فى مثل هذا اليوم 17 ديسمبر1886م..
نبوية موسى محمد بدوية هي أول فتاة مصرية تحصل على شهادة البكالوريا وأول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية. تعد نبوية موسى كاتبة ومفكرة وأديبة مصرية، وهي إحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعي خلال النصف الأول من القرن العشرين، وهي أول ناظرة مصرية، وكانت من رعاة الدكتورة سميرة موسى عالمة الذرة المصرية، وكانت من رائدات العمل الوطني وتحرير المرأة والحركات النسائية المصرية القرن الماضي. كانت المساواة شعار نبوية موسى؛ فلم تقبل أن تأخذ المرأة نصف راتب الرجل، فقررت دخول معركة البكالوريا -الشهادة الجامعية- لتتساوى مع خريجى المعلمين العليا، ولذلك أنشأت الحكومة لجنة خاصة لامتحانها ونجحت في النهاية..

من الطريف أن كلا من محمود فهمي النقراشي (باشا)، وعباس محمود العقاد كانا بين زملائها في الدفعة، وقد تقدمت نبوية موسى عليهما في مادة اللغة العربية؛ حيث حصلت على 27 درجة في حين حصل الأول على 21.5 درجة، والثاني حصل على 26 درجة. وقد كانت نبوية موسى من العشرة الأوائل وسط 250 طالب في القطر المصري أغلبهم من الرجال. وفي هذا العام نجحت أربع فتيات فقط، ثم التحقت نبوية بالسنة الأولى في مدرسة معلمات السنية، وفي عام 1906 حصلت على دبلوم المعلمات ثم عينت مدرسة لغة عربية في مدرسة عباس الأول الأميرية بمرتب أربعة جنيهات مصرية.

ان عملها بالتدريس، بمثابة تدخل سافر على عمل الرجال من وجهة نظرهم فقد اعتبروها هادمة البيوت وقاطعة أرزقاهم، وصاروا يتصيدون الأخطاء لها، وينتقدون أداءها، ويطالبون بفصلها. وبالمخالفة لما يثار عن أنها كانت تؤازر الاحتلال الانجليزي، فقد استغل هؤلاء المعلمون مقالاتها في مطبوعة “مصر الفتاة” التي كانت تكتبها تحت ضد الإنجليز تحت اسم مستعار، وأوصلوا نسخًا منها إلى ناظرة المدرسة التي تعمل بها. وعلى الرغم من أن ذلك أسس للخلاف بينهما، وكاد ليصل إلى حد فصل “موسى” نهائيًا من وزارة المعارف لأن القواعد تحظر على الموظفين الكتابة للصحف، لكن ثناء سعد زغلول باشا على كتاباتها ومقالاتها، كان سببًا في تحول موقف الناظرة.

كانت المساواة شعار نبوية موسى؛ فلم تقبل أن تأخذ المرأة نصف راتب الرجل. لذا، قررت دخول معركة البكالوريا -شهادة جامعية- لتتساوى مع خريجى المعلمين العليا وقد عملت الحكومة لجنة خاصة لامتحانها ونجحت في النهاية. وفي عام 1906 حصلت على دبلوم المعلمات ثم عينت معلمة لغة عربية في مدرسة عباس الأول الأميرية بمرتب أربعة جنيهات مصرية ترفع إلى ستة جنيهات بعد اجتياز مرحلة التمرين. وعندما وجدت أن خريجى المعلمين العليا يحصلون على ضعف هذا المرتب تقريبًا؛ تقدمت باحتجاج إلى وزارة المعارف تدين فيها هذه التفرقة فجاءها الرد بأن تلك التفرقة ترجع إلى أن خريجى المعلمين العليا حاصلون على البكالوريا "الثانوية العامة". ألفت موسى كتابا مدرسيا بعنوان "ثمرة الحياة في تعليم الفتاة"، قررته نظارة المعارف للمطالعة العربية في مدارسها، كما انتدبت الجامعة الأهلية المصرية إثر افتتاحها عام 1908م نبوية موسى مع ملك حفني ناصف ولبيبة هاشم لإلقاء محاضرات بالجامعة تهتم بتثقيف سيدات الطبقة الراقية. قامت نبوية أيضًا بإنشاء مطبعة ومجلة أسبوعية نسائية باسم "الفتاة" صدر العدد الأول في 20 أكتوبر 1937م، واستمرت المجلة تصدر لمدة خمس سنوات. تسبب توجهها السياسي في عداء شديد مع حزب الوفد الذي ما إن تولى الحكم في فبراير 1942م، حتي سارع للانتقام من نبوية موسى فأغلق مدارسها ومجلتها كما تعرضت للتفتيش والمحاكمة والاعتقال.

استمر خصوم نبوية موسى في مؤامراتهم ضدها، واستطاعوا أن يقنعوا الإنجليز أن نبوية من الوطنيات المشتغلات بالسياسة فتم نقلها إلي القاهرة وأعيد تعيينها في المعارف بوظيفة وكيلة معلمات بولاق ثم تم ترقيتها في 1916م ناظرة لمدرسة معلمات الورديان بالإسكندرية. وظلت في هذه الوظيفة حتي عام 1920.

قالت نبوية موسى، إنه لا يمكن أن تقوم المرأة بأعمال نافعة إذا كانت تحت ضغط الحجاب، الذي كان معروفًا فيما مضى، ولهذا لم أضع على وجهي هذا الحجاب، الذي نص عليه الشرع، وبذلك اعتبرت نبوية موسى نفسها من أنصار السفور، لكنها خشيت أن تتكلم فيه أو تدعو إليه أو تعلن أنها من أنصاره فتلقى ما لقيه قاسم أمين من اتهامات بالرغبة في المجون والعربدة والانحلال؛ حيث اعتبر "قاسم أمين" أن أول خطوة في سبيل حرية المرأة هو تمزيق الحجاب و محو آثاره.

دعت نبوية موسى إلى تشجيع التعليم الأهلي للبنات؛ لأن الأمة لا تنتج إلا إذا كانت نشيطة عاملة، ولا تكون نشيطة مادام نصفها أشل لا حياة فيه، فهو بمعزل عن أعمال الدنيا. أصبحت نبوية موسى من أصحاب المدارس الأهلية عام 1920، وعُرفت مدرستها باسم مدرسة البنات الأشراف، وأصبح لها سمعة وشهرة كبيرة، وأصبحت مصروفاتها أكثر من مصروفات المدارس الأميرية وزاد الإقبال عليها. ثم قررت نبوية موسى أن تمد نشاطها من الإسكندرية إلى القاهرة، وكان لها مبنى مناسب في شارع العباسية ووسعت من هذا المبنى وجعلته لائقًا وزودته بالأدوات التعليمية اللازمة، وبذلك أصبحت مدارس بنات الأشراف في الإسكندرية والقاهرة من أكبر المدارس الأهلية الحرة للبنات في مصر آنذاك. طالبت نبوية موسى بتوحيد مناهج التعليم لكل من البنين والبنات، لأن المرأة كالرجل عقلًا وذكاءً، فما يصح في تنمية عقله يصح أن ينمي عقل المرأة، ويرى إدراكها عند غرس المعارف العمومية وتربية إدراك الأطفال، ولا بأس بعد ذلك أن يستعد كل منهم لعمله الخاص.

رغم أنّ نبوية كانت مُحافظة في زيها، وظلتْ طوال حياتها تـُغطى شعرها وترتدى الكرافيت الرجالي، وتفضَل اللون الأسود لردائها الخارجي، نجدها تكتب رأيها عن سفور المرأة كما ورد في كتابها "تاريخي بقلمي" قائلة: "أردتُ السفور فلم أكتب عنه، مع إنى قرأتُ كتب المرحوم قاسم أمين وأعجبتُ بها، فالعادات لا تتغير بالقول، لهذا عوّلتُ على أنْ أدعو للسفور بالعمل لا بالقول، فكشفتُ وجهى وكفىّ". ولأنّ المناخ السائد كان لا يزال مناخ الانعتاق من عصور الظلمات، فلم يكن غريبًا ما حدث معها عندما ركبتْ الترام، فسألتها إحدى السيدات: "هوّ إنتى مسيحية؟..

في الوقت التي تتحدث فيه نبوية عن العلمانية مؤكدة أن الدين لله والوطن للجميع نجدها تتناقض مع نفسها بشدة عندما ترفع شعار الدولة الدينية، وتدعو إلى ترسيم الملك فاروق خليفة للمسلمين. وفي الوقت الذي تدعو فيه نبوية موسى إلى تحرر المرأة ترفض بشدة أن يتساوى الفقير بالغني حتى في أبسط الحقوق الإنسانية، كحق الرعاية الاجتماعية للأطفال المشردين وحق التعليم للفقراء..

توفيت نبوية موسى في 30 إبريل 1951 تاركة سجلا حافلا بالذكريات واستحقت عن جدارة لقب رائدة تعليم الفتيات المصريات. شاركت موسى في تأسيس الاتحاد النسائي المصري والعديد من الجمعيات النسوية.!!