الأقباط متحدون - «النساء» مصيدة الغرب لتصفية قيادات التنظيمات الجهادية وفضحهم
أخر تحديث ١٢:٣٩ | الاربعاء ٤ مارس ٢٠١٥ | ٢٥أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٩١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

«النساء» مصيدة الغرب لتصفية قيادات التنظيمات الجهادية وفضحهم

«إيرينا» الفتاة الأوكرانية والعولقى
«إيرينا» الفتاة الأوكرانية والعولقى

 «آنا» فضحت مغامرات «أبوبلال» فوضعها «داعش» على قوائم المستهدفين و«إيرينا» الأوكرانية عميلة المخابرات الأمريكية قادت أنور العولقى إلى حتفه

لعبت النساء دوراً بارزاً فى حياة عدد من الجهاديين، الأمر الذى جعل الغرب يستخدمهن كـ«مصيدة» للإيقاع بقيادات تلك التنظيمات وتصفيتها، أو لفضح بعضهم الآخر. ويُعد «أنور العولقى»، القيادى فى تنظيم «القاعدة»، أبرز من صادتهم الولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن جنّدت شقراء كرواتية لتوقعه فى شباكها وتتزوج به، إلى أن استهدفته طائرة أمريكية ضمن قافلة سيارات للجهاديين قتلت كل من فيها فى 2011. مؤخراً، وبنفس الطريقة، أوقعت صحفية فرنسية «أبوبلال»، القيادى فى تنظيم داعش الإرهابى، فى حبها من أجل فضح تفكير وسلوكيات أعضاء تلك التنظيمات، وكيف يجذبن الفتيات إلى صفوفهن، إلا أن المطاف انتهى بها هذه المرة إلى أن أصبحت على قوائم «داعش» للمطلوب قتلهم.
 
«آنا إريل»، الصحفية الفرنسية، قالت فى حوار نشرته صحيفة «صنداى تايمز» البريطانية، أمس الأول، إنها كانت تخشى على حياتها بعد أن تلقت تهديدات من «أبوبلال» القيادى بـ«داعش»، وتوزيع اسمها على أتباع التنظيم والمتعاطفين معه حول العالم، والتعميم عليهم: «من يرى هذه الفتاة فليقتلها»، لهذا نشرت مقالاً حول علاقتها الوهمية مع القيادى، وهو جهادى فرنسى من أصل جزائرى لقبه «أبوبلال»، واسمه الحقيقى رشيد، وُلد فى روبية شمال فرنسا، وهو من أصحاب الجنح، وهرب من الحبس بكفالة، وسافر إلى العراق لقتال الأمريكيين فى صفوف «القاعدة».
 
وأشارت «إريل» إلى أنها فى مغامرتها الصحفية لكشف الانحراف فى سلوك تلك التنظيمات وطرق تجنيدهم للنساء اختارت «تويتر» الذى يستخدمه الجهاديون، وفتحت حساباً باسم «ميلودى» بعد أن عرفت من إحدى الفتيات البريطانيات اللاتى انضممن إلى التنظيم، هى «كديزا سلطانة»، أن الجهاديين يفضلون «تويتر»، حيث كانت لـ«كديزا» علاقة بـ70 متشدداً، تتواصل معهم عبر «تويتر»، ويتابعها 11 ألفاً.
 
وأوضحت «إريل» أنها عندما انضمت إلى «تويتر» باسم «ميلودى» عملت عدداً من الأصداء، وشاركت أشرطة فيديو ورسائل جذبت انتباه العديد من الجهاديين منهم «أبو بلال»، وهو أحد قادة داعش البارزين فى «الرقة»، حيث عبّر عن إعجابه بها، وعرض عليها الزواج، ودعاها إلى الانضمام إليه فى الرقة.
 
 
وقالت الصحفية إن العلاقة بين «ميلودى»، شخصيتها الوهمية، و«أبوبلال» تطورت، حيث طلب الأخير التحدث معها عبر «سكايب»، مضيفة: «لم أرَ وجه الرجل الذى يقتل ويغتصب، وتفاخر بأنه قتل عدداً من الكفار، واللحظات الأولى لن أنساها، كان يحدق بى، وعندما نظرت إلى وجهه لم أرَ سوى شىء واحد، وجدت أنه لا تدين ولا مشاعر، ولم يكن رجلاً طيباً، ومع الوقت تحولت ميلودى إلى نجمة فى مواقع وسائل التواصل الاجتماعى، وعُرفت بخطيبة أبى بلال، نظراً لعلاقتها مع قيادى داعش».
 
وتابعت: «بعد ذلك بدأ أبوبلال يطلب من ميلودى الانضمام إليه فى الرقة، ولكنها تذرعت بخوفها على والدتها، فهى لن تترك أمها وحيدة، وقالت إنها تخاف السفر فى هذه الرحلة الطويلة، لكنه لم يقتنع، وطلب منها السفر، وكانت مسيرة الرحلة تبدأ بسفر ميلودى مع ياسمين من أمستردام إلى إسطنبول، حيث ستقابلان سيدة اسمها مامان، كى تنقلهما إلى داخل الأراضى السورية»، وقررت «إريل» المضىّ فى اللعبة، حيث قالت إنها تريد التعرف على مامان هذه التى تسلم فتيات شابات لإرهابيين.
 
وقالت «إريل» إنها بعد وصولها إلى أمستردام أخبرها أبوبلال بتغيير الخطة، وأنه يجب عليها وياسمين السفر وحدهما من إسطنبول إلى سوريا، لأن مامان لا تستطيع الحضور. وطلب منهما ركوب طائرة من إسطنبول إلى أورفة جنوب تركيا، لكنها رفضت فرد عليها: «أنت فتاة كبيرة وهناك العشرات من الأوروبيين يسافرون للانضمام إلى صفوفنا»، فرفضت ثانية قائلة إن هناك شرطة فى كل مكان، وإنها تريد العودة إلى باريس وبدأت تجادله، فخاطبها وبدأ الصراخ وكان مخيفاً وغاضباً، وقال لها: «لقد جعلت منى أضحوكة أمام القيادة»، وإنه لن يتم التسامح معه بسهولة.
 
واختتمت الصحفية الفرنسية حوارها مع «صنداى تايمز» قائلة: «ذلك الحين كان يجب علىّ أن أكشف عن نفسى وأتوقف عن الكذب، لكن أبا بلال قال لى: أعرف من أنت، فقط مسألة وقت حتى يتم العثور علىّ وقتلى، وعدت إلى باريس وكتبت مقالات نشرتها فى المجلة، ثم طورتها إلى كتاب».
 
وعن قصة أنور العولقى يكشف كتاب ألفه عميل دنماركى «مزدوج» اعتنق الإسلام وتحوّل «جهادياً» عن أن رغبة «العولقى» فى الاقتران بزوجة ثالثة فتحت الباب على مصراعيه لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سى آى إيه) لتطبخ عملية اغتياله على نار هادئة، من خلال الزج بشقراء كرواتية تشبه الممثلة الحسناء «جوينيث بالترو» فى الـ32 من عمرها لتراسله عبر الإنترنت، وتنصب له فخاً دفع حياته ثمناً له.
 
وقال الجهادى الدنماركى «مورتن ستورم»، فى كتابه «العميل ستورم.. حياتى داخل القاعدة وسى آى إيه»، إنه سافر إلى اليمن فى 2009 لزيارة صديقه «المتخفى» العولقى بناء على رسالة إلكترونية من العولقى مفادها: «احضر لليمن. أريد أن أراك»، وأوضح «ستورم» أن العولقى شكا له، خلال زيارته، من أن زوجتيه لا تطيقان صبراً على حياته فى السجون والتخفى، لذلك فهو يريد زوجة ثالثة يُشترط أن تكون غربية مسلمة، طالباً منه مساعدته فى ذلك فسأله: هل يمكنك أن تساعد فى ذلك، ولم يكن ذلك صعباً على العميل المزدوج، وفقاً للكتاب، إذ تعرّف إلى الشقراء الكرواتية «إيرينا» التى كانت اعتنقت الإسلام من أجل صديق سابق وغيرت اسمها إلى «أمينة».
 
وبدأ «ستورم» يراسلها على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وأبلغ رؤساءه البريطانيين والدنماركيين بأن «أمينة» يمكن أن تقودهم إلى العولقى، لكنهم أعرضوا، لخوفهم من إلحاق الضرر بمدنية بريئة، لكن الأمريكيين قرروا قبول العرض. وبدأ العولقى يبعث رسائل «مشفرة» إلى أمينة عن طريق «ستورم».
 
وأشار «ستورم» إلى أنه سافر إلى فيينا للقاء أمينة، وأخذها بتعليمات من العولقى إلى السفارة اليمنية للحصول على تأشيرة دخول. وذكر أن السفارة اليمنية لم يراودها شك فى طلب حسناء كرواتية تأشيرة بدعوى دراسة اللغة العربية. وفى غضون أيام توجهت «أمينة» إلى اليمن، وفى يونيو 2010 تزوج العولقى بها، وأرسلت رسالة إلكترونية إلى ستورم أبلغته فيها بأن عناصر «القاعدة» الذين كانوا فى استقبالها صادروا حقيبتها التى كانت الـ«سى آى إيه» غرست فيها جهاز تنصت.
 
فى يونيو 2011 زار ستورم مرة أخرى «العولقى» وزوجته فى اليمن، وكانا يريدان سلعاً يصعب الحصول عليها فى اليمن، وتشمل ملبوسات راقية، وشوكولاتة فخمة، وملابس نسائية داخلية، وعطر «دولسى آند غابانا»، ومادة «هيكسامين» التى تُستخدم فى صنع القنابل، وطلب العولقى «ثلاجة» لتخزين القنابل. وقامت «سى آى إيه» بصنع الثلاجة وزودتها بجهاز إرسال يبث إلى القمر الصناعى. وفى 30 سبتمبر 2011 انطلقت طائرة أمريكية بلا طيار وأطلقت صاروخاً من طراز «هيلفاير» على قافلة سيارات كان العولقى على متن إحداها، ما أدى لمقتله.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.