نادر شكرى
يحتفل أقباط قرية الجاولى بمركز منفلوط بأسيوط بعيد دير أبى سيفين حيث يشارك في هذا العيد السنوي أكثر من 10 ألاف زائر لأخذ بركة الدير الذي يعد أهم معالم القرية التي ترتبط باسم عائلة " الجاولى "وهي بلدة صغيرة تقع على الضفة الغربية من نهر النيل تبعد حوالي 22 كيلو متر شمال أسيوط وحوالي 7 كيلو متر جنوب منفلوط وهي أخر تخوم منفلوط دعاها ( تقي الدين احمد بن على بن عبد القادر المقريزي في القرن الخامس عشر في كلامه عن الأديرة باسم الجاولين . وجاءت في تاريخ سنة 923 هـ بالكرمانية والجاولين . كما عرفت في دفاتر الروزنامة القديمة ببني مسعود والجاولي بولاية المنفلوطية . وفي تاريخ سنة 1230 هـ باسمها الحالي ( الجاولي ) " القاموس كما ذكرها الرحالة " فانسلب " سنة 1672 م

ويذكر التاريخ ان من أهم معالم القرية دير اثري معروف بالتاريخ وفي خرائط سنة 1906 م مذكور باسم دير نصاري " وهو الدير المعروف الآن بدير الشهيد أبي سيفين بالجاولي " وهو يقع على طرف القرية القبلي وتقع الكنيسة وسط مدافن قديمة للقرية مازال الأقباط يدفنون بها موتاهم الى يومنا هذا .

•    كنائس اثرية
 وحول الكنيسة تجد قطعاً أثرية من أعمدة وتيجان وبئر اثري ومعمودية حجرية من بقايا الكنيسة الأثرية التي كانت موجودة في عصور قديمة .. وكان الدير يخدم في بعض العصور عدداً مهولاً من المسيحيين قيل أنهم من منفلوط حتى أسيوط . ومازالت تخدم عدة قرى محيطة بها وهي قرية نجع سبع " مسقط رأس الأنبا موسى أسقف الشباب الحالي " وقرية سلام مسقط رأس البابا شنودة الثالث " وقرية بني حسين وقرية العدر وقرية بهيج وقرية الدمايرة وقرية اولاد محمد وقرية الصليبة وقرية نجع عبدالرسول وقرية ابوحطب . وهذه الفري بها ألاف المسيحيين وبلا كنيسة وهي في اشد الاحتياج لكنيسة
يصلون بها فقد تبعد اقرب قرية لدير أبي سيفين حوالي 4 كم في حين تبعد ابعد قرية وهي سلام والدمايرة حوالي 17 كم

•    احتفال سنوى
يحتفل الدير سنويا بعيد استشهاد الشهيد العظيم أبى سيفين يوم 25 هاتور من كل عام حيث يسبق ذلك نهضة روحية لمدة أسبوع تقام فيها يوميا القداسات الإلهية صباحا والعظات الروحية مساءا وذلك تحت رعاية وإشراف سيدنا نيافة ثاؤفيلس أسقف كرسي منفلوط وتوابعها  ويوجد بالدير كنيستين الأولى على اسم شفيع الدير الشهيد العظيم مرقوريوس أبى سيفين ، والثانية على اسم الشهيد العظيم مار مينا العجايبى.

ويتبارك الدير بوجود عديد به من رفات الشهداء والقديسين وهم: رفات أبى سيفين – رفات مارمينا – رفات البابا بطرس الجاولى- رفات الأنبا صربامون أبوطرحة – رفات أطفال بيت لحم – رفات شهداء أخميم- رفات الشهداء تلاميذ أنبا توماس السائح – رفات أبونا ابراهيم البسيط – رفات القديسة دميانة.
ومن أهم مشاهير قرية الجاولى في القرن التاسع عشر " البابا بطرس السابع " الشهير ببطرس الجاولي ( 1809 ــ 1852 ) وقد عاصر كل من محمد على باشا وابراهيم باشا وعباس الاول وكان مثالاً للوطنية فهو صاحب القول المقرون بالفعل اننا في حماية من لا يموت وذلك عندما جاء مبعوث قيصر روسيا طالباً حماية الأقباط فبادرة البابا بطرس الجاولي بالقول " هل مليككم يعيش الي الابد فاجابة المبعوث بالنفي فقال له البابا اذن نحن في حماية من لا يموت " وعلى اثر ذلك اصبح البابا بطرس مكرماً جداً لدي الوالي محمد على ومن مآثر هذا البابا ان مياه النيل انحسرت في احدى السنوات فقام البابا بالصلاة على مياه النيل ففاض في الحال وايضاً معجزة انبثاق النور من قبر السيد المسيح بالقدس بطريقة غير معتادة مما جعل النور يشق عاموداً موجود حتى الان في كنيسة القيامة بالقدس ومعروف بعامود البابا بطرس الجاولي .. وبحضور ابراهيم باشا . هذا جزء من كل سواء في حياة البابا بطرس الجاولي او عن القرية نفسها.

•    المقريزى يذكر دير الجاولى
المقريزى يذكر الدير ضمن الأديرة الأثرية: المقريزى(تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر المقريزى) والذى ولد في القاهرة عام 1356م وتوفى عام 1441م وهو عميد المؤرخين المصريين في العصور الوسطى ، قد ذكر عنه في كتابه (الخطط المقريزية) والمسمى (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط و الآثار) جزء4 صفحة430 وذلك تحت اسم (دير الجاولية) حيث ذكر أن (هذا الدير ناحية الجاولية من قبليها وهو على اسم الشهيد مرقوريوس الذي يقال له مرقورة ، وعليه رزق محبسة ، وتأتيه النذورات والعوائد وله عيدان في كل سنة)

القرى التي يخدمها الدير: قرية الجاولى – قرية نجع سبع – قرية أبو حطب – قرية بنى حسين – قرية نجع عبد الرسول – الصليبة ، وهذه القرى يخدمها حاليا اثنان من الأباء الكهنة بالدير هم: القمص مينا جرس حنا ،والقس مارتيروس حكيم عبد الملاك  ، كما توجد أيضا قرى (سلام والدمايرة وأولاد محمد والعدر وبهيج) ويخدمها القس يوحنا أيوب غبريال.