الأقباط متحدون - أسلمة الغرب... العقدة الأوروبية الجديدة
أخر تحديث ١٤:٢٥ | الخميس ٨ يناير ٢٠١٥ | ٣٠ كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٤٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أسلمة الغرب... العقدة الأوروبية الجديدة

تظاهرات
تظاهرات "بيغيدا" في دريسدن الألمانية

تعيش أوروبا اليوم قمة رهاب الاسلام، مع ظهور نزعة عامة نحو الخوف من أسلمة القارة الأوروبية من طريق الهجرة وموجات اللجوء الكبيرة، ما يعكس نزعات قومية يخشى من تحولها إلى العنف.

بيروت: تعكس التظاهرات ضد "الاسلمة" في ألمانيا شعورًا بأزمة هوية تشهده حاليًا عدة مناطق في أوروبا، سواء كانت في مواجهة ظاهرة هجرة كثيفة أم لا. وقال الناشط اليساري دانيال كون-بنديت، الذي انتخب نائبًا أوروبيًا عن الخضر في المانيا ثم في فرنسا: "في أوروبا عمومًا، يتزايد الخوف من الاسلمة"، معلقًا على تظاهرات في المانيا لحركة "أوروبيون وطنيون ضد اسلمة الغرب" (بيغيدا).

إسلاموفوبيا
والاثنين، جمعت بيغيدا في دريسدن 18 الف متظاهر، وهو رقم قياسي منذ تشرين الاول (اكتوبر) الذي شهد انطلاق هذه الحركة، التي تستهدف الاسلام ووسائل الاعلام التي تعتبرها "كاذبة"، والنخب السياسية المتهمة بتذويب الثقافة المسيحية الالمانية.

نددت الطبقة السياسية الالمانية بهذه المسيرات، ووسط هتافات "نحن الشعب" جرت عدة تظاهرات مضادة الاثنين. واستهجنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الكراهية التي تسود هذه التظاهرات.

وفي بلد لا يزال يعاني من ماضيه النازي ويسعى لجذب المزيد من المهاجرين للتعويض عن انخفاض نسبة الولادات بين سكانه، ادت التظاهرات المناهضة للاسلام خلال الاسابيع القليلة الماضية إلى انطلاق حملة تعبئة واسعة للتنديد بموجة "الاسلاموفوبيا" المتنامية.

رهاب الاعتداء
قال الطبيب النفسي الالماني رولف فان ديك في فرانكفورت: "للاسف لسنا دولة ترحب بالاجانب"، فبحسب استطلاعات جرت بين 2000 و 2010، عبّر 20 إلى 30% من السكان عن مواقف مناهضة للاسلام. ويشكل المسلمون 5% من عدد سكان المانيا اليوم.

وقال دانيال كون-بنديت: "الامر اللافت هو أن الظاهرة ليست ناجمة عن الازمة، فالمانيا بخير، وفي دريسدن ليس هناك مسلمون، لكن الناس لديهم الانطباع بأنهم يعيشون هول تنظيم الدولة الاسلامية (داعش). هناك خوف بسبب الصور المنتشرة في العالم والانترنت، وهكذا يمكن أن يكون شخص ما في عمق ساكس ولديه الانطباع بأنه يتعرض للاعتداء".

وقال خبير أوروبي، رفض الكشف عن اسمه، لوكالة الصحافة الفرنسية: "حين لا تكون لدينا اتصالات مع الآخرين، وحين لا نكون نعرفهم، يعترينا خوف منهم، فقد شهدنا هذا الامر عند اجراء الاستفتاء حول المآذن في سويسرا. هؤلاء الذين يقيمون في القرى النائية وبالتالي هم اقل طرف معني بهذه القضية، كانوا اشد المعارضين للمآذن".

إحراق مساجد
تقول الخبيرة الاجتماعية الفرنسية كاثرين ويتول إن واقع الارهاب الدولي والداخلي في بعض الدول الأوروبية يعطي شرعية لهذه التظاهرات.

السويد، التي تعتبر بلدًا مضيفًا للمهاجرين، تتوقع هذه السنة مئة الف طلب لجوء، أي اكثر من نسبة 1% من عدد سكانها البالغ 9,6 ملايين نسمة. لكن الحزب اليميني المتشدد "ديموقراطيو السويد" اصبح القوة السياسية الثالثة في البلاد عبر تطرقه إلى التداعيات الطويلة الامد للهجرة الكثيفة.

واعتبر احراق ثلاثة مساجد في الآونة الاخيرة دليلًا على نزعة معادية للاسلام تتزايد في البلاد، رغم أن الحريق الاول كان عرضيًا. وتعبيرًا عن تضامنهم مع مواطنيهم المسلمين، نزل العديد من السويديين إلى الشوارع الجمعة.
 
بعد جديد
وفي فرنسا حيث تقيم مجموعة كبرى من المهاجرين على غرار المانيا، يدور جدل في وسائل الاعلام حول فرضية الكاتب المقرب من اليمين المتطرف رينو كامو الذي لوح بمخاطر "هجرة كبرى" تؤدي إلى هيمنة المسلمين على القارة العجوز. وما يعطي بعدًا جديدًا لهذا الجدل صدور كتاب "الانتحار الفرنسي" الذي يحمل فيه الكاتب اريك زمور أوروبا والهجرة مسؤولية متاعب الفرنسيين.

وزاد الطين بلة صدور الكتاب الاخير للروائي الفرنسي ميشال ويلبيك "استسلام"، الذي يروي احداثًا تبدأ في العام 2022 مع انتهاء الولاية الرئاسية الثانية للرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند مع فرنسا مشرذمة ومنقسمة على نفسها، مع فوز محمد بن عباس زعيم حزب "الاخوية الاسلامية" (من ابتكار المؤلف) على زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية، بعد حصوله على دعم احزاب يسارية ويمينية على السواء.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.