الأقباط متحدون - تهنئة المصريين بسيادتهم على أصواتهم الانتخابية
أخر تحديث ٠٤:٤٠ | الاثنين ٢٦ اكتوبر ٢٠١٥ | ١٦ بابه ١٧٣٢ ش | العدد ٣٧٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تهنئة المصريين بسيادتهم على أصواتهم الانتخابية


بقلم : سعد الدين هلالى  
 عاش المصريون فى ظل المفسدين من الأنانيين فى الحزب الوطنى ومن الخونة الإخوان وأعوانهم سنين طويلة محرومين من سمعة سيادة المواطن المصرى على صوته الانتخابى بسبب تربص هؤلاء المفسدين بالشعب المصرى الأصيل صاحب الشهادة النبوية الشريفة بأن رجاله ونساءه فى رباط إلى يوم القيامة. بمعنى أنهم فى جاهزية دائمة للتعامل مع معطيات الأحداث التى مهما تفاوتت وتغايرت فلن تثنيهم عن الثبات على الحق الذى يرونه حقاً من تلقاء قناعتهم بغير إملاء، وهم فى سبيل ذلك أول الصابرين على البلاء والشاكرين على النعماء والمحتسبين لربهم عندما استخف بهم المفسدون ومارسوا عليهم الأنانية والطمع كما حدث من مفسدى الحزب الوطنى من تزوير فج لإرادات الناخبين وشراء ذمم الضعفاء منهم بالمال السياسى طوال فترة حكم حزبهم، وكما حدث كذلك من الإخوان المفسدين والخونة الذين سرقوا بأخسّ الوسائل إرادات الناخبين وشراء ذمم الضعفاء منهم بالأدنى من الزيت والسكر طوال فترة مشاركاتهم من الباطن فى حكم الحزب الوطنى، ثم عندما انفردوا بالسلطة التى اغتصبوها بالبلطجة وجعلوا دونها الدماء إلى الركب كما هددت قياداتهم فى 2012م.

انتصر الشعب المصرى الأبىّ لسمعته الشريفة التى أصيب طرف منها بلوث هؤلاء المفسدين وأولئك لحياته السياسية فى جولته الأولى المتمثلة فى ثورة 25 يناير 2011م فأسقط من كان يظن فيه الخنوع عندما استمرأ عمليات تزوير الانتخابات وصفقات شراء الأصوات بالمال، وفى جولته الثانية المتمثلة فى ثورة 30 يونيو 2013م فأسقط من كان يظن فيه الغفلة عندما تاجر بالدين ليموه عن استغلاله حسن نوايا الشعب بأبخس العوض لضمير المواطن بحفنات من الزيت والسكر، وعن ارتكابه لأقبح جرائم السرقة الانتخابية والتى تتمثل فى جمع بطاقات الرقم القومى من أتباعهم المغلوبين على أمرهم ومن التائهين فى المعترك السياسى والموتى الذين لم تُرفع أسماؤهم من كشوف الناخبين، ثم تدريب فريق من غير المأسوف عليهم من مواليهم الذكور والإناث على انتحال صفة أصحاب تلك الأرقام القومية للتصويت عنهم فى أفظع جريمة أخلاقية لسرقة إرادات الناخبين.
 
وأعلن الجيش المصرى الخالد انحيازه لشعبه الأبىّ، وأصدرت قيادته الحكيمة فى جمع ممثل للقوى الشعبية بعد ثورتى يناير 2011 ويونيو 2013م استحقاق المصريين ثلاثة استحقاقات طاهرة ونقية من كل صور الفساد السياسى الشامل لعمليات التزوير الانتخابى وشراء الأصوات بالمال وجرائم سرقة الأصوات الانتخابية ورشوة بعضها بالزيت والسكر؛ حتى يغسل الشعب المصرى تاريخه السياسى من قاذورات المزورين للانتخابات والنشالين للأصوات الانتخابية، وإن كانوا بكل أسف من المنتسبين لأبنائه، ويزيد الأسف على من تاجر منهم بدين الله ليتمكن من جرائم سرقاته الانتخابية. وكانت تلك الاستحقاقات السياسية الثلاثة هى وضع الدستور واختيار الرئيس وتعيين مجلس النواب.
 
واليوم، بعد إتمام المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، يزهو الشعب المصرى ويفاخر بنعمة الله عليه فى استكمال الاستحقاق الثالث على وفق ما كان يحلم به من احترام إرادته الانتخابية المطلقة بالموافقة أو بالرفض أو بإبطال الصوت أو بالامتناع عن المشاركة مع تحمل الغرامة المقررة، فكلها خيارات مستحقة للشعب، ولا يملك أحد أياً كان أن يلوم الشعب على ممارسة أحد حقوقه السيادية، وإنما الشعب هو الذى يحاسب من يسطو على إرادته، ويعاقب من يسىء إلى سمعته، ويرفض اتهام من يقوّله ما لم يقل.
 
وكان من دواعى الفخر للشعب المصرى فى استحقاقاته السياسية الثلاثة (الدستور والرئيس والبرلمان) أن تمت تلك الاستحقاقات لأول مرة فى تاريخه فى ظل انتخابات وصفها الشعب نفسه بأنها نزيهة ولم توصف له بأنها نزيهة كما كان الأمر من قبل. انتخابات حقيقية شارك فيها كبار السن من الشيوخ والعجائز كما شارك فيها الشباب والشابات بشخوصهم وليس ببطاقات أرقامهم القومية المغتصبة، وطوعاً منهم بكلمة الحق التى لا تباع ولا توهب ولا تورث، كما قال تعالى: «وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لله» (الطلاق: 2)، وليس بالكلمة المأجورة أو المشتراة بأبخس الأثمان والتى ذكرها القرآن الكريم فى سياق التوبيخ والتقريع لأصحابها المنافقين فى قوله تعالى: «لَوْ كَانَ عَرَضًا قَرِيبًا وَسَفَرًا قَاصِدًا لَّاتَّبَعُوكَ وَلَكِن بَعُدَتْ عَلَيْهِمُ الشُّقَّةُ وَسَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنَا لَخَرَجْنَا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنفُسَهُمْ واللهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ» (التوبة: 43).
 
وحسب الشعب المصرى اعتزازاً أن إرادته الانتخابية فى استحقاقاته السياسية الثلاثة (الدستور والرئيس والبرلمان) لم تلوث بما يسىء لكرامته من نقائص الفاسدين المحترفين فى تزوير الأصوات واختلاسها استخفافاً بالشعب أو استغفالاً له، فالحمد لله أن أذهب هذا إلى غير رجعة، وفرح الشعب بعودة صفة الصدق عند التعبير عن إرادته فى نسب الحضور والغياب، وفى نتيجة تصويته بما يستحق مبادلة أبنائه لبعضهم التهنئة أن صارت انتخاباتهم نزيهة عن جد، ولا يبالى بما يتقوّله عنه خصومه الأخلاقيون، محترفو نشل الأصوات الانتخابية بالدين واستغلال حوائج الضعفاء بالزيت والسكر، فيما يتأولونه من اختيار المصريين الذين قرروا عدم المشاركة فى الانتخابات البرلمانية فى أكتوبر 2015م بأنه ردة عن موافقتهم لدستورهم واختيارهم لرئيسهم من قبل فى انتخابات 2014م، وكأن انتخابات البرلمان فى 2015م مشهد عبثى لإعادة الاستفتاء على الدستور مرة أخرى وانتخاب الرئيس من جديد، وليست خاصة باختيار نواب الشعب، أو كأن الشعب ليس من حقه اتخاذ قرار المشاركة أو عدمها فى الانتخابات البرلمانية.
 
إن أذناب الساقطين فى 2012م لا يزالون يمارسون وصايتهم الدينية والسياسية على الشعب المصرى عن بُعد فيتقولون عليه ما لم يقله، ويتحدثون باسمه من غير تفويض، وليس هذا بمستغرب عليهم، فقد تحدثوا ولا يزالون يتحدثون عن الله بما يقول سبحانه عن أمثالهم: «بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ» (غافر: 35).

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter