* ناثان دوس يتتبع خطى الفراعنة بتمثال تعامد الشمس على لوحة اليوبيل

* سعيد بدر يبعث برسائل الخير والجمال من جبال أسوان.. وزهرة لوتس هدية من حسن كامل
* القرنفيلى يبحث عن ملامح فن فرعونى معاصر.. وهانى السيد يضع تاجًا على رأس النحت المصرى
 
جاءت الأعمال الفنية التى أنتجها سيمبوزيوم أسوان الدولى للنحت على أحجار الجرانيت فى دورته الـ25 مناسبة تماما لفكرة الاحتفال بيوبيله الفضى، وتأكيد أهمية وجود تظاهرة دولية لفن النحت على أرض أسوان التى شهدت التجارب الأولى فى تاريخ هذا الفن الخالد على جدران المعابد، وفى تماثيل الفراعنة الأجداد.
 
الدكتور هانى فيصل قومسير عام السيمبوزيوم فى دورة اليوبيل الفضى ودورتين سابقتين لها، يشير فى حديثه لـ«الشروق» إلى أن فكرة الاحتفال كانت حاضرة منذ البداية، ومن هنا كان ترشيح مجموعة من الفنانين، كان السيمبوزيوم محطة مهمة فى انطلاقهم فى الساحة الفنية، وذلك من خلال دوراته الأولى والتى قدمتهم كشباب واعدين آنذاك، وبالفعل احتلوا فى الوقت الراهن أماكن متميزة فى الحياة الفنية المصرية.
 
ويقول: «كان لقاء هؤلاء الفنانين فى حد ذاته بمثابة احتفال بذكريات دورات السيمبوزيوم».
 
كما أشار إلى أعمال فنانين أجانب منهم إكرام القباح من المغرب التى تشارك للمرة الثانية، وتواصل تجربة خاصة فى النحت على الحجر، وعلى نورى من العراق وهو فنان متميز فى التعامل مع الأحجار الصلبة، والهولندى تون كال الذى قدم فكرة عبر عمل اطلق عليه «ظهى القمر».
 
- لوحة السيمبوزيوم
 
«لوحة اليوبيل» هو اسم العمل الذى نفذه الفنان ناثان دوس، وهى عبارة عن لوح من الجرانيت فى شكل الألواح الفرعونية التى سجل عليها المصرى القديم الأحداث المهمة فى تاريخه، والاحتفال بالمناسبات الكبرى، ونقش عليه رموز خاصة بالسيمبوزيوم وفى القلب الشعار المميز لهذا الحدث الثقافى الهام مع الرقم 25، وأعلى اللوح نقش ساعة شمسية تقسم النهار إلى 12 ساعة تبدأ من السابعة وحتى الخامسة مساء، وتثبت فى الأعلى مؤشر يلقى بطله على الساعة الشمسية وفى منتصفه عدسة حمراء مستديرة تجمع الضوء على شعار السيمبوزيو فى الثانية عشرة ظهر يوم 4 فبراير، وهو ما يقابل منتصف الفترة الزمنية لهذا الحدث الدولى الهام، وبذلك يتتبع ناثان خطى الفنان المصرى الذى صمم فكرة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثانى فى معبده بابى سمبل فى عيد جلوسه على العرش، والذى يصادف هذا العام ختام السيمبوزبوم، بينما يشير طرف المؤشر إلى رقم 25، وهو رقم الدورة الحالية.
 
ويقول ناثان انه فى هذا العمل يعتمد على الفكرة اكثر من التكنيك فى النحت، وان الفكرة هنا جاءت لخدمة الحدث، مشيرا إلى دور السيمبوزيوم فى أحياء فن النحت بين شباب الفنانين والتشجيع على نحت الأحجار الصلبة، فيما استخدام اطار خارجى للعمل على شكل الألواح الفرعونية ويرمز بها لاستمرار السيمبوزيوم الذى يراه انتصار ثقافى مهم فى العصر الحديث.
 
 
فى مقابلة «لوحة اليوبيل» يقف تمثال للفنان الدكتور شمس القرنفيلى استاذ فن النحت وعميد كلية الفنون التطبيقية بجامعة بنها، التمثال عبارة عن رأس فرعونى، ويقول عنه القرنفيلى إنه رأس الملك، والذى يقدم من خلاله امتداد لفن عظيم ولد على أرض أسوان، وجاء السيمبوزيوم من أجل إحياءه بعد أن توارى لفترة.
 
القرنفيلى الذى شارك فى السيمبوزيوم أكثر من مرة سواء من خلال ورشة الشباب أو فى الورشة الأساسية وضع فى تمثاله كل خبراته فى التصميم أو فى تقنيات النحت المختلفة ليقدم واحدة من أجمل الأعمال التى قدمها السيمبوزبوم.
 
 
ولخص الفنان هانى السيد أفكاره فى تمثال يعبر عن تاج المُلك، حيث تشغله فكرة أشكال التيجان فى مصر القديمة، والتى تبدلت فى العصور الفرعونية المختلفة لتعبر عن ملوك حكموا بعض الحضارات بفترات زمنية فى الشمال والجنوب، وغيروا فى أشكالها فكانت تمثل تعبيرا عن زمان ومكان.
 
ويقول هانى السيد إنه أضاف لشكل التاج قطعتين من المعدن اللامع على شكل ورق الشجر بما يمثل الرموز التى كان يستخدمها قدماء المصرية فى التيجان التى تركها، والتى وصلتنا عبر تماثيل نحتها الفراعنة، لياتى العمل متفقا السيمبوزيوم الذى يمثل امتدادا لهذا الفن الخالد.
 
 
يستلهم الدكتور حسن كامل استاذ النحت بكلية التربية الفنية بالقاهرة فى التمثال الذى يقدمه من خلال الدورة 25 لسيمبوزيوم اسوان زهرة اللوتس، حيث كانت مثل فى الحضارة المصرية القديمة رمزا للتجديد، فكان المصرى القديم بطبيعته متأملا ومكتشفا لأسرار الطبيعية، واللوتس نبات تغلق زهرته أوراقها بالليل وتتفتح مع ظهور أول خيوط الشمس فى الصباح ايزانا بمولد يوم جديد، ومن هنا اتخذها الفنان القديم رمز للبعث وعودة الحياة، ولذلك فهو يقدم بعد مرور 25 سنة زهرة لوتس لسيمبوزيوم النحت فى أسوان تعبيرا عن ميلاد مرحلة جديدة من عمر هذا الحدث.
 
 
يقدم الفنان الدكتور سعيد بدر فى من خلال الدورة 25 للسيمبوزيزم، رسالة جديدة من الرسائل التى اهتم بها على مدى 30 سنة مع العمل بجال فن النحت، والتى يدعو فيها لاحترام قيم الإنسانية «الخير والجمال والحق»، ومن هذا المنطلق يذكِر عبر العمل الذى أنتجه خلال ورشة هذا العام على أحجار جبال أسوان بقيمة حماية التراث، حيث يتخذ تمثاله الموضوع على قاعدة طويلة شكل أوراق تتطاير حاملة لتلك الرسائل للبشر، ويستوحى فيها تداعيات السيمبوزيوم فى 25 عاما على الحركة التشكيلية والثقافة فى مصر والمنطقة العربية، ومشيرا إلى الموقع التميز الذى يحتله سمبوزيوم النحت فى أسوان عالميا.