في مثل هذا اليوم 29 فبراير1988م..
أحد العلماء البريطانيين يخترع أول آلة كاتبة إلكترونية في العالم تكتب بطريقة بريل لقراءة المكفوفين.

لويس برايل، فرنسي اﻷصل فقد بصره وهو طفل عمره ثلاث سنوات عندما كان يلعب بمثقاب الجلود الخاص بوالده ففقأ إحدى عينيه ثم ما لبث أن فقد عينه الأخرى بعد أيام قليلة نتيجة العدوى.

عندما فقد برايل بصره لم يمنعه ذلك من أن يتعلم مثل أقرانه المبصرين، فالتحق بمدرسة قريبة من منزلة ، وكان لويس يتميز بالذكاء والإبداع الشديد ، لكنه لم يستطع أن يستمر في هذه المدرسة لأنه لم يكن يملك المصروفات الخاصة بها، فسافر إلى باريس حيث التحق بمدرسة داخلية للمكفوفين.

كانت الصدمة أمام لويس عندما عرف أن المدرسة لا يوجد بها كتب خاصة للمكفوفين، باستثناء بعض الكتب الضخمة جدا ذات الحروف الكبيرة التي تعتمد على طريقة فلانتين هوي، وهي غالية الثمن، ولم يكن بالمدرسة غير أربعة عشر كتاباً فقط من هذه الكتب الضخمة، ومكث لويس على قراءة هذه الكتب الأربعة عشر، يقرأها بصعوبة شديدة، وما إن ينتهي من قراءة جملة منها حتى يكون قد نسي بدايتها، مما دفعه إلى التفكير في طريقة أسرع يستطيع المكفوفون الاعتماد عليها في القراءة والكتابة، فكانت طريقة برايل التي تعتمد على نظام النقاط البارزة، التي استوحاها من طريقة الضابط الفرنسي تشارلز باربيير وظل لويس يفكر في الطريقة التي يعدل بها هذه الرموز حتى تكون سهلة بالنسبة للكفيف.


أجرى برايل تعديلات على طريقة باربيير، فقلص الـ12 نقطة إلى 6 نقاط فقط، كل عمود يتكون من 3 نقاط فقط، كما طور هذه الطريقة لكتابة النوتة الموسيقية لأنه كان عازفاً ماهراً.

الطريقة المستخدمة للقراءة والكتابة للمكفوفين وهي طريقة تعتمد في الأساس على حاسة اللمس ويحتاج الكفيف في البداية قبل أن يتعلم القراءة والكتابة بها لتدريبات مهارية لتقوية حاسة اللمس.

تتكون برايل من ست نقاط على شكل مستطيل ثلاثة يسار وثلاثة يمين وقد بدأت باليسار أولا لأن طريقة برايل تقرأ من اليسار لليمين في جميع لغات العالم والسبب هو أن مخترعها فرنسي وكعادة اللغات المشتقة من اللاتينية فهي تقرأ من اليسار لليمين عودة للست نقاط المكونة لطريقة برايل.

بما يعني أن النقطة 1 في العمود الأيسر تقابلها النقطة 4 في العمود الأيمن وهكذا بالنسبة للأربع نقاط الباقية يعني النقطة 2 يسار تقابلها النقطة 5 يمين والنقطة 3 يسار تقابلها النقطة 6 يمين.

بالنسبة لحروف اللغة العربية فإن " حرف أ نقاطها هي النقطة 1 فقط، الباء نقاطها النقطتين (1, 2). التاء ونقاطها (2, 3, 4,5)، الثاء ونقاطها (1, 4, 5, 6)، الجيم ونقاطها ((2, 4, 5)، الحاء ونقاطها (1, 5, 6)، الخاء ونقاطها (1, 3, 4,6)، الدال ونقاطها (1, 4, 5)، الذاي ونقاطها (2, 3, 4, 6).، الراء ونقاطها (1, 2, 3, 5)"..!!

