بقلم : د . مجدى شحاته
مع اطلالة عام 2020 ، والعالم بكامله بدون أى استثناء ، يعيش فى حالة من التوجس والخوف '>الخوف والهلع والخوف '>الخوف بسبب حلول ضيف ثقيل غير مرغوب فى وجوده يهدد حياة البشر .
 
ضيف ثقيل أطلقوا عليه ميكروب او فيروس ( كورونا ) ، ذلك الفيروس التاجى ، الذى ظهر فى مقاطعة ( ووهان ) بدولة الصين وخلال أسابيع قليلة بدأ ينتشرليصيب آلاف من البشر وأدى الى وفاة المئات منهم ، بعدها انتقل الضيف الثقيل من الصين الى دول اخرى كثيرة من دول العالم .
 
وتشير التقارير انه على مدار الثلاثين سنة الماضية زادت حدة تفشى الفيروسات القاتلة وأصبح انتشارها واسعا وسريعا وأحدثها فيروس ( كورونا ) ، نتيجة ارتفاع معدل الزيادة السكانية . حيث يصل عدد سكان العالم لأكثر من 7.7 مليار نسمة ، بجانب تصاعد الكثافة السكانية داخل المدن الكبرى ، وكذلك يساعد على انتشار مثل تلك الفيروسات سهولة سفر وتنقل الملايين من الناس بين مختلف دول العالم .
 
فيروس ( كورونا ) له تركيب كيماوى يماثل حمض نووى ريبوزى مفرد الخيط ،  وتم تعريفه بانه ( متلازمة الشرق الاوسط التنفسية ) ظهر لأول مرة فى المملكة العربية  السعودية عام 2012 ، حيث تم اكتشافه بواسطة طبيب مصرى ونجح فى عزل الميكروب من مريض سعودى .
 
الميكروب ينتمى الى مجموعة  الفيروسية ( سارس ) القاتلة والتى تسببت فى وفاة 9% مما أصيبوا بها . وتشير التقارير ان ( كورونا ) يوجد فى الحيوانات البرية منها الثعابين والخفافيش .
 
ورغم ان الحيوانات تحمل انواع خطيرة من الفيروسات الخطرة ، الا انه من غير المعتاد  ان تنتقل الى  البشر ، حيث يوجد فى معظم الحالات حاجز مناعى طبيعى يمنع او يحجز مرور الفيروسات الى الانسان . ولكن فى حالة تعرض الجهاز المناعى لشخص ما للضعف أو ظهور عوامل اخرى ، يكون من شأنها انتشار الفيروس و مهاجمة جسم الانسان .
 
وكثيرا ما يقوم الميكروب بتغيير او تحوير فى تركيبه الكيماوى بطريقة ما يطلق عليها ( الطفرة ) تساعد على انتشار المرض فى العائل الجديد ، وفى مثل هذه الحالات يكون الوضع أكثر خطورة  . وقد وجهت منظمة الصحة العالمية الاسبوع الماضى نداء الى كل دول العالم للتصدى لفيروس ( كورونا ) القاتل والمستجد الذى حصد ارواح العشرات من البشر وأصاب الآلف فى دولة الصين .
 
والشئ المؤسف انه لايوجد حتى الان أى لقاحات او أمصال للوقاية من هذا الضيف الثقيل على الانسان . وقد اجرت احدى الموقع الالكترونية مكالمة تليفونية مع الطالبة المصرية  مارينا رزيقى الطالبة فى السنة النهائية بكلية طب الاسنان .
 
وأوضحت مارينا انها اهتمت بدراسة فيروس ( كورونا ) عندما ظهر فى المملكة العربية السعودية عام 2012 وأدى الى وفاة العشرات . وتعرفت على تركيب الفيروس وأعراضه . وتمكنت من اختراع جهاز يمكن بواسطته الكشف عن وجود الميكروب فى الشخص المريض بدون أخذ عينة دم  ، ولكن يتم من خلال التنفس .
 
واشارت انها تقدمت باختراعها فى مسابقة أمريكية للمخترعين الصغار بالاشتراك مع مكتبة الاسكندرية  ، وحصلت على المركز الاول فى المجال الطبى . وحصلت ايضا على المركز الاول على مستوى المحافظة ، وكذلك المركز الاول على مستوى الجمهورية فى مسابقات الكرازة .
 
وقد حصلت على منحة دراسية مدتها خمس سنوات لدراسة الطب البشرى بالخارج ، مقابل تنفيذ وتسجيل اختراعها  فى الدولة المضيفة . لكنها رفضت وفضلت ان تستكمل دراستها فى مصر وتسجل اختراعها فى مصر . ومازالت تسعى جاهدة لتسجيل اختراعها وتصنيعه ووضعه فى المطارات للكشف عن الاصابة بالميكروب للمسافرين بسرهة بدون أخذ عينة من الدم . 
 
كذلك هناك أنباء تشير ان الصحة الروسية أعلنت عن ثلاث عقاقير ربما تساعد فى العلاج بجانب علاجات لدعم المريض تعتمد على حالة المريض السريرية .
 
ولاشك ان هناك جهود كبيرة على المستوى العالمى فى مجال البحوث الطبية لسرعة اكتشاف وتصنيع العقاقير الشافية من هذا المرض المستجد ، بجانب البحوث المستمرة لايجاد الامصال والقاحات التى تقى الاصابة من المرض مستقبلا ، وكلها مجهودات تبشر بالخير. أعراض المرض تتشابه كثيرا مع أعراض مرض الانفلونزا أو نزلاات البرد .
 
منها السعال مع ارتفاع درجة حرارة جسم المريض مصحوبة باحتقان الزور والصداع والتهاب الحلق مع التهاب حاد فى الرئة وفشل كلوى . وينتقل المرض عن طريق الاسطح الملوثة ، ورزاز التنفس وسعال شخص مصاب ، ويجب تجنب مخالطة حاملى الميكروب مع ارتداء الكمامات الواقية فى الاماكن المزدحمة . الا انه بصفة عامة يمكن تجنب العدوى بواسطة النظافة . النظافة هى الامر الوحيد والمهم للغاية لعدم حدوث العدوى . 
 
وأشارت بعض التقارير الصحفية ان العالم يواجه وباء قاتلا يحصد أرواح المئات من البشر يتكرر كل 100 عام خلال الحقبة الزمنية الماضية . وبالتحديد فى السنة التى تبدأ بالرقم 20 من كل قرن .
 
ففى عام 1720 ضرب مدينة مارسيليا الفرنسية مرض الطاعون الخطير وقتل فى أيام معدودة أكثر من 100 ألف شخص ، وبعد  100 سنة اخرى بالتمام ، وبالتحديد عام 1820 كان وباء الكوليرا قد حصد أرواح ما يزيد عن 100 ألف من البشر فى كل من أندونيسيا والفلبين وتايلاند .
 
وبعد 100 سنة اخرى وفى عام 1920 انتشر وباء الانفلوانزا الاسبانية ليقضى على عشرات الآف من الابرياء . ويمر 100 سنة أخرى ويأتى عام 2020  حاملا معه فيروس ( كورونا ) ليعيش الناس فى كافة أرجاء العالم فى ظل كابوس تلك المتوالية العددية ، حيث مع مرور كل 100 سنة ، يحمل العام الذى يبدأ بالرقم 20 ضيفا ثقيلا على كل اليشر .
 
التقارير السابقة بطبيعة الحال ، ليس لها اى تفاسير او أدلة علمية ، ربما ترجع الى الصدفة البحتة !! وربما تخاريف دعائية !! مثلما أشار تقرير آخر يقول ان انتشار فيروس ( كورونا ) ما هو الا أزمة مصطنعة لها دوافع سياسية واقتصادية من جانب بعض الدول ، بما يعرف بالحرب البيولوجية تستهدف دولة الصين !! وفى تصورى ان هذا القول يدخل ايضا تحت بند التخارف الدعائية .. لأن وباء ( كورونا ) يستهدف العالم كله ومن الصعب التحكم فيه .
 
بكل الاحوال لانملك نحن البشر سوى التضرع الى الله العلى القدير ان يرفع غضبه عنا ، وان يتعظ الناس ، ويتراحم البشر مع انفسهم  ليرحمنا الله برحمته