كتبت – أماني موسى
تحدث أحمد الغندور، الشهير بـ الدحيح، في حلقة جديدة من برنامجه الدحيح المقدم عبر اليوتيوب، عن الموت ولماذا يموت الإنسان وتبقى هذه الكلمة هي انتهاء رحلته على الأرض؟
 
الموت يظهر لتاجر بالعراق!
قال الغندور، في واحدة من طرائف العراق القديم، أن أرسل أحد تجار بغداد خادمه الخاص إلى السوق، لكنه فوجئ بعودة الخادم دون أن يقضي ما طلب منه، وحين سأله عن السبب، أجابه الخادم أنه وجد الموت تجسد أمامه في شكل سيدة بالسوق، وأخذت تقوم بحركات غريبة وتنظر إليه بتمعن، فارتبك وخاف، وهرب عائدًا إلى التاجر.
 
ثم قام الخادم بمحاولة الهرب من الموت، وغادر القصر متجهًا إلى سمراء، فما كان من التاجر إلا أن هب إلى السوق وتحدث مع الموت ووجه له سؤال: "ليه بتعمل الحركات الغريبة دي مع الخادم بتاعي؟"، فرد الموت: إنه لم يكن يقصد إخافته، وأنه فقط فوجئ بوجود الخادم في السوق، في حين أنه مكتوب أنه يموت هذه الليلة في سمراء!
 
وعلق الغندور بأنه لا أحد يعلم حقيقة هذه القصة وإن كانت حقيقة أم خيال، إلا أنه يبقى الموت وحتمية الموت واحدة من أكبر تساؤلات البشر ومخاوفهم على الإطلاق حول العالم.
 
نسبة كبيرة من المصريين تعاني من الثاناتوفوبيا "الخوف من الموت أو فقدان الأحباء"
وأشار الغندور إلى دراسة أجريت عن اضطرابات القلق العام، سنة 2009، ويعاني منها نسبة كبيرة من المصريين، خاصة فيما يعرف باسم الثاناتو فوبيا، وهي الخوف من فقدان شخص تحبه، أو فكرة الموت بشكل عام، ما يجعل تفكيره أشبه بالمشلول والغير قادر على التفكير بأي شيء آخر.
 
السرطان ليس السبب الرئيسي في الموت
وأوضح الدحيح أنه وفق دراسة أجريت عام 2016، فأن نحو 17 ونصف المليون شخص يموتون سنويًا نتيجة الأزمات القلبية، و9 مليون يموتون بالسرطان، ونحو مليون وربع المليون يموتون نتيجة حوادث الطرق، ومليون و700 ألف طفل يموتون عقب الولادة مباشرة، وأكثر من مليون شخص يموتون بالإيدز، و720 ألف يموتون نتيجة الإصابة بالملاريا، و800 ألف نتيجة للانتحار، و400 ألف يموتون في جرائم قتل، 300 ألف يموتون غرقًا، و 43 ألف يموتون في حوادث إرهابية.
 
ولمن يعاني من فوبيا فقدان الأحباء أو الخوف من الموت، تساءل الغندور: هل لو كل شخص أمن نفسه بعيدًا عن الحوادث والأمراض، بالنهاية لن يموت؟ أم أنه سيكون ككل البشر ويلحق بذات المصير؟ ولماذا لم يخترع العلماء عقار يجعل الإنسان يعيش إلى الأبد كنوع من غريزة البقاء؟
 
وأوضح الغندور أن جينات الإنسان مستقلة، حيث أن كل جين يطور نفسه فقط بمعزل عن بقية جينات الجسم.
 
وفي كتاب العالم الشهير ريتشارد دوكينز، أوضح أن أسهل صورة تتخيل بها الجينات أنهم self interested agents ، ووصف دوكينز الكائنات الحية بأنها سيارات لحمل الجينات.
 
وتنتقل المادة الوراثية من جيل لآخر، من خلال عملية التكاثر، بحيث يكتسب كل فرد جديد نصف مورثاته من أحد والديه والنصف الآخر من الوالد الآخر.
 
وأن هناك نوع من العنكبوت لديه جينات الرغبة في التزاوج، تدفعه للموت، حيث تأكله الأنثى بعد قيامه بتلقيحها بالحيوانات المنوية، إلا أنه في ذات الوقت توحد الجينات تعني الفناء مبكرًا، وأن التكاثر الجنسي بين الذكر والأنثى غرضه الأول هو تكوين تجميعات مختلفة من الجينات ومن ثم فرصة أعلى للبقاء في حال حدوث أي تغيير بالبيئة.