الأقباط متحدون - الأغبياء أيضاً يصنعون التاريخ
أخر تحديث ٠٩:٣٥ | الأحد ١٣ ديسمبر ٢٠١٥ | ٣ كيهك١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٧٥ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

الأغبياء أيضاً يصنعون التاريخ

نشأت الديهى
نشأت الديهى

إنه «الغباء الاستبدادى» أو الغباء السلطوى الذى يقود صاحبه إلى اتخاذ القرارات الخاطئة ذات الطابع المصيرى، التى يترتب عليها ما يجبر التاريخ ليتوقف عندها كثيراً، فالشجعان والأذكياء ليسوا وحدهم من يصنعون التاريخ، فللأغبياء والجبناء النصيب الأكبر فى صناعة التاريخ، والثابت أن هناك علاقة طردية بين الغباء والاستبداد، والشخص الذى يوصف بالغباء ليس لديه مهارة صناعة البدائل ولا يملك رفاهية التفكير فهو شخص عديم الموهبة ليس لديه القدرة على الخيال،

وهؤلاء الأغبياء لهم نصيب -ربما الأكبر- من السلطة والحكم والثراء، إنهم يصلون إلى مواقع المسئولية -فقط- لأنهم أغبياء، لقد سرد لنا التاريخ وحكى قصصاً وحكايات لمثل هؤلاء الأغبياء الذين وصلوا إلى سدة الحكم وتصرفوا برعونة وحماقة وغباء فقادوا العالم إلى حروب ودروب كادت تقضى على البشرية جمعاء، فقادة الغباء والاستبداد والشر من هولاكو إلى هتلر، ومن شاوشيسكو إلى مبارك، مروراً بالقذافى وعلى عبدالله صالح وغيرهم صنعوا التاريخ أيضاً، لكنه على الدوام التاريخ الأسود أزعج وأهان وهدد بنى البشر أجمعين، أما العظماء فيصنعون التاريخ الناصع البياض ينشرون الخير وينثرون بذور السلام، فهناك أغبياء يهينون أنفسهم وهناك من يهين مجتمعاً وهناك من يهين البشرية جمعاء وكل حسب موقعه، فـ«بوش» أباً وابناً دمرا العراق وصنعا الإرهاب وأيقظا الطائفية البغيضة من مرقدها، و«أوباما» و«أردوغان» و«تميم» دمروا سوريا لتلحق بالعراق، «أردوغان» أو السلطان العثمانى الجديد أخذ يعبث فى صفحات التاريخ وحاول أن يستعيد مجد الآباء والأجداد فلم يجد سوى بنى عرب كى يمارس سلطويته وسلطانيته وساديته فكان دوره المفضوح فى الأراضى السورية وكانت علاقاته بالجماعات الإرهابية التى قدمت ولبت نداء مسموماً خرج من الجزيرة العربية برفع راية الجهاد ضد النظام السورى،

جاء هؤلاء من كل فج عميق ليشاركوا ويشهدوا تدمير زهرة الشام وحصن العرب الحصين سوريا الحبيبة، إننى أنظر إلى هؤلاء اللاجئين السوريين المشردين وقلبى ينزف دماً وأتساءل: فى رقبة من كل هذا؟ من يجرؤ أن يقف أمام الله وهو مشارك أو فاعل أو حتى صامت على ما يجرى، هل إسقاط «بشار» كشخص صار مساوياً أو يفوق حياة الملايين من أبناء الشعب السورى، ماذا لو كان محمد بيننا الآن؟ هل كان يرضيه فتاوى «القرضاوى» التى أدت إلى سفك الدماء وتقطيع الأرحام ورفع رايات سوداء أساءت إلى الدين وضربته فى مقتل، الجميع يعلم من يدعم ويساعد ويسلح الإرهاب فى سوريا، لكن أحداً لا يجرؤ على قول كلمة الحق، إننى أسأل سؤالاً فى غاية البساطة والسطحية، هل وضع سوريا وشعبها قبل ما يسمى ثورة سوريا ومع استبداد وظلم وسلطوية «بشار» فرضاً أفضل أم وضع سوريا والسوريين الآن أفضل؟ السؤال الآخر: ماذا لو لم تتم عسكرة الثورة السورية؟ الإجابات أتركها للقارئ، وكل محاسَب أمام الله على الأقوال والأفعال، أما أحدث الأغبياء فهو فى تقديرى رجب طيب أردوغان الذى أسقط بقرار منه الطائرة الروسية فوق الأراضى السورية، وحتماً ستحمل الأيام المقبلة ما يجعل تركيا تندم طويلاً، أقول لكم إن الأغبياء أيضاً يصنعون التاريخ!
نقلا عن الوطن
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع