في مثل هذا اليوم 29 يناير2018م..
اكتشاف حفريات الديناصور منصوراصورس في الصحراء الغربية في مصر، والذي يعد أحد أبرز الاكتشافات في مجال الأحفوريات. يبلغ طول العينة حافلة مدرسة وتزن ما يقارب وزن فيل..

لديناصورات Dinosaur حيوان فقاري ساد النظام البيئي الأرضي لأكثر من 160 مليون سنة، بدءاً من العصر الثلاثي المتأخرة - قبل 230 مليون سنة - حتى نهاية العصر الطباشيري (قبل 65 مليون سنة) عندما انقرضت معظم الديناصورات في حدث الانقراض الطباشيري- الثلاثي. تُعتبر أنواع الطيور الحية اليوم من الديناصورات، بوصفها منحدرة من الديناصورات الثيروبودية.

اكتشاف الديناصور المصري «منصوراصورس»:
قبل 66 مليون سنة، وتحديدًا بين حقبة الحياة الوسطى (عصر الزواحف الكبرى، وتضم ثلاثة عصور جيولوجية، هي: الترياسي والجوراسي والطباشيري) وحقبة الحياة الحديثة، حدثت موجة انقراض هائلة، قضت على أكثر من ثلاثة أرباع أشكال الحياة على الأرض، بما فيها الديناصورات والزواحف البحرية التي امتازت بضخامة حجمها.

ورغم نجاح العلم في توثيق هذه الفترة جيولوجيًّا، هناك فجوة زمنية في قارة أفريقيا تحديدًا، تصل إلى قرابة 30 مليون سنة في الفترة ما بين (94 - 66 مليون سنة) بنهاية العصر الطباشيري. وظلت تلك الفجوة لغزًا يستعصي على العلم.

وعلى مدى العقدين الماضيين كانت هناك محاولات علمية جادة لسد هذه الفجوة، لكن دون جدوى، إلى أن نجح فريق بحثي مصري في اكتشاف أول ديناصور في مصر وأفريقيا يوثق هذه الفترة ويسد تلك الفجوة.

وبمركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية اثبت هذا الديناصور هو السادس المكتشَف في مصر، لكنه الأول في مصر وأفريقيا الذي يوثِّق تلك الحقبة الجيولوجية. ويُعَدُّ أكمل ديناصور مكتشف في أفريقيا لهذه الفترة، ويبلغ طوله 10 أمتار، ووزنه حوالي 5 أطنان، وعمره حوالي 75 مليون سنة، وجرى توثيق كل ما يتعلق به من معلومات، بناء على دراسات معمقة للخرائط الجيولوجية والحفريات الدقيقة المكتشَفة.

و وزن هذا الديناصور منخفض نسبيًّا، مقارنةً بالديناصورات النباتية العملاقة من نفس نوعه، التي عاشت في العصر الطباشيري، إذ كان وزنها يصل إلى 70 طنًّا. يفسر سلام ذلك بفرضية لم يتم تأكيدها بعد، وهي إصابة الديناصورات في هذه الفترة بالتقزُّم.

وأوضح أن هذه الفترة الزمنية تم توثيقها عبر اكتشاف حفريات لديناصورات في أوروبا وأمريكا الجنوبية والشمالية وآسيا وجزيرة مدغشقر، لكنها ظلت مستعصيةً على العلم في أفريقيا حتى تم العثور على هذا الديناصور في الواحات الداخلة بمصر، في شهر ديسمبر من عام 2013.

وتبين أن "منصوراصورس" هو أول دليل في تاريخ العلم يثبت وجود اتصال قارتي أفريقيا وأوروبا جيولوجيًّا في هذه الحقبة الزمنية؛ إذ اكتشف فريق البحث وجودًا للديناصور المكتشف في أوروبا.

ووفق البحث، تشير العلاقة الوثيقة بين الديناصور المكتشف وأقربائه في أوروبا إلى أن الفقاريات الأرضية تشتتت وانتشرت بين أوراسيا وشمال أفريقيا بعد انفصال أفريقيا عن أمريكا الجنوبية قبل 100 مليون سنة.

وأشارالبحث إلى أن الفريق ضم أكبر عدد من الباحثات، للمرة الأولى على مدار التاريخ في مصر والوطن العربي، لاكتشاف مثل هذا النوع من الحفريات التي تتطلب ظروف عمل قاسية قد تتطلب التخييم في الصحراء لأسابيع.

وترجع أهمية "منصوراصورس"، إلى ثلاثة أسباب: أولها أنه يعطي إجابةً واضحة لحقبة زمنية امتدت 30 مليون سنة من العصر الطباشيري، وهو الاكتشاف الأول من نوعه فيما يُعرف بأفريقيا القديمة، التي تضم قارة أفريقيا ومنطقة شبه الجزيرة العربية.

وثاني الأسباب أن هذا الديناصور يقدم دليلاً على هجرة الكائنات الحية من أوروبا إلى أفريقيا والعكس، وذلك من خلال شجرة الأنساب التي كشفت أن "منصوراصورس" مرتبط بصلة قرابة بديناصورات أخرى في أوروبا، وأخيرًا أنه يُنسب إلى فريق مصري عربي.

وعن الفرق بين "منصوراصورس"، والديناصورات الخمسة التي اكتُشفت في مصر من قبل، يمثل نوعًا جديدًا، وعمرًا جيولوجيًّا مكتشَفًا لأول مرة، كما أنه في عمر أحدث وأكثر تطورًا، إذ يعود تاريخه إلى ما بين 70 و80 مليون سنة، أما حفريات الواحات الخمس، فقد كان عمرها يعود إلى قرابة 90 إلى 100 مليون سنة.!!