الأقباط متحدون - الأنبا ميخائيل مطران أسيوط.. لمحات من مسيرة شيخ مطارنة الكنيسة
أخر تحديث ٠٠:٠٩ | الاثنين ٢٤ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٥هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأنبا ميخائيل مطران أسيوط.. لمحات من مسيرة شيخ مطارنة الكنيسة

الأنبا ميخائيل مطران أسيوط
الأنبا ميخائيل مطران أسيوط

عاصر 7 من بابوات الكنيسة ورفض منصب "قائمقام البطريرك"
امتدت بصماته في التعمير إلى خارج حدود إيبارشيته
كتب - نعيم يوسف
الأجراس الحزينة
دقت أجراس الكنيسة الحزينة، لتعلن فقدانها أبا لها خدمها حوالي 68 عاما، بكل "إلتزام وسعي نجو الحق"، كما وصفه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إنه "الأنبا ميخائيل" مطران أسيوط، الحامل عدة ألقاب أبرزها عميد أساقفة الصعيد، وأسد الصعيد، و"شيخ مشايخ الكنيسة"، وهو لم يتم تلقيبه بهذه الألقاب بصورة عشوائية، بل كان مثالا حقا للخادم الجرئ الأمين على رعيته.

عاشق للرهبنة
ولد الأنبا ميخائيل في قرية الرحمانية التابعة لمدينة نجع حمادي في محافظة قنا عام 1921، في أسرة قبطية وعشق الرهبنة منذ صغره، فقرر الدخول فيها وهو لم يتجاوز العشرون عاما، رسم راهبا باسم "متياس المقاري"، وعندما بلغ الـ26 عاما تم رسامته أسقفا على إيبارشية أسيوط، بيد الأنبا "يوساب الثاني" البطريرك رقم 115 في سلسلة بابوات الإسكندرية.

منارة أسيوط والكنيسة
في إيبارشية أسيوط، أهتم الأنبا ميخائيل بالتعمير وبناء المشآت الجديدة، وعلى مدار الـ68 عاما التي قضاها أسقفا ومطرانا لأسيوط، بنى العديد من الكنائس، كما أهتم اهتماما خاصا بدير القديسة العذراء في جبل "درنكة" ليكون "منارة لأسيوط وللكنيسة كلها" -حسبما وصفه البابا تواضروس الثاني، وذلك على الرغم من المعارضة الشديدة التي وجدها من باشوات أسيوط في بداية حياته، والمعارضة من الأجهزة المحلية في المحافظة في بعض الأوقات، إلا أن عزيمته لم تنكسر، وقاد مسيرة التعمير في الدير والمطرانية بشكل عام.

بصمات التعمير في دير أبو مقار
يده المعمرة لم تتوقف فقط على حدود إيبارشيته، بل امتدت إلى دير القديس أبو مقار في وادي النطرون، حيث شهد هذا الدير خطوات الرهبنة الأولى في مسيرة المطران المتنيح، كما شهد بصمات التعمير في المنشآت والمباني، وخاصة عندما عهد إليه البابا كيرلس السادس برئاسة الدير لتعميره بالمباني والرهبان، وهو ما تم بالفعل إلى أن قدم استقالته من رئاسة الدير للبابا شنودة الثالث في مارس عام 2006، بسبب مرضه.

مسيرته مع بابوات الكرسي المرقسي
حياته شهدت سبعة بطاركة من بابوات الكنيسة القبطية، فقد رسمه الأنبا يوساب الثاني، وعندما طال الفساد جسد الكنيسة، وقرر المجمع المقدس -الأنبا ميخائيل أحد أعضائه- عزل البابا تم تشكيل لجنة لإدارة الكنيسة، وكان مطران أسيوط أحد هؤلاء الثلاثة الذين تشكلت منهم اللجنة، والبابا كيرلس السادس عهد إليه بتعمير دير أبومقار، وعندما تنيح البابا شنودة الثالث رفض أن يكون "قائمقام البطريرك" لحين انتخاب بطريرك جديد، نظرا لظروفه الصحية فتولى هذه المهمة الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة.

البابا تواضروس يروي ذكرياته معه
يروى عنه البابا تواضروس الثاني، أنه ذهب للقائه بعدما تولى المسؤولية، وعلى الرغم من فارق السن، حيث يعتبر البابا أحد أبنائه، إلا أنه عامله بمحبة وحسب تقاليد الكنيسة القبطية في الخضوع للبطريرك، موضحا أنه تلقى منه اتصالا هاتفيا استمر حوالي ساعة ونصف، صلي له خلالها، حيث يؤكد البابا: "شعرت أنني أمام بركات كثيرة".

رحلة مع العلاج
في الفترة الأخيرة من حياته ظل الأنبا ميخائيل حوالي 5 سنوات لم يخرج من إيبارشيته مطلقا، إلا للعلاج في ألمانيا، على الرغم من رفضه لفكرة السفر للعلاج في الخارج، وفي نهضة العذراء العام الماضي، وعلى الرغم من حالته الصحية السيئة قرر الأنبا ميخائيل الحضور على "كرسي متحرك".

وإن مات يتكلم بعد
عملا بقول الكتاب "وَإِنْ مَاتَ، يَتَكَلَّمْ بَعْدُ!"، اهتمامه برعيته لم يتوقف أبدا على حياته، فيؤكد الأنبا يوأنس الأسقف المساعد في إيبارشية أسيوط، إنه أوصى قبل رحيله بعدم عرض جسده لمدة ثلاثة أيام على الشعب -حسب تقليد الكنيسة- وأمر بإنهاء مراسم دفنه مباشرة، كما أوصى بعدم نشر نعي له في الصحف يزيد على خمسون كلمة، حفاظا على أموال الكنيسة والرعية، ثم تنيح أمس، الأحد 23 من نوفمبر الجاري.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter