لابد من تنسيق وتنظيم إنتاج الأعمال الوطنية حتى لا ينصرف عنها المشاهدون هوليوود تنتج كل أربعة أعوام فيلمًا حربيًا لأن السينما ذاكرة قوية دورها فعال ومؤثر لم أتخيل أن ظهورى بمشهدين فى الفيلم سيؤدى لهذه الردود التى أسعدتنى كثيرا.. وهند صبرى مبدعة معيار ظهورى كضيف شرف هو التركيز على طاقم العمل والمخرج والمنتج بالإضافة للموضوع  غيابى عن الدراما والسينما سببه قلة الأعمال المناسبة لى..

 

ورفضت خمسة أعمال لا تناسبنى أشرف عبدالباقى ذرع بذرة ذهاب المشاهدين للمسرح.. ولكن أبوالفنون يحتاج لنهضة قوية أتمنى تقديم فيلم موسيقى استعراضى وتجسيد شخصيات بطولية تؤدى لزيادة الانتماء لدى الناس  رفضت دخول ابنى مجال التمثيل لأنه ليس من اهتماماته فى ظهور خاص كضيف شرف بفيلم «الممر» جذب الفنان شريف منير الأنظار ناحيته بشخصية «الضابط» التى قدمها خلال أحداث العمل الحربى الذى يعد الأضخم إنتاجًا فى تاريخ السينما المصرية، ويقول «منير» لـ«الشروق»: ثقتى فى المخرج شريف عرفة والمنتج هشام عبدالخالق شجعتنى للمشاركة فى فيلم «الممر». 

 
ويؤكد فى حواره ان المرحلة القادمة بالنسبة له مازالت مليئة بالأحلام والطموحاتت والتحديات..
 
* حدثنا عن مشاركتك فى فيلم «الممر»؟ 
ــ حينما بدأ تصوير «الممر» اتصل بى الفنان أحمد عز وأخبرنى بأن شريف عرفة يريدنى ضيف شرف فى العمل، فوافقت فورا، خاصة وأننى كانت لدى معلومات كثيرة عن الفيلم وما يحمله، وما شجعنى أيضًا أن شريف عرفة هو من كتب القصة وهى مستوحاة من إحدى العمليات الحقيقية فى فترة حرب الاستنزاف، بالإضافة إلى أن مجموعة العمل شجعت بقوة على المشاركة، لذا وافقت وقدمت المشهدين الخاصين بى. 
 
* لماذا وافقت على الظهور بدون أجر؟ 
ــ الفيلم يناقش موضوعا وطنيا مهما يقدم للمشاهدين، لذا كان من المستحيل أن أطلب أجرا مقابل ظهورى، خاصة وأننى لدى ثوابت فنية فى بعض الأعمال التى أقدمها حيث أرفض فيها الحصول على أجر مثل المشاركة بفيلم وطنى، أو إعلان لمصر، وأشعر أننى لو كنت طلبت مقابلا لخسرت الحالة التى قدمتها للمشاهدين، والفيلم يمثل وجبة دسمة لأجيال لم تعاصر هذه الأحداث التى عشتها وأعرف تفاصيلها. 
 
* فى رأيك ما الذى نحتاجه لتعريف الأجيال الجديدة ببطولات الجيش المصرى؟
ــ نحتاج لشيء مهم أؤكد عليه دائمًا وهو التنسيق والتنظيم فى تقديم الأعمال الوطنية بشكل جيد بين السينما والدراما والبرامج التليفزيونية، حتى لا يجد المشاهد أعمالا كثيرة عن الوطنية ما يؤدى لزيادة الجرعة وانسحابه عن متابعتها، أما لو تم تنسيق الوقت فسيكون الأمر مناسبا، ففى إحدى السنوات مثلا، بدراما رمضان كانت أغلب الأعمال التى قدمت تدور حول الأحداث الحزينة المأساوية، ولو نظرنا على سينما هوليوود سنجدها تقدم كل أربعة أعوام فيلمًا حربيًا قويًا، ونحن الآن أنتجنا «الممر» لابد بعد ثلاثة أعوام مثلا أن نقوم بإنتاج فيلم جديد، وذلك لأن السينما تمثل «ذاكرة» قوية دورها مهم وفعال جدًا وأعمالها تستمر لسنوات طويلة، مثل فيلم «رد قلبى» و«غزل البنات» وغيرها من الأعمال التى تتم مشاهدتها حتى الآن، والمثال ينطبق على «الممر» إن تمت مشاهدته بعد عشرة أعوام سنجده حاضرا بين الناس. 
 
