الأقباط متحدون - حين قررت أمريكا ضرب مصر بالسلاح النووى
أخر تحديث ٢١:٢٠ | الأحد ٨ نوفمبر ٢٠١٥ | ٢٩ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٤٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حين قررت أمريكا ضرب مصر بالسلاح النووى

أحمد المسلماني
أحمد المسلماني

كل ما أخشاه.. أن ينتهى العالم الحديث بطريق الخطأ!

(1)
قبل عاميْن تحدثتْ صحف أمريكية عن نسيان الشفرة النووية فى عهد الرئيس كلينتون!

وقالت الصحف إن كارثة كادتْ تقع فى عهد الرئيس الأمريكى بيل كلينتون.. حيث جرى فقدان الشفرة النووية لعدة أشهر.. بعد أنْ نسِىَ المسئول المختصّ بالشفرة حفظ الكود السرى المعقد لها.

لم ينتبه البيت الأبيض ولا المؤسسات العليا فى الولايات المتحدة لواقعة «نسيان الشفرة النووية» لمدة تزيد على أربعة شهور.. ولم يكن الرئيس خلالها يملك الشفرة الخاصة بالحقيبة النووية.. وكان الأخطر هو أن الرئيس «لا يعرف أنه لا يملك» الشفرة النووية!

ما الذى كان يمكن أن يحدث.. لو استمر النسيان؟ أو تمّ استخدامها بشكل خاطئ؟ أو تمّ استخدام شفرات مزيّفة للتأكد أو المراجعة.. ثم كانت هى الشفرات الحقيقية التى تمّ نسيانها!

(2)
وقبل أيام تحدثت صحف ودوريّات أمريكية وروسية عن «قرار مجهول» صدر عام 1962 أثناء الأزمة الكوبية.. بإطلاق (32) صاروخاً تحمل (32) قنبلة نووية لضرب (4) دول!

حدث ذلك قبل عشر ساعات فقط من الوصول لاتفاق بين خروشوف وكينيدى بشأن الأزمة.. والذى حدث هو أن قائد وحدة الصواريخ الاستراتيجية فى القاعدة الأمريكية فى أكيناوا اليابانية قد تلقّى أمراً بإطلاق (32) صاروخاً بعيد المدى، وإلقاء (32) قنبلة نووية على الاتحاد السوفيتى والصين وكوريا الشمالية وفيتنام.

كان الضابط «باسيت» هو القائد الذى تلقّى الأمر.. وكان ينبغى عليه تنفيذه.. لكنه -ولحسن حظ العالم- رفض تنفيذ الأوامر.

تحجّج «باسيت» بأن درجة الاستعداد لحرب نووية كانت عند المستوى (2) وليس المستوى (1).. كما أنه تحجّج بأن الأمر غير واضح.. ذلك أنه يشمل ثلاث دول أخرى ليست جزءاً من أزمة الصواريخ الكوبية بين موسكو وواشنطن.

(3)
ثمّة ضابط كان يريد تنفيذ الأوامر.. والضغط على الزرّ وإطلاق «حرب يوم القيامة».. ولكن القائد «باسيت» أمرَ ضباطاً يعملون فى مكتبه بإطلاق النار على الضابط الذى يريد إطلاق الصواريخ النووية.. وكان أمُرهُ واضحاً: إذا رأيتم هذا الضابط يتجِه نحو الزِّر.. فأطلقوا عليه الرصاص.

(4)
المذهل.. أنه بعد ساعات.. انتهت أزمة الصواريخ الكوبية تماماً -والتى تمثلت فى قيام موسكو بنصْب صواريخ خطيرة على أراضى كوبا لتهديد أمريكا، ثم قيام أمريكا بحصار كوبا بحرياً والتهديد بالحرب- ولم يعرف أحد على وجه اليقين من الذى أصدر الأوامر بإطلاق عشرات القنابل النووية!

(5)
لقد بحثتُ عن دراساتٍ أو بحوثٍ ربما تشرح أكثر أو تجيب عن السؤال.. ولكننى صُدِمتُ بمقال كتبه عالم السياسة الأمريكى الشهير «جوزيف ناى».. صاحب كتاب «القوة الناعمة» وأبرز علماء السياسة فى دراسة «نظرية القوة».. وهو أيضاً أستاذ الرئيس بيل كلينتون.

قال جوزيف ناى إنه التقى فى جامعة هارفارد قادة الأزمة من الجانب الأمريكى فى «لقاء علمى» فى الثمانينات.. وكان رأى «ماكنمارا» وزير الدفاع وقت الأزمة، وكذلك رأى رئيس الأركان ومستشارى الرئيس وعدد من قادة الجيش الأمريكى.. كان رأيهم جميعاً أنه لم يكن مطروحاً اندلاع حرب نووية.. ولم يعتبروا وقتها أن استخدام السلاح النووى هو احتمال جادّ.

السؤال -إذن- من الذى أعطى الأوامر.. إذا كان وزير الدفاع ورئيس الأركان ومستشارو الرئيس وقادة الأسلحة كانوا يرون أن ذلك احتمالٌ بعيد!

(6)
ومؤخراً.. شاهدتُ برنامجاً وثائقياً أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية BBC.. وتحدث الفيلم فى جزء منه عن قرار أمريكى بقصف القاهرة بالقنابل النووية عام 1967!

يقول ضباط القضية لـBBC: إنهم تلقوا أمراً بانطلاق طائرات من الأسطول السادس الأمريكى فى البحر المتوسط من أجل قصف القاهرة بالسلاح النووى.. بعد الاعتداء على السفينة الأمريكية «ليبرتى».

(7)
لم تقم مصر بالاعتداء على «ليبرتى».. وحتى لو أنها قامت، فإن الرد -قطعاً- لا ينبغى أن يصل إلى السلاح النووى.. وتقول BBC: إن وزير الدفاع «ماكنمارا» أصدر أمراً بعودة الطائرات التى تحمل السلاح النووى.. من الجوّ قبل أن تصل إلى القاهرة!

(8)
تُرى كم من المرات تم إنقاذ العالم من حرب نووية.. وكم من المرات أنقذتْ العناية الإلهية بلداً أو قارةً أو العالم بكامله من الدمار النووى.. وكم من المرات المقبلة التى سينجو فيها العالم بمثلما نجَا من قبل.

إمّا «عالم» خالٍ من الأسلحة النووية.. وإمّا «لا عالم»!

حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع