اجتمع رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، صباح اليوم الاثنين، مع قادة في قوات الدفاع الوطني، لافتا إلى أن ثقته في قواته المسلحة تعززت بعد هذا اللقاء.
 
ويهدف الاجتماع إلى مناقشة مختلف القضايا الراهنة وتقييم التقدم المحرز في الإصلاحات الهيكلية والمؤسسية التي تجري داخل قوات الدفاع، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية.
 
وبعد الاجتماع، غرد أحمد في صفحته بتويتر: "أحيي قيادة وأعضاء قوات الدفاع الوطني على حبهم للوطن والتزامهم ببذل كل النفيس والغالي في سبيل الوطن، لقائي هذا الصباح مع القيادة عزز ثقتي في قواتنا الوطنية".
 
كما أجرى أبي أحمد مناقشة مع سكان منطقة داورو في ولاية شعوب جنوب البلاد، كجزء من سلسلة مشاوراته مع الشعوب الإثيوبية التي استمرت عامين في جميع أنحاء البلاد، بحسب الوكالة.
 
واجتمع مع أعيان البلاد والشخصيات البارزة في مدينة تيرشا وسكان المنطقة، حيث أثنى السكان عليه لكونه أول رئيس وزراء يزور شعب دورو.
 
وخلال المحادثات مع سكان المنطقة، سلط أبي أحمد الضوء على كيفية محاربة الفقر والحد من الانقسامات السياسية والعرقية.
 
ودعا أحمد الإثيوبيين إلى الوحدة لإنهاء مشروع سد النهضة، قائلا إن شجاعة الشعوب الإثيوبية تتمثل في إكمال سد النهضة الكبير، وجعل إثيوبيا مصدرا للطاقة لجيرانها.
 
وأعرب المشاركون في النقاش المجتمعي عن تقديرهم الخاص للانجازات التي حققها رئيس الوزراء في مراحل متتالية.
 
وتسبب السد الهائل الذي يتوقع أن يكون أكبر مصدر للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، بتوتر بين أديس أبابا والقاهرة منذ بدأت إثيوبيا بالعمل على تشييده في 2011.
 
وتدخلت وزارة الخزانة الأمريكية، العام الماضي، لتسهيل المحادثات بين إثيوبيا ومصر والسودان، الواقع كذلك عند مصب نهر النيل، بعدما دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للتدخل.
 
وكان من المفترض أن تختتم المفاوضات بحلول منتصف يناير/كانون الثاني، لكن مسؤولين أجّلوا الموعد النهائي حتى نهاية فبراير/شباط، ومع ذلك لم تثمر المحادثات عن حل جذري.
 
ولم تتضح بعد نتائج الوساطة الأمريكية، بينما اختارت إثيوبيا الامتناع عن إرسال وفد إلى جولة المحادثات الأخيرة التي جرت في واشنطن هذا الأسبوع.
 
وبدلا من ذلك، عقد وزير الخزانة الأمريكي، ستيفن منوتشين، لقاءات ثنائية مع وزراء من مصر والسودان.
 
وأصدرت وزارة الخزانة، يوم الجمعة، بيانا قالت فيه إنه تم التوصل إلى اتفاق وصفته بـ"المنصف والمتوازن"، وأشارت إلى أنه "يصب في مصلحة البلدان الثلاثة"، لكن إثيوبيا أكدت في بيانها، يوم السبت، رفضها للبيان الأمريكي.
 
وأعلنت مصر أنها ستستخدم "كل السبل الممكنة" للدفاع عن مصالح شعبها"، موضحة أنها "تأسف لغياب إثيوبيا غير المبرر في هذه المرحلة الحرجة من المفاوضات"، ووصفت الاتفاق بأنه "عادل ومتوازن".
 
وأقرت الجامعة العربية قرارا صاغته مصر بشأن سد النهضة، لكن السودان تحفظ عليه، ما أثار غضب القاهرة التي أصدرت بيانا أعربت فيه عن أسفها لموقف الخرطوم، وهو الموقف الذي أشادت به إثيوبيا معربة عن رفضها للقرار العربي في بيان منفصل وقالت إن الجامعة تقدم دعما أعمى لمصر دون مراعات طبيعة المحادثات.
 
وبعدها أدانت مصر البيان الإثيوبي واعتبرت أن فيه إهانة غير مقبولة للجامعة العربية.
 
وقال نائب رئيس الوزراء الإثيوبي، ديميك ميكونين، إن مشروع سد النهضة خط أحمر لن نقبل تجاوزه، باعتبار أن ذلك "مسألة سيادة".
وخلال اجتماع لمكتب المجلس الوطني، قال ميكونين إن البلاد تتمتع بالحقوق الكاملة في تنمية مواردها دون إلحاق ضرر كبير بالبلدان الواقعة أسفل النهر، وفقا لوكالة الأنباء الإثيوبية.
 
ويصف الجانب الإثيوبي الموقف الأمريكي بشأن مشروع سد النهضة بأنه "غير مقبول على الإطلاق"، ولهذا يرفض التوقيع على اتفاق بشأن السد مع دولتي مصر والسودان.