حكايات أنواع مختلفة من الأطعمة المحلية والإقليمية والعالمية.. وتنشر الحلقة يومياً الساعة 12 ظهراً بتوقيت القاهرة.

 
سواء كنت تسميها «طعمية» أو «فلافل» لابد أنك قد تناولتها ذات يوم، في سندوتش مغطى بالسلطة الخضراء والطحينة، أو أكلتها إلى جانب الفول، رفيقها في المائدة المصرية خاصة في وجبة الإفطار، فهي «كباب الفقراء»، و«معشوقة الأغنياء» الذين تفننوا في تقديمها حتى ظهر في الآونة الأخيرة مصطلحات دخيلة على الطعمية مثل «جرين برجر»... في النهاية فأنت إذ لم تأكلها ذات يوم فمصريتك قد تكون في خطر!
 
* أصل الفلافل:
فالفلافل مصرية الأصل، أول من أقبل عليها هم الفراعنة، بعد تناولهم للفول، فالصور الأولى للطعمية ظهرت على نقوش مقابر وادي الملوك وكذلك طريقة دش الفول وإضافة الخضروات له، وطريقة تحمير أقراص الفلافل، ومع الزمن تفنن المصريون في إعدادها فأضافوها لها البيض والطماطم والشطة.

* النزاع على ملكيتها:
في البداية كان النزاع بين مصر وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق واليمن، وكل دولة منهم كانت تنسب أصل الطعمية لها، فالسوريين مصرّين على أنها أكلة شامية أصيلة وعمرها أكثر من 4 آلاف سنة وأن أساسها الحمص والخضروات، وليس الفول.
 
كما أدعى الفلسطنيون أن الفلافل فلسطينية وتقلى في زيت الزيتون، وكذلك اليمن والعراق، مؤكدين أن الفلافل نشأت في أرض ما بين النهرين، واللبنانيين الذين صنعوها من الحمص والفول معًا.
 
لم يقف النزاع على ملكية الفلافل عند هذه الدول؛ إذ إدعت إسرائيل أن الفلافل تعود لهم، مبررين حجتهم بأن اليهود الأوائل في مصر هم من كانوا يعدوها قبل ذهابهم إلى «أرض الميعاد»، ولم يكتفوا بذلك بل أصدروا طابع بريد عليه صورة الفلافل والعلم الإسرائيلي.
 
* حسم النزاع:
استعاد الأقباط، في القرون الأولى لدخول المسيحية مصر، أقراص الفراعنة؛ نظر لأنها مليئة بالبروتين النباتي، وبديل جيد عن اللحوم في أيام الصيام وأطلق عليها اسم (فا-لا فل) وهي كلمة قبطية تعني «ذات الفول الكثير»، وهذا جزء من إثبات مصرية الطعمية؛ فأصل التسمية يقول إنها من الفول وليس الحمص أو غيره كما يصنعها الشوام.
 
وعندما أعلنت الأمم المتحدة في عام 2016 أنه عام للبقوليات، أقام الاتحاد الدولي للبقوليات مهرجان للفلافل في لندن وحضره جميع معدي الفلافل في العالم كله، فشهد المؤرخون الغذائيون أن الفلافل أصلها مصري، وأن المصريين هم «ملوكها»، وأثبتوا أن الأقباط استعادوا إرثهم الثقافي من الفراعنة وأكلوا الطعمية.
 
* تسمية الطعمية:
وانتشرت الفلافل في اليونان والبرازيل وأمريكا، وفي أغلب الدول العربية بنفس الاسم الذي يرجع إلى اللغة المصرية، وأصبحت تستخدم كلمة أخرى وهي «بلبال» أي الشيء المستدير في اللغة الفارسية.
 
وفي مصر والسودان أطلق عليه «طعمية» التي هي تصغير لكلمة «طعام»، ومع ذلك ما زال يسميها أهالي الإسكندرية «فلافل»، وتسمى الباجية في اليمن، وفي الشام يسمونها فلافل.