الأقباط متحدون - معركة ذات دلالات
أخر تحديث ٠٥:١٥ | الجمعة ٣٠ اكتوبر ٢٠١٥ | ٢٠ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٣١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

معركة ذات دلالات

أحمد مرتضى منصور وعمرو الشوبكي
أحمد مرتضى منصور وعمرو الشوبكي

نعيم يوسف
اهتم العديد من المتابعون للعملية الانتخابية لجولة الإعادة بين كل من أحمد مرتضى منصور، نجل المستشار مرتضى منصور، والدكتور والسياسي البارز عمرو الشوبكي... وحاول البعض تصدير هذه المعركة على أنها تدور بين ثورتين كان الشوبكي أحد الوجوه البارزة فيها، والنظام المباركي ممثلا في نجل منصور، إلا أن هذه النظرة خاطئة تماما.. ومع ذلك لا يمكن إغفال دلالاتها.

خطأ هذه النظرة يكمن في وجود العديد من الرموز التي مثلت الثورتين، ونجاحها، سواء في القوائم، أو الفردي، بالإضافة إلى أن أحمد مرتضى مرشحا على حزب المصريين الأحرار إلى جوار أحمد عيد وأخرين، وهو من أقوى الأحزاب السياسية التي خرجت من رحم ثورة يناير نفسها، والخطأ أيضا يكمن في النظرة الاستحواذية التي ينظر بها كل طرف للأخر، ويريد إقصاؤه من المشهد تماما، والحقيقة أن هذه نظرة رومانسية حالمة لن تتحقق في الواقع فلن يستطيع تيار الثورتين إقصاء عناصر نظام مبارك، كما أنه لن يستطيع أحد من التيارين السابقين إقصاء التيار الإسلامي ... وهذا هو الواقع الذي علينا جميعا أن نتقبله، ونتعايش معه.

أما دلالات المعركة بين الشوبكي ومنصور فهي واضحة جلية للجميع وعلى الجميع التعلم منها وهي المشاركة القوية الحاسمة للدكتور الشوبكي في الانتخابات على الرغم من الصوت الصارخ في أذنيه وأذني الجميع بالمقاطعة، وقد ظهر ذلك في فارق الأصوات القليل التي فاز بها أحمد مرتضي، والسؤال هنا: ماذا لو لم يقاطع مؤيدو الشوبكي ولم يدعوا المواطنين للمقاطعة، ألم يكن الشوبكي هو نائب البرلمان الآن.. وسؤال أخر: إذا كنتم قاطعتم الانتخابات فلماذا تصدمون في سقوط مرشح تؤيدونه؟؟؟ هل كنتم تنتظرون الملائكة تنزل للتصويت له؟؟؟؟

بالطبع المقاطعة حق دستوري وسياسي، وكل مواطن حر فيما يفعله ولكن عليه أيضا تحمل نتيجة أفعاله، وتظهر هذه المعركة سعيا حثيثا ومستميتا لوجوه النظام القديم على العودة ولو بأقنعة ووجوه جديدة، أو حتى على قوائم حزبية غير مؤيدين لها، في مقابل عزوف وتراخي كبير جدا من التيار المؤيد للثورة للحفاظ عليها وعلى وجودها ممثلا في رموزها.. والقاعدة تقول "لكل مجتهد نصيب"... فتعقلوا وتعلموا ولا تخدعونا وتخدعوا أنفسكم.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter