الأقباط متحدون - بلح
أخر تحديث ١٣:٠٥ | الجمعة ١٧ يوليو ٢٠١٥ | ١٠أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٢٤السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بلح

بلح
بلح

 بقلم : ماجد سمير 

"بلح" يقولها اي شخص ساخرا أو ضاحكا أو يائسا  لكنها في أي حالة تخرج من داخله بمرارة "بلح" كلمة تعبر من خلالها الأجيال الجديدة بكل بساطة عن شعورها بالشىء الذي بات بلا جدوي أو عديم الفائدة أو في حالة عدم وجود نتيجة لأي مجهود مهما كان شاقا ومتبعا "بلح" كلمة تتفق تماما مع ما يقوله الشعبيين بتلقائية شديدة " حرت في الميه "، والغريب أن البلح بكل أنواعه المختلفة التي ارتبطت طوال التاريخ في وجدان الشعب المصري بما يتفق مع كونها فاكهة شديدة الحلاوة بل أن ثورة 1919 شهدت تسمية أحد أشهر أنواع البلح على اسم الزعيم الخالد سعد زغلول.
 
تعيش الحكومات المتتالية في بلادنا لا تحلم بشىء إلا قيادة الشعب بما تراه ويتناسب معها تسعى دائما ؛ ربما يكون في قانون الإرهاب خطوة جيدة لمواجهة الإرهاب الذي تشهده البلاد لكن المادة 33 من القانون التي تساوي بين الصحفي والإرهابي بدلا من أن تسعى الحكومة إلى سن قانون حرية تداول المعلومات وإعطاء الحق في المعرفة للجميع قررت ان تجعل المعلومة ومصدرها والحقيقة المطلقة حصريا ملكا لها ، مجرد أن يختلف أي تقرير صحفي حول أي من قطاعات الدولة عن بيان الحكومة يتعرض الصحفي للحبس وبعد ان هاج الصحفيين وماجوا قررت أن تكون الغرامة نصف مليون فقط ...التعبير الوحيد المناسب "بلح".
 
وللبلح في بلدنا المصون تتطورات اخرى واستخدمات أخرى أشهرها على الإطلاق ما شهدته عاصمة الأسكندر الأكبر المفضلة؛ ثلاثة شباب قرروا تفعيل مبدأ الوحدة الوطنية كيس فيه عدد من ثمار البلح خلفه ورقة مكتوب عليها كلمات تعبر عن المحبة وعن قدرة الله على شيل الهموم من قلوب الناس تسرع الشرطة بناء عن بلاغ من شخص ما بالقبض على الشباب الثلاثة وتحولهم للنيابة التي توجه لهم تهمة ازدراء الأديان وتفرج عن كل واحد منهم بكفالة عشرة الاف جنيه مع استمرار القضية.. إعادة قراءة الفقرة السابقة بهدوء وببطء شديد وتأني وتأمل فيها سيخرج من فمك  كلمة واحدة تقولها مع ابتسامة ساخرة و يأس شديد في الوقت نفسه :"بلح". 
 
وطبقا لقانون مكافحة الإرهاب الذي حتما سيحول الصحفيين والإعلامين إلى مجموعة من البوسطجية – مع شديد الإحترام لمهنة البوسطجي – ستنشر الصحف وتقول برامج التوك توك شو عن خبر موقعة أو غزوة البلح مايلي : اكتشفت الحكومة مجموعة مارقة ماجنة توزع البلح في أكياس على الصائمين وترى الحكومة الصداقة المؤمنة الجادة التي لا تعرف الهزار أن البلح ثمار "نخلة" ونخلة اسم مسيحي بصرف النظر عن طول صاحبه وطالما أن أحراز القضية مجرد أكياس بلح من حق الحكومة الشك في "النوايا" والأمر الطبيعي بعد مشاهدة برنامج يبث أو قراءة خبر أو تقرير حول الحادث رده فعلك الوحيد أن تصرخ من كل قلبك قائلا : بلح .
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter