمام الأنظمة الصحية بأوروبا
وتابع، هناك واقع الآن يجب التعامل معه بأوروبا وهو تفشي الوباء بهذه السرعة وبهذه الوتيرة ما يعد تحدي كبير للأنظمة الصحية هناك، والطاقة الاستيعابية للمستشفيات الأوروبية.

كورونا سيتسبب في أزمة اقتصادية كبيرة لم يشهدها العالم من قبل
وشدد د. أحمد ياسين، خبير اقتصادي بلندن، أن أوروبا ستدفع ثمن تأخر قراراتها باهظًا، لأن هذا الوباء معدي بشكل كبير، والعدوى المرضية لهذا الوباء واضحة، فأكثر من 142 دولة حول العالم يعانون من انتشار هذا الوباء، لكن النتائج الاقتصادية ستكون أكثر ثقلاً وأكثر خطورة وستنعكس بمخاطر اقتصادية كبيرة جدًا لم يشهدها الاقتصاد العالمي من قبل، تستمر تباعاتها لسنوات مقبلة.

الاتحاد الأوروبي بانتظار أزمة اقتصادية كالأزمة اليونانية
لافتًا إلى أن الدول الأوروبية قد تواجه أزمة اقتصادية شبيهة بالأزمة الاقتصادية اليونانية ولكن بوتيرة أكبر وأسرع وأكثر تأثيرًا وضررًا.

وأكد د. أحمد سيد أحمد، خبير في العلاقات الدولية، أن الإتحاد الأوروبي يواجه زلزال وتصدعات خطيرة في كل سياساته منذ انفصال بريطانيا، فيعاني فشلا في السياسة الاقتصادية، السياسية، وحتى الصحية، التي أثبتت فشلاً كبيرًا، فالصين تلقت الصدمة الأولى نيابة عن العالم في مواجهة فيروس كورونا في ديسمبر الماضي، ونجحت في نهاية المطاف في احتواء الفيروس، وفيما نجحت فشلت أوروبا التي كانت ترى وتراقب الإجراءات التي اتخذتها الصين ولم تتحرك.

الفشل الأوروبي في مواجهة كورونا نتيجة سوء تقدير خطورة الأزمة
وشدد مصطفى الطوسة، إعلامي ومحلل سياسي، بأن الفشل الأوروبي الذي نراه الآن مواجهة فيروس كورونا نتيجة سوء تقدير لخطورة وتداعيات هذه الأزمة، فبالرغم مما تعرضت له إيطاليا وكانت البلدان الأوروبية تنظر إليا وهي تغرق في هذه الأزمة لم تتخذ في الوقت المناسب القرارات التي كان يجب إتخاذها لحماية المواطنين والمجتمعات، وهذه الأزمة أظهرت أن الاتحاد الأوروبي هو فضاء اقتصادي  وليس فضاء سياسي، فبحلول أزمة كورونا أًصبح كل بلد يفكر في مصلحته الخاصة، وأصبح التقوقع على الذات هو العنوان الأساسي، واستنجدت إيطاليا بجيرانها الأوروبيين للمساعدة أو إرسال أدوات طبية دون استجابة من هذه الدول.

مشيرًا إلى إغلاق الحدود الداخلية وغلق الحدود في فضاء تشينجن، وأن هذه الأزمة ستترك أثارها السلبية على الإتحاد الأوروبي وربما سيعاد النظر بشأن دول الاتحادئ