الأقباط متحدون - أين وزارة الثقافة من التردي الذي نعيشه؟
أخر تحديث ٠٤:٤٣ | الثلاثاء ٢٣ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ١٧ | العدد ٤٠٢٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

أين وزارة الثقافة من التردي الذي نعيشه؟

سامح العشري
سامح العشري

أين وزارة الثقافة مما نحو فيه من تردي المحتوي الثقافي لعقول الشباب الضائع مابين الحقيقة والأكاذيب وافتقاد لغة الحوار الراقي ٠٠٠ ؟؟؟ !!!

لماذا نفتقد نحن المصريين لغة الحوار بيننا ٠٠٠ ؟؟
والغريب أن الحوار كمنظومه لا ترتبط دائماً بقضايا الفكر والسياسه والجدل ولكنه يعكس صورة إنسان متحضر أو إنسان همجي .. دون النظر إلي مستوي ثقافي أو فكري ٠٠٠

فما أكثر غوغائية المثقفين وما أبعدهم في أحيان كتيره عن لغة الحوار المترفع واختلاقهم لمشاكل لا أساس لها سوي أنها مادة تثري القضايا الخلافية وتزرع الفتن ومسببات هدم الدولة ٠٠٠
أقول ذلك وأنا أتابع منذ فتره بعيده غياب هذه المنظومه الجميله
التي كانت تحكم العلاقات والأفكار والرؤي في المجتمع المصري ٠٠٠

إننا نتحدث كتيراً في الفكر والإبداع والسياسه ونطرح عشرات الآراء والإجتهادات ولكن الغريب أننا لانسمع بعضنا البعض وقد ترتب علي ذلك غياب قيمة ومعني الإختلاف !! في أحيان كثيره أشعر أن العقل المصري أُصيب بمرض الإتجاه الواحد وهذا يشبه القطار الذي يندفع بجنون حيث لا ضوابط ولا سائق ولا قضبان ٠٠٠

سوف أتوقف هنا عند بعض الظواهر التي تؤكد ما أقوله حول غياب منظومة الحوار وما سأكتبه هنا ممتد بطول الثقافة المصريه وما أصابها من تحولات وتحويلات ومنذ زمن بعيد وهي الآن في أوج توهجها ٠٠٠ وهو ما يستوجب وجود دور إيجابي لوزارة الثقافة لتنوير وإثراء الحياة الثقافية للشباب الضائع ولا يجب أن يتوقف دور الوزارة علي رعاية المهرجانات فلابد أن يكون لها دور فاعل وإيجابي وإلا مادور وزير الثقافة ووزارته أمام احتياجات الشباب التائه ؟؟

ففي قضايا الدين والتدين فحدث ولا حرج فالحوار هنا غائب بلا رجعه فالأحكام والآراء والفتاوي تتعارض ولا مجال للإلتقاء مطلقاً وإن حاولت الإقتراب من لغه راقيه للحوار فسوف تواجه بالإتهامات والتكفير والشتائم هي الأقرب للعقول والأقوال ويكفيك نظره علي الفضائيات يخيل إليك أن القيامه قد قامت وألسنة الناس تخرج من شاشة التلفزيون ونار الفتنة تطل بأوارها سواء بسواء مع شطري الأمة من ناحية الدين والكل يستل السكين للآخر مع عدم ضياع الإبتسامة !!!

أما مايحدث في برامج التوك شو فحدث ولا حرج ولا داعي للإسهاب بالتفصيل فهمي مدرسه لتعليم الصغار لغة الحوار الحديثه المملوءه باللا قيم واللامبادئ واللا أخلاقيات وكل ماهو متدني وقمئ وكأننا في مسابقة لهدم الدولة !!!
وإذا إنتقلت إلي الصحافه والصحف فيالهول ماتري وتقرأ !!! فلغة الفبركه والتجريح والتسطيح والمتاجره بأعراض الناس وحرماتهم هي قاموسهم المفضل بإستثناء بعض نقاط الضوء هنا وهناك ٠٠٠

أما إذا إقتربت من الساحه السياسيه فلا تلومن إلا نفسك فالكل يتحدث عن الديمقراطيه والرأي الآخر ( بالذمه مش حاجه تضحك) فالجميع بلا استثناء يتحدثون عن الديمقراطيه مع إنهم لا يعترفون أصلاً أن هناك لغه إسمها لغة الحوار فعندما تتحدث بإسم السماء فلا حديث للبشر !!!
(مش بقولك ديمقراطيه) .؟!؟

هقول إيه ولا ايه ولا ايه وجعت دماغكم .. القلب ملئ والعقل يئن والعواطف مشبوبة ولا يشغلني سوي تواري وزارة الثقافة وراء كواليس الضباب !!!

ليست نظره تشاؤميه بقدر ماهي قراءه للواقع وإستشراف للمستقبل (دا لو فيه مستقبل من أساسه) والحمد لله إن الواحد في خريف العمر ....!!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع