الأقباط متحدون - الأسطورة ذبح عجلين!
أخر تحديث ٠٦:٥٢ | الجمعة ١٦ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٦ | العدد ٤٠٥٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الأسطورة ذبح عجلين!

حمدي رزق
حمدي رزق

 الأسطورة «محمد رمضان» فى حاجة ماسة إلى عقل مفكر يقوده إلى الصواب، صورة «رمضان» ممسكاً برأسى عجلين ذبحهما فى العيد تفتقد الصواب، ماذا يقدم «الأسطورة» فى هذه الصورة «الداعشية»، للأسف تقليد حزين لصور جزارى «داعش» وهم يلتقطون صوراً للذكرى حاملين رؤوس البشر المذبوحة!.

 
لو الأسطورة بيذاكر مع عقل لانتهى عن إتيان هذه الأفعال الصبيانية، ولاختار الهيئة والشكل الذى يظهر به على جمهوره، طلة رمضان بعد هذه النجومية العريضة لابد من ترشيدها، صورته مع السيارتين الفارهتين أحدثت جدلاً سلبياً، أرجو أن يكون قد التفت إليه، أما صورته الأخيرة على «إنستجرام» فنوع من الاستعراض البائس، رمضان يذبح ويقول: «العجلين الأقرب إلى قلبى، بحب أشارك جمهورى اللحظات الحلوة، ثقة فى الله نجاح»، مش حلوة منك يا رمضان، رمضان نجم شباك وليس جزاراً قاطع رؤوس ماشية!!.
 
مساحة الانتشار التى حققها رمضان بمسلسل «الأسطورة» أخشى أنها قد تدير عقله، فينتشى ويلعب دور الأسطورة فى الحياة العامة، ويشيع نموذج البلطجى الذى يذبح البشر فى المسلسلات ويذبح العجول فى الأعياد، بعض من الاتزان مطلوب، والصعود المفاجئ يصيب صاحبه بالدوار الجماهيرى.
 
خطورة رمضان أنه أصبح «نجم الترسو»، بعد أن احتكر الراحل الكبير فريد شوقى لقب «ملك الترسو»، رمضان صار بطلاً لقطاع من الشباب يتعاطى حبوب العنف والقسوة، ما يقدمه رمضان نموذج خطير، يجرى الآن فى الريف المصرى وعلى هوامش المدن، تقليد مريع وبالحرف لمشاهد عنيفة من مسلسل «الأسطورة»!.
 
لماذا عقل واعٍ وفاهم خطورة مرحلة النجومية التى اقتحمها رمضان؟ لأن رمضان صار قبلة لمجاميع من الشباب الذين لم يجدوا مرشداً، وتخلى عنهم المجتمع، وطفقوا يشبحون فى الشوارع، ويلقطون رزقهم على الهامش، ويغنون فيما بينهم أغنية «آه لو لعبت يا زهر»!.
 
جمهور رمضان فى غالبه شباب «مكحرت»، بلا شغلة حقيقية ولا مشغلة، يقضون أوقاتهم على المقاهى فى انتظار شبه فرصة للثراء، نفسهم يمسكوا الفلوس، ويركبوا العربيات الكبيرة، ويلبسوا البدل اللميع، رمضان نموذج ومثال.
 
دراسة جمهور رمضان لازمة، وطالما رمضان استطاع أن يلهب خيال هذا الجيش الجرار من الشباب المهمش، وتم اعتماده مرشدا توعويا فى حملة «لا.. للمخدرات»، وقال فيهم قولته الشهيرة: «قوتك إنك تقول للمخدرات لا»، وقوتك يا رمضان أن تكف عن إتيان الأفعال التى تُذهب بعقول هؤلاء الغر المساكين.
 
فى حالة الفراغ التربوى والتعليمى والثقافى رمضان يملك ناصية هؤلاء، الصبية فى الريف يحلقون ع الزيرو، «حلقة الأسطورة»، رمضان صار عَلَماً، ويتقفون أخباره فيسبوكيا، ويغتبطون بتقدمه فى سباق الإيرادات، رمضان يحوز إعجاب ألتراس مهووس، وللأسف النجم يغذيهم بصور دامية، صورة الأسطورة برأسى العجلين مذبوحين استكمال مخيف لمسلسل البلطجة فى الأسطورة.
 
طبعا لا أحد يفرض على رمضان شخوصا أو دروساً، ولسنا فى موقع الوعظ والإرشاد، ولكن مثل هذا النموذج الجماهيرى، لو أُحسن توجيهه، فنحن فى احتياج إليه فى طريقنا لاستعادة هذا الجيل الذى يشكل قنبلة موقوتة تؤرق علماء الاجتماع، جيل جُبِل على الخطف والاستلاب، يقتات الفَتْوَنة، وأنا ومن بعدى الطوفان، جيل حانق، يرى أن حقه مهضوم ويترقب الفرص لأخد حقه بدراعه، بالضبط كما يفعل الأسطورة!!.
نقلا عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع