الأقباط متحدون - مصلحة الوطن
أخر تحديث ٠٤:٥١ | السبت ٢٣ يوليو ٢٠١٦ | ١٦ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

مصلحة الوطن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
لأننا شركاء في الوطن، فالكل متساوي، المكسب للحكومة والضرائب للشعب والاضطهاد للأقباط، والحكم الفعلي للسلفيين، والمصالحة للإخوان، ويبقى كده الشركاء مرضيين.

السؤال هنا، وماذا عن الوطن؟ الوطن له مصلحته، ومصلحة الوطن تبدأ بأن نتواءم ونبوسبعض، والمقتول يسامح القاتل ويبوسه من بؤه -لا مؤاخذة- والتسامح باب واسع لمصلحة الوطن، تدخل منها المصلحة ويخرج منها القانون، والوطن الذي تقوم مصلحته على قتل القانون وانتهاكه، وطن سيسقط مهما سندناه بشعارات الشراكة والوحدة الوطنية، فلا مصلحة لوطن في قتل أبنائه، والتواؤم مع القتلة وحماية المحرضين، وإبقاء المناهج الداعية لنبذ الآخر.

والمصلحة لن تقوم على المصالحة، ولكن تقوم على المصارحة، والفرق بين المصالحة والمصارحة ليس حرفاً ولكن نهراً، نهراً ممتلئ دماء، دماء بريئة جرت عل أيدي فصيل تهابه الحكومة لتبحث عن مصلحتها، وكله يهون تحت الضحك على الذقون بداعي أن ذلك من مصلحة  الوطن.

ممكن تعرفني بحضرتك، أنا الوطن وهو الوطن بيقتل ويسحل ويعري ويتصالح عرفياً والشرطة تحميه؟ آه أنا الوطن عجبك ولا مش عجبك، طب لو حضرتك الوطن أبقى أنا شريك فيك؟ لا ما أخوك باع نصيبك في وجاي بعد شوية يقتلك، استناه آهو، يا يقتلك ونخلص منك، يا تتصالحوا عرفي ويعوض عليك ربنا في نصيبك فيا.

سيادة القارئ، قل لي من هو الوطن؟ وما هي مصلحته في الصلح العرفي؟ وعدم إعلاء دولة القانون وقتل الأقباط واستخدام البلطجة من النائبة ضد ضباط الشرطة؟ومن الشرطي ضد المواطن العادي؟ ومن سكرتير نيابة مرور في منيا القمح ضد مواطن آخر وأسرته، أقول لك من أنت؟ قل لي من هو الوطن الذي من مصلحته أن نسكت على الاضطهاد والقهر والظلم ودخول السجن بغير ذنب، أقول لك من أنت؟ قل لي من هو الوطن الذي تقوم مصلحته عل قمع المعارضة، وترك السلفيين يعيثون في المنيا فساداً، والخطاب الديني يؤجج الفتن، أقول لك من أنت؟ قل لي من ذالك الوطن الذي يقوم على انتهاك الدستور، بحبس الناس لأنهم عبروا عن رؤيتهم، أقول لك من أنت؟

صديقي القارئ، أنا لم أعرف وطناً من مصلحته اضطهاد أحد الشركاء فيه، ولذا لا أصدق أن من مصلحة وطننا التهاون مع القاتل أو التصالح معه أو حمايته، أو مهادنته أو التطنيش على أفعاله، أو عدم محاكمته أو تركه يبث سمومه من أفكار أو يضطهد الآخر أو كل ما سبق معاً، اللهم إلا إذا لم أكن حقاً شريكاً في هذا الوطن، وساعتها أبقى محتاج تحديد موقفي من هذا الوطن وتحديد الوطن موقفه مني، ويفهمني أنا موظف ولا شريك؟ ولا شغال باليومية ساعة المناسبات آجي يبوسني وساعة بناء كنائسي يجي يقتلني، وسلم لي على مصلحة الوطن.

المختصر المفيد الساكت عن الحق شيطان أخرس.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter