الأقباط متحدون - تحليل.. روسيا أعادت للأسد 30% من الأراضي التي فقدها وانسحبت في الوقت المناسب
أخر تحديث ١٧:١٥ | الثلاثاء ١٥ مارس ٢٠١٦ | ٦ برمهات ١٧٣٢ ش | العدد ٣٨٦٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تحليل.. روسيا أعادت للأسد 30% من الأراضي التي فقدها وانسحبت في الوقت المناسب

فلاديمير بوتين وبشار الأسد
فلاديمير بوتين وبشار الأسد

 قبل ساعات قليلة أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزير دفاعه سيرجي شويجو، بالبدء بسحب الوحدات الروسية من سوريا اعتبارا من اليوم الثلاثاء، لأنها أنهت تنفيذ مهماتها.

 
وصرح بوتين خلال لقائه مع وزير الدفاع الروسي: "أرى أن المهمة التي كلفت بها وزارة الدفاع والقوات المسلحة قد نفذت بشكل عام، لذلك آمر بالبدء بسحب الجزء الرئيسي من وحداتنا العسكرية في الجمهورية العربية السورية اعتبارا من يوم الثلاثاء".
 
وبالنظر إلى النجاحات التي حققتها روسيا في فترة تواجدها منذ 30 سبتمبر 2015، نجد أنها استعادت للرئيس بشار الأسد نحو 30% من الأراضي التي سيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب توجيه العديد من الضربات الجوية التي أضعفت التنظيم الإرهابي والمعارضة في آن معا..
 
وحتى نهاية يناير، وجهت القوات الجوية الروسية بالتعاون مع سفن الأسطول الروسي التابع لبحري قزوين والأبيض المتوسط ضربات شكلت في مجموعها ونوعها حصيلة هي أكثر من ضعف ونصف من حجم الضربات التي وجهها التحالف الأمريكي خلال عام كامل.
 
وتم تدمير أكثر من 1100 موقع إرهابي، من بينها مخازن السلاح ومصانع ونقاط تفتيش ومعسكرات، وخلال هذه الفترة، تمكن الجيش السوري بمساعدة القوات الروسية من استعادة السيطرة على حوالي 30٪ من الأراضي التي كانت تحت سيطرة المسلحين الإرهابيين. 
 
ومنذ بداية عام 2016 وجه الطيران الحربي الروسي ضربات على 1097 مرتكزاً للبنية التحتية للإرهابيين في سوريا، وأعلن رئيس إدارة العمليات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق سيرجي رودسكوي أنه تم تحرير أكثر من 217 مدينة وقرية سوريا منذ ديسبمبر الماضي. 
 
ومنذ بداية هذا العام نفذت الطائرات الحربية الروسية 311 طلعة قتالية، وُجهت خلالها ضربات إلى 1097 موقعا في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وحمص ودمشق ودير الزور والحسكة ودرعا والرقة.
 
الأستاذ في كلية العلاقات الدولية في جامعة سان بطرسبورج ألكسندر سوتنيتشينكو، قال إن النجاحات العسكرية الروسية في سوريا تمكنت من تغيير منهج الحرب في البلاد، وأضاف قائلا: "في صيف 2015 كان الجيش السوري ينهزم في جميع الاتجاهات والجبهات، وفي الوضع الحالي نرى أن الحال تبدل، حيث اتخذ الجيش السوري تكتيكات هجومية، وصارت تنهزم أمامه قوات المعارضة المسلحة". 
 
بوتين وبشار اتفقا على الانسحاب
 
بعد دقائق من إعلان بوتين انسحاب معظم قواته من سوريا، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أن النجاحات التي حققها الجيش العربي السوري بالتعاون مع سلاح الجو الروسي في محاربة ‏الإرهاب وعودة الأمن والأمان لمناطق عديدة في ‏سورية وارتفاع وتيرة ورقعة المصالحات في البلاد، أدت إلى اتفاق الجانبين السوري والروسي، وأضافت أنه خلال اتصال هاتفي بين الرئيس بشار ‏الأسد والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تم الاتفاق على تخفيض عدد القوات الجوية الروسية في سوريا بما يتوافق مع المرحلة الميدانية الحالية واستمرار وقف الأعمال القتالية، مع تأكيد الجانب الروسي على استمرار دعم روسيا الاتحادية لدمشق في مكافحة الإرهاب.
 
ما يرجح تلك الفرضية عن أن الانسحاب لم يأت بشكل أحادي من جانب موسكو، أن روسيا حققت العديد من الأهداف ونجحت بالفعل في جعل بشار الأسد الطرف الأقوى في الصراع الثلاثي الدائر في البلاد إلى جانب قوات المعارضة وتنظيم داعش، وما يزيد من منطقية الانسحاب الروسي هو اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا على وقف إطلاق النار بين النظام السوري والمعارضة والعمل بشكل جدي من خلال المفاوضات، وهو ما يجري بالفعل منذ 27 فبراير الماضي.. إذن القوات السورية القليلة التي ستبقى في سوريا مهمتها الأساسية محاربة بقايا داعش وهو أمر طبيعي بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها التنظيم الإرهابي نتيجة مئات الضربات الجوية الروسية..
 
بشار آمن بفضل الـ "إس 400"
 
في نوفمبر الماضي، صادق بوتين على نشر منظومة الصواريخ المتطورة "إس 400" في سوريا، وهي منظومة مضادة للهجمات الجوية، تختلف عن سابقتها "إس 300 بي ام" بقدرتها على تدمير كافة أنواع الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح الأرض، والطائرات صغيرة الحجم من دون طيار وحتى رؤوس مدمرة للصواريخ السائرة بالمسار البالستي بسرعة حتى 5000 متر في الثانية.
 
هذه المنظومة التي نشرتها روسيا في سوريا من شأنها أن تمنح الجيش النظامي السوري غطاء جويا محكما ضد أي هجمات تشنها الولايات المتحدة أو في حال أي تطور خلال الأيام والأشهر المقبلة.
 
موسكو تعلمت الدرس من الحرب السوفيتية في أفغانستان
 
في 25 ديسمبر عام 1979 ولمدة عشر سنوات دفع الاتحاد السوفيتي بقواته في أفغانستان في حرب كان الهدف السوفيتي منها دعم الحكومة الأفغانية الصديقة للاتحاد السوفيتي، والتي كانت تعاني من هجمات الثوار المعارضين للسوفييت، والذين حصلوا على دعم من مجموعة من الدول المعادية للاتحاد السوفييتي من ضمنها الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية باكستان والصين، ووقتها أدخل السوفييت الجيش الأربعين في ديسمبر 1979، وانسحبت القوات السوفييتية من البلاد بين 15 مايو 1988 و2 فبراير 1989. 
 
في تلك الحرب، فشلت القوات السوفيتية في بسط سيطرتها خارج العاصمة كابول وظل 80% من الأراضي الأفغانية بعيدة عن سطوتها، وبحلول أواسط الثمانيات، كبدت حركة المقاومة الأفغانية المدعومة من قبل كل من الولايات الأمريكية المتحدة والمملكة المتحدة والصين والسعودية وباكستان ودول أخرى، موسكو خسائر عسكرية كبيرة وعلاقات دولية متوترة، وكان المحاربون غير النظاميون الأفغان يتم تسليحهم وتمويلهم وتدريبدهم بشكل رئيسي من قبل الولايات الأمريكية المتحدة والسعودية وباكستان.
 
ربما روسيا الاتحادية الآن لا تريد أن تتورط في حرب طويلة المدى تواجه فيها الخصوم ذاتهم الذين واجهتهم في أفغانستان قبل نصف قرن تقريبا، ويبدو أن بوتين فهم دروس الماضي جيدا فكان تدخله في سوريا محددا بمدة زمنية وأهداف تم تحقيقها على أكمل وجه ومن ثم انسحب دون تكبيد قواته خسائر كبيرة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.