الأقباط متحدون - وزراء الكلينيكس الـ Disposable لا يبنون أوطاناً
أخر تحديث ٠٤:١٩ | الجمعة ١٨ مارس ٢٠١٦ | ٩ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٧١ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

وزراء الكلينيكس الـ Disposable لا يبنون أوطاناً

خالد منتصر
خالد منتصر

الوزراء فى مصر صاروا كورق الكلينيكس لا يستعملون إلا لوزارة واحدة قصيرة العمر ثم يخرجون، الوزراء صاروا وزراء disposable مثل السرنجات الحديثة التى نحقن بها مرة واحدة ثم نلقيها فى سلة القمامة!! التغيير الوزارى أصبح غاية مطلوبة لذاتها، عادة يومية بيولوجية مثل النوم والأكل ودخول الحمام، وكأن وحياً يهبط علينا هاتفاً فى السحر «يللا نغير الوزارة»، ما هى معايير تغيير الوزير؟، سيكون الرد هو إحنا عارفين أصلاً معايير اختيار الوزير لما حضرتك تتفذلك وتسأل وعايز تعرف معايير عزل الوزير وتغييره؟!!

نضرب مثالاً بوزارة الصحة التى تهمنى على المستوى الشخصى كطبيب وهى من الأمثلة الصارخة على السربعة فى التغيير خاصة أن قطاع الصحة يحتاج إلى خطة طويلة المدى ومتابعة ولكن ما إن يجلس وزير ويبدأ يفهم ويستوعب يجد نفسه قد ارتدى البيجامة وجلس فى الأنتريه!!، أول وزير صحة بعد الثورة كان د. أحمد سامح فريد من 29 يناير إلى 3 مارس 2011، يعنى لم يكمل شهراً ونصف الشهر!!، ثم د. أشرف حاتم من 3 مارس إلى 21 يوليو 2011 حيث تولى بعده فى التعديل د. عمرو حلمى حتى 21 نوفمبر 2011 يعنى وزيرين مكمّلوش 7 شهور!!، ثم د. فؤاد النواوى من 7 ديسمبر 2011 إلى 25 يونيو 2012 متجاوزاً الستة شهور يعنى ممكن نقول حتى لو دخل المنصب الحضانة فلن يعيش فهو الوزير المبتسر!، ثم د. محمد مصطفى حامد الإخوانى من 2 أغسطس 2012 حتى ثورة يونيو 2013، ثم د. مها الرباط من 16 يوليو 2013 وحتى 24 فبراير 2014 يا مسهل!!، إلى أن جاء د. عادل عدوى وكسر الرقم القياسى وظل وزيراً فى حكومتين من 25 فبراير 2014 حتى سبتمبر 2015 متجاوزاً السنة ونصف السنة وهو ما يفسر أنه الوزير الوحيد الذى ترك بصمة وأحس به العاملون بقطاع الصحة واستطاع أن ينجز وأن يغير قدر طاقته فى هذه الوزارة العنكبوتية، وأخيراً جاء د. أحمد عماد راضى الذى ترشحه التكهنات للخروج من الوزارة قبل استكمال نصف عام على الكرسى التيفال الذى لا يلتصق به الوزير!!

ثمانية وزراء صحة يا مصريين فى خمس سنوات!!، تصرف لا يحدث حتى فى شعوب واق الواق وبلاد تركب الأفيال أو حتى القرود!!، الوزير ميلحقش يعطس، وبعد كده تقولوا عايزين تخطيط وتنمية؟!! كيف يا سادة؟، الوزير الترانزيت لن يفعل أى شىء، ما إن يجلس على الكرسى حتى يحضر إجراءات المعاش وملفات الرحيل، نحن لا ننادى بأبدية الوزير ولا خلوده، نحن لا نطلب الوزير المزمن ولا المدمن للمنصب والكرسى، ولكن سيبوه، خلوه، حتى أربع سنوات مثل أى بلد متقدم تأخذ الوزارة فيه نفسها، ما يحدث من تغييرات يخلق وزراء مرتعشين مرتعدين مذعورين متسربعين، الوزارة عندهم رحلة عابرة لملاهى السندباد، ليكون شعاره «يا عم مش عايزين دوشة»، «أنا حاخلق عداوات ليه؟»، «هما يومين وماشى خليك لطيف وكيوت عشان متتقطعش ع الفيس بوك ويعملوا عليك حفلة»... إلى آخر تلك الجمل الخالدة التى صرنا نسمعها وندمن تجارتها، لماذا يرغبون فى الكمال إذا كانت الوزارة «هاى شلة»؟!، لماذا التعب والجهد إذا كانت الوزارة طرفة عين وشكة دبوس ولن يظهر ويبين الوزير أى كرامة فيها حتى ولو كان سوبرمان عصره وطرزان زمانه وأوانه؟!، الوزير أصبح عمره الافتراضى ومدة صلاحيته أقل من عمر ومدة صلاحية البلوبيف والبسطرمة والفسيخ!!، الوزير صار كالوليد الذى ينزل من رحم أمه حاملاً كفنه.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع