كتبت - أماني موسى
ناقشت روسيا اليوم تصاعد الإصابات بفيروس كورونا وتزايد حالات الوفاة حول العالم، حيث يكاد العالم بأسره يدخل حجرًا صحيًا بفعل سرعة انتشار فيروس كورونا المستجد، العشرات يدخلون يوميًا قائمة المصابين، وحالات الوفاة تجاوزت ثلاثة آلاف في غضون شهرين، أي أكثر مما حصده السارس في تسعة أشهر كاملة.

الفرق هو أن السارس أعلن وباء عالميًا، بينما تثّاقل منظمة الصحة العالمية في إعلان كورونا المستجد وباء رغم ما فعله باقتصادات الدول وحركة المسافرين. وفي حين تمتد وتتسع خريطته، يتراجع عدد المصابين به في الصين بلد المنشأ.

من جانبه قال د. وائل هياجنة، رئيس لجنة ضبط العدوى في مستشفى الملك عبد الله بالأردن، أعتقد أن العالم يواجه وباء كورونا وأن منظمة الصحة العالمية لا تريد حتى هذه اللحظة الإعلان عن ذلك، وباعتقادي أن الأمر هو مسألة وقت حتى يتم الإعلان من قبل منظمة الصحة العالمية بأن كورونا هو وباء جديد تواجهه البشرية.

وشدد في لقاءه مع قناة روسيا اليوم، الحالات تتسارع وبشكل خاص في أوروبا، لازالنا في مرحلة المرض والحالات ستزداد وفي الأيام القليلة القادمة ستعلنه منظمة الصحة العالمية أنه وباء.

وقال د. منذر رجب، إخصائي أمراض الباطنة ببرلين، العالم يتخذ التدابير والاحتياطات اللازمة على المستوى الدولي، ورغم ذلك لم يتمكن العالم من احتواء تفشي الفيروس، فنحن أمام معطيات تشير إلى أن الأرقام الحقيقية لم تظهر بعد، والمرض بدأ ينتشر في دول أوروبية وعربية عديدة، والمعلومات التي لدينا ليست مبشرة على أنه سوف يتراجع تفشي هذا الفيروس القاتل، بل على العكس الأرقام في ازدياد.

مشيرًا إلى تصريحات رئيس المفوضية الأوروبية أن المرض آخذ في الانتشار، وبحسب إحصائية المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض التابع للإتحاد الأوروبي، تم اليوم رفع درجة الخطورة للإصابة بهذا المرض إلى الدرجة الأولى بعد أن كانت متوسطة، فنحن أمام تطورات دراماتيكية لا نعرف إلى أين ستصل الأمور، ولا بد من تضافر كافة الجهود أفراد ومجتمعات ومؤسسات ودول بغض النظر عن الاعتبارات السياسية.

وبلغت الخسائر العالمية بسبب انتشار هذا الفيروس 6 تريليون دولار، وعلق على ذلك د. عبد اللطيف درويش، أستاذ الاقتصاد وإدارة الأزمات، يجب أن يكون هناك عمل دولي لمحاربة بؤر الأزمة وخاصة الدول الأسيوية الثلاث التي انتشر بها المرض وإيطاليا، وهناك تكتم حول حقيقة الأمور، وأتوقع أن تكبر الأزمة وتكون أقسى إذا لم يتم المرض والعمل على وقف انتشاره.

وأوضح د. وائل هياجنة، أن وجود دواء هو أسرع من اللقاح في مواجهة الفيروس، لأن اللقاح يحتاج إلى عدة مراحل قبل دخوله مرحلة الاستخدام الآمن للإنسان، وقد تم تحديد الشفرة الوراثية لهذا المرض من خلال التكنولوجيا، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، سيكون هناك لقاح من خلال شركات أدوية تتلقى دعمًا حكوميًا في أمريكا والصين وجهات أخرى، ونحن نعرف بأن هناك مشاريع لقاح الآن، ولكن هذا اللقاح سيكون مفيدًا في السنوات القادمة وليس الآن.

وتابع، أعتقد أنه إذا قدر لهذا المرض أن ينحسر سيكون ذلك نتيجة لعوامل طبيعية مثل ارتفاع درجات الحرارة، وعلينا أن نتذكر أن الإنسان تمكن من التغلب على أوبئة أخرى مثل سارس وغيره، لكن اللقاح سيكون مؤثرًا فيما بعد.

وأكد د. منذر أن العلماء حول العالم يبذلون جهدهم وفي سباق مع الزمن لإيجاد لقاح وعلاج لهذا الفيروس، ولكن المشكلة في المدة الزمنية التي سيتمكن فيها العلماء طرح هذا الدواء بكميات كبيرة للمرضى، والحل هو أن نترك العلماء في عملهم النبيل ونعمل كأفراد ومؤسسات وشعوب ودول على إيقاف ما يمكن إيقافه من هذا النزيف، الوقاية ثم الوقاية، والوقاية هي المرحلة الأولى في مواجهة هذا الفيروس، ولا بد من اتخاذ تدابير استباقية للكشف عن المرض والمصابين به، ومن ثم سرعة العلاج ثم عزل المرضى للمصلحة العامة، وإن تطلب الأمر عزل البقع التي ينتشر فيها هذا المرض، ثم تتبع اتصالات المصابين مع الأشخاص الأخرين ليتم إخضاعهم للفحوصات اللازمة.

ولا بد أن نوجه رسالة خاصة للدول العربية بأن التكتم عن المرض والمصابين ليس في مصلحة أحد، بل سيضر بالجميع.