كتب .... محرر الفيوم:
قال الدكتور عدلي سعداوي، عميد معهد البحوث والدراسات الإستراتيجية لدول حوض النيل، بجامعة الفيوم، أن سد النهضة الأثيوبي، سيعمل على زيادة الشح المائي الذي تعاني مصر منه في الوقت الراهن، وزيادة نسبة التصحر، وتقلص الرقعة الزراعية.

جاء ذلك، خلال كلمته في ندوة بعنوان "الأمن المائي وتعزيز العلاقات المصرية الأفريقية"، نظمها معهد البحوث والدراسات الإستراتيجية لدول حوض النيل، بالتعاون مع مركز النيل للإعلام بالفيوم، بحضور حنان حمدي، وكيل المركز، وذلك في القاعة الرئيسية بالمعهد، اليوم.

 وأضاف عميد المعهد، أن مصر كلها تقوم على نهر النيل، الذي يعد مصدر حياة ووجود وكيان لهذه البلد، وما حدث في هذه القضية أنه تم استغلال ظرف صعب لمصر في عام 2011م، وكنا مطرودين من الإتحاد الأفريقي ووسط ضغوط دولية كبيرة بسبب الأحداث في مصر، وتم بناء السد.

 وقال عميد المعهد، أن سد النهضة مؤثر بالفعل، ولكن نحن نحاول تلافي الآثار السلبية له، فهو سوف يتسبب في تحول النهر إلى ترعة تنساب فيها المياه طول العام، وربما نتعرض للاعتداء على حصة مصر من المياه خلال سيرها من أثيوبيا إلى مصر، ومصر حريصة على حقها في المياه، وما نسعى إليه حاليا أن يكون الضرر أقل ما يمكن من جراء بناء هذا السد.

وأضاف أنه بعد بناء سد النهضة، لا يوجد ما يضمن لمصر حصتها من المياه، وأن أثيوبيا تتنصل من هذا الأمر، بسبب أن النيل الأزرق المغذي الرئيسي لنهر النيل، قد يصل الفيضان فيه إلى 60 مليار متر مكعب في سنة، وقد يقل إلى 30 مليار متر مكعب في سنة أخرى، لافتا إلى أن سد النهضة سيؤثر على نصيب الفرد من المياه.

وطالب عميد المعهد، المواطنين، والمجتمع المصري، بضرورة إعادة النظر في إستهلاك حصتنا من المياه، لأن الزراعة تستهلك نحو 95 % من حصة مصر في المياه، وهناك توسع عمراني يحدث حاليا، يحتاج أيضا إلى مزيد من المياه، وقال: "نحن في حاجة للبحث عن موارد مائية جديدة بجانب ترشيد استخدام المياه، واستخدام أساليب جديدة في الري ليتحقق الترشيد في المياه، بجانب إجراء المفاوضات لتحقيق الاستقرار المائي للدولة المصرية".

 وقال الدكتور محمود علي عبد الفتاح، وكيل المعهد  لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، خلال كلمته في الندوة، أن حصة مصر هي 55.5 مليار متر مكعب من المياه، في حين أن مصر في حاجة لـ62 مليار متر مكعب، واستهلاك منزلي نحو 7 مليار متر مكعب، موضحا أن إقامة سد النهضة سيؤثر علينا وعلى السودان بشكل أكبر.
 
وأضاف وكيل المعهد لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، أنه ليس هناك سبب مقنع من قبل الجانب الأثيوبي لإقامة سد النهضة، لأن 99% من الزراعة في أثيوبيا تقوم على الأمطار وليست بالري، ولن تستفيد أثيوبيا منه سوى في إنتاج الكهرباء، والذي لن ينتج سوى 6 آلاف ميجاوات من الكهرباء، والتي لن يكون متاح لاستيرادها منها سوى السوداء ومصر، لافتا إلى أن الهدف من إقامة هذا السد سياسي بالأكثر وليس تنموي، وقد يكون وراءه أسباب خفية.
 
وقال وكيل المعهد، ونحن نخشى أن يكون الهدف من الضغوط على مصر بهذا السد، هو توصيل المياه من مصر إلى إسرائيل، ونرى أن الشعب المصري والقيادة السياسية لن توافق على تحقيق هذا الهدف، خاصة وأن طلب إسرائيل من قبل قوبل بالرفض.

وأوضح وكيل المعهد، أن استهلاك مصر حاليا من المياه، هو 80 مليار متر مكعب سنويا، ونعوض هذا الفارق عن حصة مصر التي تصلها، من مصادر مياه أخرى مثل تحليه المياه، وإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي، ونحن حاليا وصلنا لحالة الفقر المائي، فنحن نستهلك أكثر من 80 % من حصتنا في المياه في الزراعة، وهناك تحديات تواجه إدارة الموارد المائية.

وتحدث وكيل المعهد، عن مراحل بناء سد النهضة، وقال أن التخطيط له كان منذ سنوات طويلة، وأن أثيوبيا طلبت في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، بناء السد بطاقة 14.5 مليار متر مكعب، ومصر وقتها رفضت بقوة هذا الطلب، فأستغلت أثيوبيا فترة ضعف الدولة في عام 2011م، وبنت سد النهضة بطاقة 74 مليار متر مكعب على الرغم من وجود مخاطر طبيعية في منطقة بناء السد.