الأقباط متحدون - ومن يترفق بآثارنا؟!
  • ٠٢:٢٥
  • السبت , ٤ فبراير ٢٠١٧
English version

ومن يترفق بآثارنا؟!

مقالات مختارة | مدحت بشاي

٢٥: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٤ فبراير ٢٠١٧

مدحت بشاي
مدحت بشاي

لاقى مقالى الأخير بجريدتنا الغراء «الوفد» بعنوان «ناقة أبوالهول والإعلام السياحى» ردود فعل طيبة وهامة فى تفاعل مشجع، وكنت أعتقد أنه من الموضوعات التى قد يراها البعض بعيدة عن الهموم اليومية للمواطن، وقد لا تلاقى مثيرًا يستحق المتابعة.

تحدثت حول ما كان يكرر قوله الأثرى الأشهر «زاهى حواس» مجترًا حدوتة استقباله للرئيس الأمريكى السابق «أوباما» بمنطقة الأهرامات، وكيف رفض بكل إباء ومصرية ووطنية الاستجابة لطلب ضيفه ورغبته الهائلة فى ركوب «الجمل الأهراماتى» الشهير لالتقاط الصور التقليدية وخلفه أهرامات الجيزة و«أبوالهول».. ياللهول!!.. ويقول «حواس» كيف أسمح بركوب أوباما الجمل وكأننا نبث للعالم كله رسالة سلبية تفيد بأننا لم نتجاوز عصر الناقة والبغال والحمير فى انتقالاتنا وحياتنا اليومية.

ولا تسأل عزيزى قارئ «الوفد» السيد الوزير السابق، وماذا فعلت يا وزير الآثار الأسبق إبان عهدكم السعيد حتى لا يرى الضيف مثل ذلك الجمل ولا كل مساخر السلوكيات الرذيلة المتزايد حدوثها، وتشوهات تلك المنطقة الأثرية، وغياب الخدمات الرئيسية اللائقة بعبقرية مكان شاهد على حضارة إنسانية عظيمة؟!

وذكرت مثالاً، كيف أن مرشداً سياحياً قد تحدث وهو فى غاية التأثر والعصبية أمام كاميرا برنامج تليفزيونى كانت تستعرض الأهرامات والمنطقة بشكل عام، وهو يصف حاله عندما طلب منه سائح أن يدله على مكان «دورة مياه» وكيف تعرض لأسخف موقف محرج فى حياته لافتقاد تلك المنطقة لأبسط المرافق وأدنى أنواع الخدمات، وكأنه بشهادته يُعلن عن وجود جريمة شارك فى وجودها على الأرض كل وزراء البيئة والثقافة والإعلام والآثار والسياحة والمحافظين السابقين والحاليين، وكان ينبغى محاسبتهم بتهمة الإهمال الجسيم والتقصير فى مهمة وطنية على أرض منطقة هى فى النهاية ملك للإنسان فى العالم كله!!

وعليه تحمست لإجراء حوار تليفزيونى مع الباحث الأثرى نور الدين عبدالصمد، مدير عام المواقع الأثرية السابق، والكاتب الصحفى محمود عابدين وهو الكاتب الأهم فى التعامل مع الهم الأثرى (إذا جاز التعبير) والذى فجر فى الفترة الأخيرة أبعاداً كثيرة فى ملف الفساد فى قطاع الآثار وله كتاب صدر مؤخرًا بعنوان «المؤامرة الصهيو عالمية على الآثار المصرية» بمعرض القاهرة الدولى للكتاب.

عبر الحوار طالب الدكتور نورالدين عبدالصمد، بالاستثمار بالتراث الأثرى بمصر، عن طريق تسويقها بالقنوات التابعة للدولة. وذكر أن إحدى الجهات الأجنبية استطاعت الاستثمار فى الآثار المصرية عن طريق الإعلان عن كشوف أثرية بمنطقة الهرم بثتها 144 قناة دفعت كل قناة 5 ملايين دولار لتنقل الحدث، وتعجب من حصول وزارة الآثار على 80 ألف دولار فقط. وأضاف أن كارثة عدم تنقيب المصريين عن أثارهم قضية لا ينبغى السكوت عليها، كيف لا يسمح لهم بدخول تلك المناطق فى ظل تنقيب بعثات أجنبية عن الآثار. وأكد لقد قمت بالإبلاغ عن بعثة إسرائيلية كانت بصدد التنقيب عن أثار بسيناء وتم منعها من دخول مصر لأنها تضر الأمن القومى المصرى.

وقال الكاتب محمود عابدين: نريد أن نعرف حقيقة إنشاء المتحف اليهودى من عدمه.. كما نريد معرفة السبب الخفى لغلق متحف عرابى.. فإذا كنا مخطئين، ونتمنى ذلك، فليخرج علينا أى مسئول فى «عزبة» الآثار بداية من عهد د.حواس وحتى الآن ليفك لنا طلاسم هذين اللغزين.. وإذا كان كلامنا صحيحاً -وأظنه كذلك- فنطالب د.خالد العنانى بتوضيح حقيقة ما كتبناه.. خصوصًا أن متحف «عرابى» ينسب لرمز وطنى ملء السمع والبصر، وله تاريخه المشرف، ولأنه أيضًا شاهد عيان على جرائم وغطرسة الصهاينة بقتلهم أطفالنا.. كما أن تلك الفترة تمثل حرب الإستنزاف التى أعقبها مباشرة نصر أكتوبر العظيم، فهل يفعلها «العنانى» الوزير الحالى ويدحض فكرة إنشاء المتحف اليهودى ويعيد افتتاح متحف «عرابى»؟!... وللحديث بقية.
نقلا عن الوفد

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع