الأقباط متحدون - لماذا نجحنا.. وتساؤلات لا مفر منها!
أخر تحديث ٢٣:١٩ | الاثنين ١٠ اغسطس ٢٠١٥ | ٤مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٤٨السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لماذا نجحنا.. وتساؤلات لا مفر منها!

قناة السويس الجديدة
قناة السويس الجديدة

 فرحتنا بالقناة الجديدة ينبغي أن تحفزنا للإجابة عن تساؤلات لا مفر منها: هل يكون هذا النجاح مقدمة لإصلاح حقيقي في التعليم والصحة والاستثمار في البشر ومحاصرة الإهمال والفساد والبيروقراطية وتغيير الثقافة وتجديد الفكر الديني والتخلص من الآفات المصرية المعروفة؟

 
نعود للتساؤل الأول، لماذا لا تدار مؤسساتنا وأمورنا كلها بالطريقة ذاتها التي أنجزنا بها قناة السويس الجديدة؟.. لماذا لا نحقق شروط ومواصفات ومقاييس النجاح نفسها؟.. أليس البشر هم البشر.. والإدارة هي الإدارة؟.. لماذا فشلنا مثلًا في إدارة نهر النيل، ولا أقصد بالطبع هنا ملف التفاوض حول السد الأثيوبي، ولكن تعاملنا الجائر مع النهر تلويثًا وإهدارًا وتعديًا.. لماذا فشلنا في إدارة منظومة الصحة والغذاء أو القمامة وغرقنا في بيروقراطية الأداء بمرافق الدولة وأجهزتها المختلفة؟.. وهل يمكن للقناة الجديدة أن تكون منصة إطلاق لنجاحات مماثلة في سائر أزماتنا المستعصية؟!
 
الإجابة عن هذه الأسئلة تدعونا لطرح أسئلة مغايرة، كيف نجحنا في تنفيذ القناة؟.. أو لماذا نجحنا؟!
 
أقول.. نجحنا بسبب الروح العسكرية المنضبطة لقواتنا المسلحة، التي أشرفت وتابعت تنفيذ هذا المشروع من ألفه إلى يائه.
 
نجحنا لتوفر الإرادتين الشعبية والرسمية.. فلولا إصرار القيادة وقرارها ولولا مساندة الشعب وتمويله ودعمه ما تحقق شيء.. وهو ما يدفع إلى تساؤل آخر، لماذا لا يتكرر نموذج القناة في مشروعات أخرى أكبر وأوسع وفي مسارات متوازية؟.. لماذا لا نستلهم الروح المنضبطة للعسكرية المصرية في حياتنا كلها؟!
 
لو تأملنا مشهد الاحتفال بتخريج دفعات جديدة في الكليات العسكرية والشرطية.. وكيف يحرص الرئيس على حضورها رغم كثرة شواغله، وخصوصًا في فترة عصيبة تكالبت فيها علينا قوى الشر والضلال.. فرؤية هؤلاء الخريجين تثلج صدر الرئيس وتدخل السرور إلى الشعب، بما وصلوا إليه من تعليم راقٍ وأداء مبدع وحيوية وانضباط واستعداد للتضحية بالغالي والمرتخص فداءً للوطن.. لماذا يبدو هؤلاء الفتية متميزين عن أقرانهم في الوطن؟.. وهو ما يفسر لنا لماذا تنجح المؤسسة العسكرية في إنجاز ما يسند إليها من مشروعات مهما تكن ضخامتها، فتأتي مطابقة للمواصفات في مواعيدها المحددة وربما قبلها.. ولعل أقرب مثال لذلك مشروع قناة السويس، وهو ما يجيب عن تساؤلنا لماذا نلجأ للمؤسسة العسكرية كملاذ أخير في أزماتنا؟.. رغم انشغالها بالدفاع عن الوطن وحدوده ومحاربة الإرهاب وفلوله.
نقلا عن فيتو

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع