الأقباط متحدون - خطر يقترب
أخر تحديث ١٣:١٠ | الثلاثاء ١٨ اغسطس ٢٠١٥ | ١٢مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٦السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خطر يقترب

د.محمود خليل
د.محمود خليل

قليل من التأمل فى خريطة ليبيا يعطيك مؤشراً عن حجم الخطر الذى يتسلل إلى مصر. فكما أشارت العديد من التقارير الإخبارية تمكّن تنظيم «داعش ليبيا» من السيطرة شبه الكاملة على مدينة سرت، على ساحل البحر المتوسط، الأمر الذى ييسر له التواصل مع مدينة بنغازى براً وبحراً. ومن المعلوم أن ثمة وجوداً محسوساً لـ«داعش» فى بنغازى، وقد قام التنظيم بعدة تفجيرات فى هذه المدينة، وكلها كانت موجهة إلى قوات وميليشيات داعمة لحكومة طرابلس. وإذا أضفت إلى ذلك أن مدينة «درنة» تخضع منذ فترة لسيطرة «الدواعش» فسوف تستنتج أن ثمة خطراً «داعشياً» حقيقياً يقترب من مصر، خصوصاً أن المساحات الشاسعة التى تشغلها كل من «أجدابيا» وواحة «الجغبوب» تتسم بقلة سكانها، وضعف سيطرة القوات الموالية للحكومة عليها، الأمر الذى يفسح الطريق أمام تمدد التنظيم فى المنطقة الممتدة من سرت إلى أقصى الشرق الليبى حيث الحدود المصرية الليبية.

المسئولون الليبيون يتحركون فى كل الاتجاهات، على مستوى الأمم المتحدة وعلى مستوى جامعة الدول العربية، إنها التحركات المعروفة والمعتادة فى مثل هذه الأحوال، وهى أيضاً التحركات التى يعلم أى طفل أنها لن تصل إلى شىء، وأن نتيجتها ستكون لا شىء فى الأغلب. واقع الحال أن ما يحدث فى ليبيا يخص مصر أكثر من غيرها، خصوصاً أن التمدد الداعشى هناك يسير فى اتجاه الشرق، أى فى اتجاهنا، وهو أمر يجب ألا نتعامل معه باستخفاف. فالحدود الغربية المصرية شديدة الطول والتعقيد، ولعلك قرأت البيان المنشور على صفحة المتحدث العسكرى مؤخراً، وتحدث فيه عن نجاح القوات المسلحة فى تدمير 4 عربات للعناصر الإرهابية بمنطقة «سترة» جنوب شرق واحة سيوة، كما تمكنت عناصر قوات حرس الحدود من ضبط 5 عربات أخرى. وأشار المتحدث إلى أنه أثناء أعمال المطاردة والملاحقة للعناصر الإرهابية بمعرفة القوات الجوية والبرية حدث عطل فنى مفاجئ لإحدى الطائرات نتج عنه سقوطها مما أسفر عن استشهاد 4 من طاقهما وإصابة اثنين. وقد يكون من المفيد أن أضيف إلى معلوماتك أن واحة سيوة لا يفصلها عن الحدود الليبية أكثر من 50 كيلومتراً، الأمر الذى يؤشر إلى استفادة من قاموا بهذه العملية بروافد تسليح أو عناصر مقبلة من ليبيا، حدث ذلك فى توقيت متزامن مع التوغل الداعشى فى سرت وبنغازى ودرنة. ولعلك تابعت الغارات الجوية المجهولة التى استهدفت عدداً من المواقع لتنظيم داعش فى مدينة «سرت»، والسؤال: هل هذه الغارات تكفى لمواجهة الخطر المحتمل، وهل يمكن أن تكون خطوة عقد اجتماع لجامعة الدول على مستوى المندوبين ناجزة فى هذا السياق؟
مؤكد أن كل ما ذكرته ليس بعيداً عن تفكير صانع القرار فى مصر، فقد تحدّث أكثر من مرة عن الخطر الداعشى المتمدد فى ليبيا، وفى ظنى أن عدم الوصول إلى منصة اتفاق حول موضوع القوة العربية المشتركة أربك الحسابات المصرية فى التعامل مع ملف داعش ليبيا بعض الشىء، لأن أحد الأهداف الأساسية التى كانت ستنهض بها هذه القوة تتمثل فى مواجهة «داعش». فى كل الأحوال لا بد من اتخاذ كل الاحتياطات، ووضع سيناريوهات متنوعة للتعامل مع هذا الموقف الخطير.. والعاقل من تدبر لنفسه!
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع