"علاقاتنا الاقتصادية لا ترتقي لمستوى التعاون التاريخي، ولا إمكانيات البلدين كبوابتين لقارتي آسيا وأفريقيا"، عبارة تتردد كثيرا خلال السنوات الأخيرة بين كبار المسؤولين في مصر وباكستان، اللتين تجاوزتا 70 عاما من العلاقات الدبلوماسية بينهما، لكن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي برئيس الوزراء الباكستاني الجديد عمران خان، فتح آفاق كبيرة للتعاون الاقتصادي بين القاهرة وإسلام أباد وللمنطقة عامة من منظور أوسع.

 
وخلال زيارته الأخيرة للسعودية للمشاركة في القمتين العربية والإسلامية بمكة المكرمة، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي عمران خان، رئيس وزراء باكستان، بمقر إقامته، حيث أشاد السيسي بالعلاقات التاريخية الثابتة التي تجمع بين البلدين، معرباً عن تطلعه لتطوير التعاون الثنائي مع باكستان في مختلف المجالات، خاصة التجارية، فضلا عن الحرص على تعزيز التنسيق والتشاور معها سياسيا إزاء مختلف القضايا الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، الذي يعد أحد أهم التحديات المشتركة.
 
وأكد رئيس وزراء باكستان عمق العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، مشيدا بالإنجازات التي شهدتها مصر، خلال الفترة الماضية، في مختلف المجالات، لا سيما على صعيد مكافحة الإرهاب والإصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها بهدف تحقيق التنمية الشاملة، مشددا أن باكستان تقدر دور مصر المحوري والفاعل في العالمين العربي والإسلامي، وهو الدور الذي تعول عليه باكستان لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ككل.
 
وتطرق اللقاء إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين في عدد من المجالات بما يرقى لتطلعات الشعبين ويتوافق مع إمكانات الدولتين، خاصةً على صعيد التعاون الأمني والاقتصادي والتبادل التجاري والاستثماري، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتشاور في مختلف المحافل الدولية. 
 
وقدم عمران خان، رئيس وزراء باكستان، الدعوة إلى السيسي لزيارة باكستان استمرارا لدعم وتعزير العلاقات بين البلدين الصديقين. 
 
وكانت القمة الإسلامية واجتماعاتها التحضيرية، فرصة لعقد مباحثات سياسية هامة بين البلدين، بين سامح شكري وزير الخارجية، ونظيره الباكستاني مخدوم شاه محمود قريشي، الأربعاء، على هامش مشاركته في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للدورة الرابعة عشر لمؤتمر القمة الإسلامي، حيث بحث الوزيران مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
 
وشهدت العلاقات بين البلدين مؤخرا العديد من التطورات الإيجابية، وأبرزها عقد الجولة الثامنة للمشاورات السياسية بين البلدين، ديسمبر 2018.
 
وأكد شكري حرص مصر على دفع التعاون الثنائي فى جميع المجالات، خاصةً فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتجاري الذي لا زال غير متناسب مع مستوى العلاقات التاريخية بين البلدين. 
 
كانت سفارة باكستان بالقاهرة نظمت بالتعاون مع معهد جنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية بجامعة ساسي الباكستانية، مؤتمرا بعنوان "الشراكة بين مصر وباكستان من أجل التحول الاقتصادي في ظل مبادرة الحزام والطريق"، تحت رعاية وزارة التجارة والصناعة، في سبتمبر الماضي، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ70 للعلاقات الدبلوماسية المصرية الباكستانية.
 
وتم خلال المؤتمر الاتفاق بين المسؤولين المصريين والباكستانيين على إطلاق التعاون الاقتصادي بين الجانبين، لا سيما في ضوء مشاركة كل منهما في المبادرة الاقتصادية العالمية للصين "الحزام والطريق"، وشاركت القاهرة وإسلام أباد، أبريل الماضي، في المنتدى الدولي الثاني للحزام والطريق للتعاون الدولي، بحضور أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة.
 
ويعد الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني حجر الزاوية في مبادرة الحزام والطريق، حيث يمثل من خلال تطوير ميناء جوادر الباكستاني أساسا لمشروع "طريق الحرير البحري"، وفي القلب منه مشروعات منطقة قناة السويس للربط بين قارتي آسيا وأفريقيا ومنهما إلى أوروبا والعالم.