في مثل هذا اليوم 19 يناير 1268م..

سامح جميل

الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البُنْدُقْدارِي الصالحي النجمي لقب بـأبو الفتوح. سلطان مصر والشام ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقي، بدأ مملوكاً يباع في أسواق بغداد والشام وانتهى به الأمر أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط.
 
لقّبه الملك الصالح أيوب في دمشق بـ"ركن الدين"، وبعد وصوله للحكم لقب نفسه بالملك الظاهر. ولد بيبرس نحو عام 620 هـ / 1221م، حقق خلال حياته العديد من الانتصارات ضد الصليبيين وخانات المغول ابتداءً من معركة المنصورة سنة 1250 ومعركة عين جالوت انتهاءً بمعركة الأبلستين ضد المغول سنة 1277. وقد قضى أثناء حكمه على الحشاشين واستولى أيضا على إمارة أنطاكية الصليبية.
 
قرر بيبرس أن يعاقب الصليبيين الذين ساعدوا المغول في معركة عين جالوت، فأعدَّ جيشًا قويًا، وأسطولًا ضخمًا، وأعاد تحصين القلاع والحصون، وأفسد الطرق والوديان المؤدِّية إلى الشام؛ حتى لا يجد المغول أثناء زحفهم ما يحتاجون إليه من قوت أو علف.
 
وتمركز هذا الجيش في حلب لشن الغارات على أنطاكية، وتجددت الغارات في السنة التالية، وتعرض ميناء السودية للتهديد، وكذلك تعرضت مدينة أنطاكية نفسها للحصار وكادت تسقط لولا النجدة المغولية الأرمينية التي قادها الملك هيتوم، فاضطر المماليك لفك الحصار عنها، بالمقابل خاف الصليبيون من قوة المماليك المتنامية فمالوا للصلح آملين في استعادة أسراهم.
 
فتوجه الكونت إبلين كونت يافا، ويوحنا الثاني كونت بيروت إلى القاهرة سنة ٦٥٩ هـ/١٢٦١ م وأجروا مفاوضات مع الظاهر بيبرس لاسترجاع أسراهم، وعقد هدنة فوافق بيبرس بشرط العودة إلى ما كان الأمر عليه أيام الملك الناصر صلاح الدين وإطلاق الأسرى المسلمين، إلا أن طائفتي الاسبتارية والداوية رفضتا التخلي عن الأسرى المسلمين، نظرًا لأنهم صناع مهرة ولأهميتهم المادية للطائفتين.!!