* كيف تابعت ردود الفعل عن دورك بالفيلم عبر وسائل التواصل؟
ــ رد الفعل الذى جاءنى كان كبيرا جدًا، فلم أكن أتخيل أو أتوقع أن ظهورى بمشهدين فى الفيلم سيؤدى لهذه الردود التى أسعدتنى كثيرا، والفنانة هند صبرى التى ظهرت كضيفة شرف أيضًا كانت مبدعة للغاية من حيث كل شيء. وأنا أرى الآن أن نجاحى بظهور صغير أفضل بكثير من عمل لا يكون مؤثرا على المشاهدين، رغم أن ذلك سيكلفنى كثيرا فى الماديات التى أحتاجها أنا وبيتى، ولابد وأن يعلم الجمهور ذلك خاصة وأن البعض منهم يعتقد أن الفنان يعيش فى «برج منعزل عنه وعن مشاكلهم المادية»، فأنا لم أولد وبفمى ملعقة ذهب، فلقد عيشت الحياة البسيطة وأنا أجرى خلف الأتوبيسات، وركوب التاكسيات، وحاجتى فى أوقات كثيرة للمال، وعادة الجلوس على عربيات الفول التى أقوم بها حتى هذه اللحظة، وأنا أشعر بمن حولى لأننى لدى أسرة وأولاد وما يحتاجونه من مصاريف، ومنظومة الفن تختلف فى الماديات عادة عن أى منظومة أخرى، فالموظفون يوجد منهم الكثير، أما الفنانون قليلون، واسمهم له ثمن وسعر، والأعمال الفنية التى تقدم توزع على مستوى العالم، واسم الفنان يبيع بشكل معين، لذا يستحق الأموال التى يتقاضاها، والفن يدخل أموالا كثيرة للبلد، فدخل السينما فى السيتنيات كان فى المركز الثانى بعد تجارة القطن المصرى، والأمثلة كثيرة، فمسرح الفنان عادل إمام هو والراحل محمد نجم وسمير غانم كان يؤدى لدخل وسياحة كبيرة جدًا لمصر، فكان هناك جمهور يأتى خصيصًا بالطيارات لحضور المسرحيات ثم العودة مرة أخرى. ولابد أن يفهم الناس هذه الأشياء حتى لا تشعر بفجوة بينها وبين الفنانين، ويعانى الفنانون من مشاكل عديدة، فأنا مثلا لا أستطيع الخروج مع أبنائى فى بعض الأماكن، وهم محرومون من ذلك. 
 
* ما هو المعيار الذى تركز عليه للظهور كضيف شرف؟
ــ النظر على طاقم عمل الفيلم بجانب المخرج والمنتج، وبعد ذلك الموضوع الذى سيتم تناوله، فظهورى كضيف شرف لابد وأن يكون له أهمية وتأثير خلال أحداث العمل وليس مجرد ظهور لا يقدم شيئا، فشخصية «ضابط الشرطة» التى قدمتها بـ«الممر» احتوت المشكلة التى وقعت لضابط الجيش مع أحد المواطنين وأنهت عليها بالتصالح بينهما لذا لعبتها.
 
* رغم نجاحك فإنك مقل فى أعمالك بالسينما والدراما والمسرح.. لماذا؟
ــ لا توجد أعمال مناسبة، ففى موسم دراما رمضان هذا العام عرضت على ثلاثة أعمال لم تعجبنى رغم قوتها والاهتمام الكبير بها لكنى رفضتها، وفى السينما عرض على فيلمان واعتذرت عنهما أيضًا، وذلك لأننى مقتنع بأنه حتى يكون الممثل عمره طويل بالفن لابد وأن تكون اختياراته دقيقة جدًا ومقلا فى ظهوره، فكلما كنت عزيزا على المشاهدين سيريدون رؤيتك، أما لو كنت منتشرا دائمًا سيكون هذا سيئا، وفى بعض الأحيان يطول غيابى بسبب قلة الأعمال التى تستحق تقديمها، وعادة أنا أقدم على الشاشة ما يجذبنى ناحيته مثل شخصية معينة داخل العمل، أو أحداث متميزة داخل رواية أو قصة، أو تغير مفاجئ يؤدى لأشياء غير متوقعة.
 
وعن المسرح أضاف: فى هذه الفترة يمر المسرح بمرحلة استيقاظ مهمة بعد أن «نام» فى السنوات الماضية وذلك بسبب الأحداث التى مررنا بها، وقد استطاع الفنان أشرف عبدالباقى وضع «بذرة تشجيع المشاهدين على الذهاب للمسرح»، ودفعت هذه التجربة بعض الناس للمشاركة فى المسرح، ولكن فى رأى أن المسرح ليس فى نشاطه ولا حالته الصحية التى كان عليها منذ فترة، وذلك يتوقف على عدة أسباب منها النصوص، وسعر التذكرة، والممثلين الذين أصبح لديهم كسل بسبب الجهد الكبير الذى يحتاجه المسرح وبروفاته وفى المقابل يكون الأجر قليلا، وهذا لا يحمسهم، لذا فالمسرح فى حالة ركود، وما يحدث الآن ليس بالأمر الجديد على مصر، فقد حدثت هذه الحالة قديمًا فكانت السينما بحالة جيدة فى الستينيات، وفى السبعينيات وقعت، ما دفع الممثلين الكبار للعمل خارج مصر، وبعدها عادت السينما لمكانتها هى والدراما.