كتب - نعيم يوسف

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، كلمة أثناء صلاة قداس عيد دخول المسيح أرض مصر، بكنيسة الشهيدين سرجيوس وواخس المقامة فوق كنيسة المغارة.
 
وقال البابا إن الكنيسة شيدت "الكنيسة في أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس، فبعد إنتهاء الاضطهاد وتحول روما إلي المسيحية أقام الجيش الروماني والذي كان يسكن حصن بابليون كنيسة فوق المغارة الأثرية باسم قديسين لهما منزلة رفيعة لديهم هما القديسين سرجيوس وواخس اللذين استشهدا في عصر مكسيميانوس (٢٨٠-٣٠٥)".
 
وأشار البابا إلى أن الكنيسة بنيت على الطراز البازيليكي وتبلغ مساحتها (٢٧×١٧م) وتنحفض أرضية الكنيسة عن الشارع الخارجي بحوالي ٤ متر، وكانت مقرًا لكرسي أسقف مصر من القرن السابع حتي الثاني عشر ، وللكنيسة مكانة خاصة في تاريخ الباباوات إذ كانت العادة أن يقيم البطاركة فيها أول قداس لهم بعد تكريزهم في الإسكندرية كما شهدت اختيار وتكريس العديد من الآباء مثل البابا ايساك ال ٤١ ، البابا إبرام بن زرعة ال٦٣ في عام ٩٧٧ والبابا مكاريوس الثاني ال٦٩ في عام ١١٠٢. 
 
ولفت إلى أن التاريخ يذكر أن الكنيسة تعرضت للحريق مرتين الأولي عندما قام مروان الثاني وهو آخر خلفاء بني أمية بحرق الفسطاط وقد أعاد ترميمها الوزير يوحنا بن يوسف المعروف بابن الأبح سنة ١٠٧٣ م ، كذلك أعيد تجديدها مرة أخري في خلافة الظاهر لاعزاز دين الله، والثانية فكانت أثناء الفوضي التي حدثت في آخر أيام عصر الدولة الفاطمية وتم إعادة بنائها في عام ١١٧١.
 
يذكر أن الكنيسة تزخر بنحو ٧٠ أيقونة أثرية يعود أغلبها إلي القرنين ١٧ ، ١٨ بالإضافة إلى عدد من الفريسكات ، هذا وتحتوي الكنيسة علي رفات الشهيدين سرجيوس وواخس ، كما أُكتشف فيها جسد الشهيد الراهب بشنونة المقاري، وحظيت في العصر الحديث بزيارة عدد من الباباوات ففي عام ١٩٠٠ جاءها البابا كيرلس الخامس أثناء افتتاح المتحف القبطي ، كما زارها القديس البابا كيرلس السادس مرتين الأولي خلال افتقادة لكنائس بابليون بمصر القديمة والثانية في عيد دخول المسيح إلي أرض مصر عام ١٩٦٧ ، وللكنيسة حظ وافر من افتقاد وزيارات قداسة البابا تواضروس الثاني لها حيث يعد اليوم ثالث زيارة لقداسته منذ أن تولي السدة المرقسية في ١٨ نوفمبر ٢٠١٢، كما جاء إليها في عام ٢٠١٥ أبونا متياس الأول بطريرك إثيوبيا برفقة وفد من الكنيسة الإثيوبية.