«القابضة للمياه»: 30 ألف غطاء يتعرض للسرقة سنويا.. وحملة للتوعية بخطورة تفشى الظاهرة

مطالبات برلمانية بتغليظ العقوبات على السارقين ومحاكمة الجناة ومحاسبة المقصرين
 
 
من 25 إلى 30 ألف غطاء بالوعة يتعرض للسرقة سنويا بالقاهرة والمحافظات، سجلت العاصمة نحو 5 آلاف واقعة منها خلال العام، لتصبح فخاخا للسقوط المميت الذى يهدد حياة الآلاف من المارة وبخاصة الأطفال، «وفقا للأرقام الصادرة عن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى».
عدة وقائع، لوفاة أطفال، غرقا داخل بيارات مكشوفة دقت ناقوس الخطر، حول جرائم قتل مواطنين فى الشوارع، أبطالها، عدد من معدومى الضمير، سارقى أغطية بالوعات الصرف المصنوعة من الصلب أو حديد الزهر، باهظة الثمن، لبيعها إلى تجار الخردة، ومنها لمصانع تعمل على صهرها وإعادة تشكيلها لتحقيق مكاسب مادية.
 
مقاطع فيديو تداولها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعى، رصدت العديد من تلك الوقائع، ما أثار حفيظة الرأى العام، الأمر الذى دفع شركة مياه الشرب لإطلاق حملة ميدانية لتوعية المواطنين بخطورة سرقة هذه الأغطية، وكيفية تعامل المواطنين معها فور اكتشافها.
 
ودخل نواب فى البرلمان، على خط الأزمة، للحفاظ على أرواح المواطنين، من خلال تقديم طلبات إحاطة ضد مسئولين حكوميين لعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية تلك الأغطية، مطالبين بضرورة وجود حلول بديلة ومحاسبة المقصرين وتقديمهم إلى المحاكمة.
 
نائب رئيس الشركةالقابضة لمياه الشرب والصرف الصحى أحمد معوض، يؤكد سرقة ما بين 25 إلى 30 ألف غطاء بالوعة سنويا، موضحا أن تكلفة الغطاء الواحد المصنوع من الصلب تصل لنحو 5 آلاف جنيه تقريبا، ما يكبد الدولة خسائر بالملايين كل عام جراء هذه السرقات.
 
وأشار معوض فى تصريحات لـ«الشروق»، إلى بذل جهود مكثفة بين الشركات التابعة للقابضة لمياه الشرب والصرف الصحى ووزارة الداخلية للتصدى لهذه الظاهرة، والقبض على السارقين، مشيرا إلى عمل الشركة على استخدام أغطية من مواد بديلة غير جاذبة للسرقات، مثل الخرسانة المسلحة.
 
وأضاف نائب رئيس الشركة القابضة، أنه جارٍ تعميم حملات التوعية فى جميع محافظات الجمهورية ، وبخاصة المناطق التى تكثر بها وقائع السرقات.
من ناحيته، قال رئيس شركة الصرف الصحى بالقاهرة، عادل حسن، إن هناك 350 ألف غطاء بالوعة فى العاصمة وحدها، وإن استبدالها بمواد خراسانية يحتاج إلى وقت طويل وتمويل، لافتا إلى أن الخط الساخن رقم 175 مخصص لاستقبال شكاوى المواطنين بالقاهرة عن خدمات الصرف الصحى، بما فيها الإبلاغ عن أغطية البالوعات المفقودة.
 
وأوضح حسن، أن انتشار ظاهرة سرقة الأغطية يستلزم إعادة التفكير فى الظاهرة ومحاولة التصدى لها بكل الوسائل من خلال إدخال نشاط توعوى جديد للمواطنين عبر زيارات ميدانية للشوارع التى تتكرر بها واقعة السرقة والاتصال المباشر بالمواطنين القاطنين بها، مؤكدا ضرورة تكاتف أجهزة الدولة للتصدى لتلك الوقائع التى تهدد حياة المواطنين.
 
وتابع حسن أنه على المواطن فور اكتشاف فقدان غطاء بالوعة الاتصال بالخط الساخن ومحاولة تأمين البئر حتى وصول عمال الصيانة المختصة لتركيب غطاء بديل، موضحا أن عملية التبديل لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة، مطالبا المواطنين أيضا بمد الشركة بمقاطع فيديو لوقائع السرقة لمعاونة الأجهزة الأمنية فى القبض على الجناة.
 
وتفاعل عدد من أعضاء مجلس النواب مع وقائع سرقة أغطية البالوعات، حيث أعلنت النائبة أنيسة حسونة، مطلع أغسطس الماضى، عن تقدمها بطلب إحاطة موجه لرئيس مجلس الوزراء ووزيرى الإسكان والتنمية المحلية، بشأن تلك الوقائع دون أن تتخذ الحكومة إجراءات لحمايتها.
 
وأضافت أن عددًا كبيرًا من الأطفال لقوا مصرعهم إثر سقوطهم فى بالوعات صرف صحى، والصدمة الأكبر أن السبب الحقيقى وراء مصرع الأطفال هو سرقة أغطيتها، ما يجعلنا جميعا عرضة للموت أثناء المرور أعلى بلاعة صرف».
 
ووصفت النائبة عمليات سرقة أغطية البالوعات بمثابة إعداد فخ للسقوط المميت الذى يهدد حياة الآلاف من المارة وبخاصة الأطفال، بالإضافة إلى الخسائر المالية وإهدار المال العام وإتلاف الممتلكات الخاصة المتعلقة عبر تعرض السيارات للتلف عند سقوطها فى تلك البلاعات.
 
وطالبت بسرعة التحقيق فى وقائع السرقة من قبل الأجهزة الرقابية ومحاكمة الجناة وإقالة المسئولين والمقصرين واتخاذ جميع الإجراءات القانونية اللازمة فى هذا الشأن.
 
وفى يونيو الماضى، أعلن النائب بدير موسى، أيضا عن تقدمه بطلب إحاطة بشأن بالوعات الصرف الصحى المفتوحة، قائلا: «إن الفترة الأخيرة شهدت عدة حوادث أدت لوفاة عدد من الأشخاص نتيجة ترك البالوعات مفتوحة وبخاصة تلك المتواجدة فى الحدائق والمتنزهات العامة».
 
وطالب موسى بضرورة وضع خطة لتغطية هذه البالوعات على مستوى الجمهورية، بعد حصر شامل لها مع التفتيش من قبل المحليات على الشوارع للوقوف على البالوعات المفتوحة وسرعة تغطيتها.
من جهته، اعتبر عضو مجلس النواب، طارق متولى، أن تغليظ العقوبة على جميع أطراف الجريمة، بدءًا من السارق والتاجر والمصنع الذى يعيد تصنيع هذه الخردة، سيساهم بشكل كبير فى التصدى لهذه الظاهرة، مضيفا أن تثبيت كاميرات مراقبة بالشوارع سيعمل على تقليص نسبة سرقة تلك الأغطية.
وفى سياق متصل، كشفت شركات متخصصة فى تصنيع وتوريد منتجات الفايبر جلاس، عن حلول لأزمة أغطية البالوعات، من خلال طرح منتجات مصنوعة من البوليستر المقوى بالألياف الزجاجية، موضحة أنها غير معرضة للسرقة، بسبب عدم إمكانية إعادة تصنيعها، بالإضافة إلى تميزها بالقوة والمتانة حيث تتحمل أوزانا تزيد على 40 طنا، إلى جانب أنها غير قابلة للصدأ أو التآكل.