الأقباط متحدون - الحبال الدايبة !
أخر تحديث ١٣:٠٠ | الخميس ٢٥ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ١٩ | العدد ٤٠٣١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الحبال الدايبة !

عادل امام
عادل امام
بقلم : البروتوبرسفيتيروس اثناسيوس حنين
 خواطر فى مسلسل "صاحب السعادة "للفنان عادل امام بقلم الاب الدكتور أثناسيوس حنين - اليونان "الوطن قتال " يقول الشاعر العربى وخاصة بعد أن أصاب الاحباط الكثيرين منا نحن المشتتون و المهاجروين بالجسد فى الخارج والمهجرين بالروح فى الداخل ’ بسبب ضحالة الخطاب الدينى وتفاهة الخطاب السياسى ’ فى وطن يسود ويتسلط فيه الولاء السياسىوالدينىالتعبيرىوالخطابى بلا تفتيش ولا قلق ’ هذا الولاء الكلامى وحفل النفاق الجماعى لا ينقذ الوطن ولا أهله ’ وطن بلا خضات حضارية ’ بلا مناظرات وجودية وثقافية ’ بلا اصطدام وأسئلة مصيرية ’ هذا كله يعنى أن ذويه ومواطنيه يؤثرون أن يكونوا بنيانا مرصوصا صما وصنما فى وجه التاريخ على أن يكونواحملة رسالة حية ومتجددة ! فى وسط هذا الخناق الذى يمسك بتلابيب الناس ’ يأتى الفن كبلسم شاف ليواجهنا بحقيقة أنفسنا التى نحاول الهروب منها أو تزيينها أو تزييفها ويقدم لنا روشتة العلاج ’ هكذا عودنا الفنان عادل امام على كشف المستور فى بلادنا وتشخيص مرض الزهايمر الذى ينخر فى عقول الكبار والصغار منا ’ ولم يتورع عن أن يدخل بنا الى غرفة نوم زعيمنا المفدى لكى يطلعنا على أسرار الدولة العليا ويكشف لنا نوعيات من يقررون مصائرنا قبل الله! وبدلا من العنتريات والحرب الكلامية والخطابات الرنانة وأكل عيش على حس القضية قال رايه بصراحة فى دولة اسرائيل فى عمارة يعقوبيان .بالمواجهة الرزينة وليس بالهروب الجبان ...
 
ولقد أثبت أن الشعب المصرىوالعربى هو عبارة عن (شاهد ماشافش حاجة) فى أكبر مسرحية هزلية تصف كيف يلفق البوليس التهم للابرياء ويترك الاشرار ويتحكم فى مصير البلاد والعباد ...وخرج عليا ’أخير’ بمسلسل صاحب السعادة والذى أظهر أن كل البلد ممثلة فى كبارها باشوات الاحياء الراقية وصغارها سكان العشوائيات اصحاب السوابق هم أناس سعداء شكلا وتعساء موضوعا مثل وزير الداخلية فاروق وزوجته اللواء وجيدة ’ نقول أثبت ان كل البلد معلقة (على حبال دايبة ) وبعد أن قال هذه العبارة للوزير جأت جنازة احد كبار رجال الشرطة وهو فى عز صحته لتعطى بعدا ميتافيزيقيا للحبال الدايبة على اصوات القارئ الشجية وصمت ورعب الجميع من عزرائيل وهو يحوم بحثا عن فريسته القادمة فى قدرية وما أروع ’ وكأننا قد كتب علينا نحن شعوب العالم الثالث أن لا يموت ريئسنا على فراشه !لقد قدم لنا المسلسل بهجت (باشا) والالقاب كلها عثمانية الغتها الثولاة الفرنسية ! هو رجل الاعمال (الحلنجى) المفلس نتاج عصر الانفتاج والقروض وهو يدور يوزع سعادة على الناس حسب شهادة الوزير لقد استطاع المسلسل تقديم صورة للمجتمع المصرةىفى تناقضاته الفجة من الحى الراقى الى الحى العشوائى والرائع ان كلا الحيين الراقىوالعشوائى لا يحكمهما قانون ولكننا نجد الاصول والشهامة والجدعنة عند أهل العشوائيات ونجد السرقة والفساد والهروب من الضرائب عند أهل الحى الراقى وكأن أحدهما هو رد فعل على الأخر ’ ولكنهما وجهان لعملة وطنية واحدة .الشئ المؤسف أن أبناء الحيين يتنكرون للفساد اذا صاروا ضحاياه ’ ولا يرفضونه اذا ما أفادو منه ’ يبدو لى أن المسلسل يبشر بحقيقة حيتاتية وهى أنه (ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ) ’ ثقافة الحب هى الاساس حينما يقول بهجت للدكتور زوج ابنته ( الزواج مش واحد زائد واحد يساوى اثنين ’ ولكن واحد زائد واحد يساوى واحد )’ ثقاقة الاعتراف بالخطأ (أغلط يا أخى .......)’ قصة الانسان المصرى مع أجهزة الدولة وخاصة الداخلية قصة طلاق بالثلاثة ’ علاقة خوف وتسلط ورعب وتلصص وتجسس وملفات بلا قانون الا مزاج الباشا الوزير ولعل موقف الوزير التسلطى من حب ابنه النقيب سيف الفنان محمد امام (الواد اللى طالع لابوه ) يشكل قمة الغباء السياسىوالادارىوالعائلى ’’ لقد علم بهجت وزير الداخلية الحب والدلع وقبول الحياة وهل نفهم أن المسلسل يريد توجيه رسالة نصح وتحذير للداخلية ؟ هل صوت النقيب سيف وهو يستمع بدهشة الى تهنئة ابيه بان الداخلية أتغيرت يعبر عن رغبة شعبية عارمة اليوم بأن يتأنسن جهاز الشرطة وأن يتم الغاء جهاز أمن السلطة والدولة (النهاردةبيدلعوه باسم جهاز الامن الوطنى) وغيرها من المهالك ! ؟ ونحن نعلم وعن خبرة كيف أفسدت الداخلية الحياة السياسية والاجتماعية للبلاد والعباد! هل أحوال الوزير وكل مساوئها يساويها قرص منشطات انسانية !!! وكأن الفنان يريد القول أن العقد الأامنية والتسلط البوليسىفى البلد سببه كبت جنسى و علاجه المنشطات (الانسانية )كما يسميها خجلا الفنان أمام وهو يعطى للوزير شريط الاقراص الذى غير حياته رأسا على عقب وجعل اللواء وجيدة المسترجلة تلبسه قميص نو م (روز)!!! حقا ان العلو هو علو الخلق والحب لأنه وحسب قول الشاعر : لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلى من طبعه الغضب 
 
