في مثل هذا اليوم 3 يناير1917م..
الحسين بن علي الهاشمي، مؤسس المملكة الحجازية الهاشمية وأول من نادى باستقلال العرب من حكم الدولة العثمانية. ينتسب إلى الأشراف من بني هاشم.ولد في إسطنبول سنة 1270هـ / 1854م حينما كان والده وجده فيها خلال إمارة عبدالمطلب بمكة، وعين بعده للإمارة بعد ذلك بسنتين؛ فقدم معه للحجاز وأقام في مكة، وفي أيام عمه عون الرفيق أُبعد إلى الاستانة، وعُين عضواً في مجلس الشورى، وظل في الآستانة إلى أن عُين بعد وفاة عمه الثالث عبدالإله أميراً لمكة عام 1326هـ. فألم باللغة التركية وحصل على اجازات في المذهب الحنفي. عاد إلى مكة و قاد الثورة العربية الكبرى متحالفا مع البريطانيين ضد الدولة العثمانية لجعل الخلافة في العرب بدل الأتراك في 1916 ولقب بملك العرب...

كانت لسياسة التتريك الدور الأساسي في اشتعال الثورة. بالإضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي، وما نتج عنها من نهضة عربية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. كانت مبادئ الثورة العربية قد وضعت بالاتفاق ما بين الحسين بن علي وقادة الجمعيات العربية في سوريا والعراق في اتفاق شفهي غايته استقلال العرب وإنشاء دولة عربية واحدة، وقد وعدت الحكومة البريطانية العرب من خلال مراسلات حسين مكماهون (1915) بالاعتراف باستقلال العرب مقابل اشتراكهم في الحرب إلى جانب الحلفاء ضد الأتراك والدولة العثمانية. تكمن بذور هذه الحركة في التطلعات القومية العربية الطامعة ببناء دولة عربية ناهضة، ولتحسين الأوضاع الحضارية والمعيشية والحفاظ على الحضارة العربية، ومن جهة أخرى موقفهم من سياسة قادة الاتراك ومعاداتهم العرب وخصوصا بعد انقلاب جمعيات عربية على الدولة العثمانية. وقد وجدت هذه الجمعيات في الشريف حسين وأولاده حليفاً لها لتحقيق أهدافها. وكانت اتصالات الشريف حسين بالإنكليز قد بدأت قبل قيام الثورة عندما اجتمع الأمير عبد الله بن الحسين باللورد كيتشنر، المفوض السامي في القاهرة، خلال شهر فبراير 1914، حيث اتفق على استمرار الاتصالات بين الطرفين. تتابعت المفاوضات على شكل مراسلات بين الشريف حسين وبين المعتمد البريطاني في القاهرة، السير هنري مكماهون. تضمنت الرسالة الأولى التي بعثها الشريف حسين نصوص بروتوكول دمشق، كأساس للتحالف بين بريطانيا والعرب ضد الأتراك، بالإضافة إلى مطالبة بريطانيا بالاعتراف بخليفة عربي للمسلمين. ومن خلال المراسلات المتبادلة (1916-1917) تعهدت بريطانيا بالاعتراف بالاستقلال العربي وتأييده، لكنها في نفس الوقت أبدت بعض التحفظات المخادعة التي ستساعدها لاحقاً على التملص والتهرب من التزاماتها مع العرب، وذلك بغية تحقيق مصالحها في المنطقة العربية الطامعة في توسيع مناطق سيطرتها وإضعاف الدولة العثمانية تمهيداً للحرب العالمية الأولى (1914-1918). اتضح فيما بعد أن كل هذه التعهدات كانت تغطية خدائع واتفاقات سرية، فقد كانت لبريطانيا مخططات مع فرنسا لاقتسام وغزو الأراضي العربية لضمّها إلى الممتلكات الاستعمارية عن طريق اتفاقية سايكس بيكو التي حددت أرض فلسطين كذلك ولاية يهودية تحت الحماية البريطانية. لم يكن العرب متطلعين حينها على الاتفاقية شبه السرية بين بريطانيا وفرنسا وبضغط صهيوني. كان ذلك كله في نفس الوقت الذي التزمت به بريطانيا بالاعتراف بالمملكة العربية التي تضم المناطق العربية الممتدة من الحجاز والعراق إلى الأردن وسوريا، ودعمها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. ومن المعروف أن الأتراك حاولوا جذب الشريف حسين بعد افتضاح الاتفاقيات السرية بين بريطانيا وفرنسا، إلا أنه استمر في التعاون مع بريطانيا والحلفاء الذين كانوا يمولون جيشه من الخزينة المصرية، ويزودونه بالسلاح والخبراء مثل لورانس العرب.

حينما كانت المراسلات تبلور أسس التحالف بين بريطانيا والعرب كان الوضع صعباً ومتدهوراً للغاية في المشرق العربي، الأمر الذي كان نتيجة غضب غير مبرر من قبل ضابط بالجيش العثماني، جمال باشا، الذي أعدم كثيرًا من الضباط العرب بعد فشل حملته على قناة السويس، مما دفع قادة الحركة العربية في المشرق بالضغط على الشريف لاستعجال إعلان الثورة التي انطلقت في العاشر من حزيران-يونيو 1916.

بدأت المعارك الحربية في جدة 13يونيو، وانهزمت الحامية التركية وسقطت مكة في 9يوليو في عام 1916، وبعد شهرين تقريبا حرر العرب ثغري "الليث" و"المويلح" على البحر الأحمر، وفي 23سبتمبر 1916 استسلمت الطائف، وفي 2 محرم 1335هـ - 31 اكتوبر1916م بويع الشريف حسين بالملك، وفى اوائل العام التالي اعترفت به دول التحالف الكبرى مثل إنجلترا وفرنسا وإيطاليا ملكاً على الحجاز.!!