برايل تُقرأ بأصابع السبابة من اليدين معاً ويتم وضع أنامل الأصبعين متقابلين وليس متجاورين بمعنى يكون طرف الأصبع السبابة اليمين متقابل مع طرف أصبع السبابة اليسار ولا يكونا متجاورين الإصبعين رأسيا بل أفقيا وتكون باقي أصابع اليدين إما مضمومة أو مفتوحة ولكنها تكون أعلى من هذين الإصبعين.


وبالنسبة لكتابة برايل فهناك عدة أدوات حسب التطور لها فهنالك ما يعرف باسم مكتبة برايل ولها نوعين النوع الأول لا يوجد منه حاليا الثاني وهو مكتبة من البلاستيك لها وجهان الوجه العلوي منها عبارة عن مستطيلات فارغة والوجه السفلي هو المستطيلات وبها تلك النقاط وهي جوفاء ويتم وضع الورقة وتكون ورقة مقواة مثل ورق لوح الرسم بين هذين الجزئين وبعدها يتم الكتابة عن طريق خشبة لها شكل مخروطي وتنتهي بالأسفل بسن مسمار يكون مبرود بحيث حينمى نضغط على النقطة المراد إبرازها في الجزء الأجوف يتم ظهورها هنا ملحوظة حتى تقرأ من اليسار لليمين فبهذه الأداة تكتب من اليمين لليسار وهذا أيضا في جميع لغات العالم.

الأداة الثانية وهية الآلة الكاتبة بريكنز وهي توفر وقت ومجهود شاق بدل من تلك الآلة السابقة وهي عبارة عن مجسم حديدي به أزرار ثلاثة يمين وثلاثة يسار، كل زرار يمثل نقطة وبين الأزرار اليمين واليسار يوجد مفتاح يشبه الحرفt وهو مفتاح المسافة وفوقهم على اليمين واليسار على اليمين مفتاح زيادة سطر وعلى اليسار مفتاح رجوع مستطيل للخلف وبداخلها نظام أنبوبي يتم تركيب الورقة به وجزء منها بالأعلى يمثل القلم ومع ضغط بعض مفاتيح يتم كتابة الحرف فمثلا في المكتبة كنا نقوم بضغط كل نقطة في الحرف لإبرازه على حدى في نفس المستطيل الواحد أما مع هذه الآلة الكاتبة نضغطهم سويا ولا تكون هناك متاعب الكتابة بالطريقة القديمة فمثلا حرف تاء كنا نقوم بضغط نقاطه بترتيبها السابق أما مع الآلة الكاتبة البريكنز نقوم بالوقوف على أزرار تلك النقاط ونضغطهم مرة واحدة مع بعضهم.

ثم ظهرت حديثا الطابعة البرايل وهي خاصة بالكمبيوتر حيث يتم تنصيب برنامجها على الكمبيوتر ويتم إعطائها أمر طباعة النص وهي بدورها تقوم بطبعه آليا بدون أية تدخلات منا مثل الأدوات السابقة في الكتابة وبالطبع الطابعة أو الآلة الكاتبة يصعب إقتنائهم لأي كفيف نظرا لأسعارهم الباهظة جدا فنجد أن المكتبة هي الأداة الشائعة الإستخدام لدى المكفوفين.

ولهذا تعتبر طريقة برايل هي التي مكنت وكفلت لملايين المكفوفين حول العالم القراءة والكتابة مثلنا مثل المبصرين قبيل ظهور الكمبيوتر والتقنيات الحديثة وانارت عقولهم وحياتهم.

وقداستفاد المكفوفين مما حققه التطور التقني عبر تطوير التقنيات في الحاسوب، حيث أصبح يحوّل الكتابة العادية إلى طريقة برايل على أسطر إلكترونية من خلال برنامج قارئ الشاشة، الأمر الذي يمكّن الكفيف من قراءة ما يعرضه من معلومات ومعارف بسهولة تامة.