مجتمع المال الارستقراطىجيث يلهى المال الناس عن الحياة والموت ومجتمع العشوئيات وكلاهما بلا أمن ولا أمان ’ ويأتى التدين والكورة لحل المشكلات الامنية والسياسية ’ او بالحرى لالهاء الشباب عن الحياة السياسة ’فاولاد بهجت احدهم مشجع كرة متعصب والأخرى تحجبت فجأة والأثنان يؤمنان بأن طريقهم هو ظريق حل مشكلات البلد ’ الدين والكورة أفيون الشعوب .
 
الاعلام غائب تماما أو يكاد عن المسلسل وربما وفى ظل الملفات الضخمة التى توضع على مكتب السيد وزير الداخلية كل صباح لسنا بحاجة الى أعلام ! وكأن الكاتب قد تذكر النكتة التى كانت متفشية فى الاوساط الشيوعية فى الاتحاد السوفيتى قبل البرسترويكا ’ والتى تقول أن النظام السوفيتى كان عنده صحيفتان رسميتان البرافدةأى الحقيقة والايزفستياأى الأخبار وكان الناس يتهامسون هناك أن جريدة الحقيقة ليس بها أخبار وأن الأخبار ليس بها حقيقة!.المسلسل ككل الاعمال الفنية الراقية لا يدعو الى تفاؤلية بلهاء بل الى مراجعة حقيقة للنفس ’ الى التوبة النصوحة بالمعنى الوجودى للكلمة ’ التوبة من أعلى قمة الهرم فى الدولة الى أسفل قاع المجتمع لأنه أن كان رب البيت بالدف ضاربا فلا يمكن أن يمنع الأمن أهل البيت من الرقص !.
 
يبشر مسلسل (صاحب السعادة) بالحب أيا كانت ركائبه ويتجلى الحب فى اصرار الأب على أن يتبرع بنخاعه لابنته التى سقطت مريضة حزنا على خطف أبيها على يد عزوز ابن الحارة السوابق الذى أحبها حبا جنونيا حتى انه قام بخطف الاب وبعد جلسة حب وجرعة حنان مع الاب قام عزوز السوابق بتسليم نفسه للشرطة ولم يهدأ للاب بهجت بال حتى أخرجه من السجن ’ جمع الفنان امام الجميع أى جميع اطياف المجتمع فى الحب فى السعادة فى قلب صاحب السعادة وكان يؤمن بأن ربنا (اللى أدانا السعادة لا يمكن أنه ياخدها مننا تنانى) هذا يشترط أن نتمسك بها وأن نستثمرها وأن نشغلها وهذا مبدأ لاهوتى كبير أن عطايا الله للبشر هى بلا ندامة وبلا رجعة وجاء شفاء بوسى على حساب تضحية الأب وجلوسه على كرسى متحرك ودخل الى عرس بوى على النقيب سيف ابن وزير الداخلية على الكرسى وسط سعادة الجميع بحب وتضحية صاحب السعادة لاسعاد الكل وهذه هى السعادة الحقيقية ’ هذا هو الحب الشافى سر السعادة تهانينا لاسرة المسلسل وللفنان الكبير عادل أمام ونشرهم على رسالتهم الجديدة لمجتمع ما يزال ’ بالرغم من تاريخه الطويل ’ يبحث عن هويته وسعادته ..الفنان امام يقدم لنا أو يبشرنا بما نسميه بلغتنا اللاهوتية الانسان المشروع ..الانسان الجديد الذى لم يكن فى قلبه أو لم يبق فى قلبه أثرا للبغض ’ ذلك الانسان يعرف قدرة الله على تغيير البشر ’ الانسان الذى يركع قليلا ويعمل كثيرا ’الانسان الذى اذا لاحظ الغباوة عند الأخر او الكذب او سوء النية او ارادة الأذى يقوم بالدعاء الى الله من أجله لكى يغطه برحمته ولا يحسب عليه خطيئة لان هذا الانسان اىالغبى او الشرير او الكذاب او سئ النية هو انسان ولكنه ارتهن للشر لحظة او لحيظات .ربما قد يكون قد باع نفسه للشيطان .لنشتره من الشيطان بحبنا له وصبرنا لعليه أن كل نفس قابلة للفداء العظيم ."سيادة المطران جورج خضر".

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع