كفن تورينو هو قطعة من الكتان، تقول الأسطورة أنه قد استخدم في لفّ جسد السيد المسيح عقب إنزاله من الصليب.

لكن شكوكا لا زالت تحوم حول التاريخ الفعلي لنسيج الكفن.

 
احتفظ بهذه القطعة النادرة منذ عام 1578 في المصلى الملكي لكاتدرائية سان جيوفاني باتيستا في مدينة تورينو الإيطالية (والتي سمي الكفن باسمها). ومقاس القطعة هو (4.42X1.13 متر). وكان الفاتيكان، عام 1988، قد سمح للعلماء بأخذ عينات من نسيج الكفن لتحديد عمره، من قبل فريق علمي مستقل ينتمي إلى ثلاث مؤسسات علمية هي: جامعة أريزونا الأمريكية، والمعهد الفدرالي للتكنولوجيا في سويسرا، وجامعة أوكسفورد البريطانية.
 
واستخدم الخبراء وقتها طريقة الكربون المشع، وتوصلوا إلى أن تاريخ النسيج يعود إلى أعوام 1260-1390.
 
جاء الاكتشاف صادما، حيث أكد على أن القطعة الأثرية الشهيرة ليست سوى وهم نسجت حوله مجموعة من الأساطير، وهو ما عزاه العلماء إلى أن التقاليد المسيحية في العصور الوسطى كثيرا ما لجأت إلى هذه الأساليب.
 
أعلنت مجموعة من العلماء رغبتها في الاطلاع من جديد على المعطيات الأولية لتلك الاختبارات قبل معالجتها، لما لها من تأثير على نتائجها.
 
فمن الصعب الاعتقاد بأن خبراء المنظمات الثلاثة المستقلة قد ارتكبوا نفس الخطأ في تحديد تاريخ القطعة، لكن من الممكن أن يكون الخطأ قد ارتكب في مرحلة مرحلة معالجة المعطيات الأولية، حيث يتم إزالة بعض الأخطاء وتعديل بعضها، ما يجعل أي أخطاء ترتكب في هذه المرحلة تؤثر مباشرة في النتائج النهائية للدراسة. 
 
لكن جامعة أوكسفورد لم تسمح، ولسنوات طويلة، بالحصول على هذه المعطيات الأولية، لذلك قرر فريق علمي من فرنسا وإيطاليا رفع دعوى ضد الجامعة، وحكم في القضية لصالحهم، ما أرغم الجامعة على نشر تلك المعطيات كاملة عام 2017.
 
وبتحليل المعطيات الأولية خلال العامين الماضيين، نشرت نتيجة تلك التحاليل في مقالة علمية جديدة، نشرتها مجلة "أركيومتري" Archaeometry العلمية المتخصصة، تشكك في استنتاجات الزملاء الذين تعاملوا مع عينات النسيج منذ 30 عاما.
 
ووفقا لتوضيح موقع Phys.org، فإن العينات التي تمت دراستها آنذاك، كانت مأخوذة من حواف الكفن، ولم تكن المعطيات الأولية موحدة، ما جعل النتائج متباينة.
 
كما أن فرضية أخرى تقول أن الراهبات حاولن ترميم  حواف الكفن قدر المستطاع للحفاظ عليه، وكانت العينات المأخوذة من الكفن عام 1988 من الحواف، ما يدفع للتفكير في أن العلماء ربما قد خدعوا، من غير قصد، بسبب مبادرات الراهبات للحفاظ على الكفن.
 
تطرح هذه الاستنتاجات بالطبع أسئلة جديدة حول تاريخ الكفن، في الوقت الذي تحتاج فيه الاستنتاجات إلى إثباتات علمية موثقة من خبراء مستقلين، يمكن أن تضع نهاية لجدال واسع النطاق بشأن الكفن وتاريخه.