الأقباط متحدون - عزيزى القرموطى.. كفى نفخاً.. فقد اتسع الخرق على الراتق!
أخر تحديث ٠١:٢٠ | الاثنين ١٧ نوفمبر ٢٠١٤ | ٨هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٨٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عزيزى القرموطى.. كفى نفخاً.. فقد اتسع الخرق على الراتق!

عزيزى القرموطى.. كفى نفخاً.. فقد اتسع الخرق على الراتق!
عزيزى القرموطى.. كفى نفخاً.. فقد اتسع الخرق على الراتق!

 أشاهد كثيراً فقرات من برنامج «مانشيت» الذى يقدمه الشاب المصرى المجتهد جابر القرموطى على قناة «أون تى فى» يومياً، والذى تحولت أغلب فقراته من استعراض وقراءة لأهم ما جاء فى الصحف المصرية، إلى نافذة للشكوى والانتقاد، وسرد مهازل، واستنطاق المسؤولين ليدافعوا عن أنفسهم والأجهزة الحكومية التى يمثلونها.

 
فى الفترة الأخيرة، لاحظت تركيزاً على مآسٍ تحدث فى حق مواطنين مصريين ذهبوا لتلقى العلاج فى المراكز والمستشفيات الطبية العامة، فلا أملك إلا أن أتعاطف مع العزيز القرموطى، ويكاد قلبى ينفطر خوفاً عليه عندما أراه فى حالة من حالات الانفعال الشديد، وقد علا صوته، وانتفخت أوداجه تعاطفاً مع عجوز مريضة أو طفلة يدور بها أهلها على المستشفيات، بحثاً عن علاج.. وأبتسم وأنا أراه تنفرج أساريره عندما يتصل به مسؤول يهدئ من روعه ويطمئنه أن بنيته حل المشكلة التى كان من حظها أن عرضت فى البرنامج! طبعاً موضوع على شاكلة ما عُرض أو قريب منه يتكرر فى الأيام التالية، وتستمر «حَمقة» المذيع، ويستمر أيضاً اتصال المسؤولين أو تجاهلهم الموضوع أحياناً.
 
إننى أشفق على الرجل، وأرى أنه المثال الحى للمثل الشعبى الذى يصف من يبذل مجهوداً شديداً دون تحقيق تقدم حقيقى ودائم بأنه «ينفخ فى قربة مقطوعة»، ومن هنا أقول له ناصحاً، حفاظاً على صحته وعلى أعصاب المشاهدين: كفاك نفخاً لأنك ربما لا تدرى أن الخرق قد اتسع على الراتق! القضية يا عزيزى، أكبر بكثير من مشكلة هنا أو مأساة هناك.. إنها منظومة كاملة مُتهالكة تحتاج حلولاً جذرية حاسمة، لا يمكن أن تتحقق دون وجود إرادة سياسية حقيقية ورؤية شاملة لكل القضايا المتعلقة بالصحة.
 
لقد كتبت منذ شهور سلسلة مقالات فى هذه الصفحة، تحت عنوان «مأساة الطب فى مصر»، هى حصيلة أكثر من أربعين عاماً عملتها فى هذه المهنة، ما بين العمل بالقوات المسلحة، ثم الخارج، ثم وزارة الصحة، وكان آخر هذه المقالات بعنوان «كلمة أخيرة لوجه الله والوطن».. عرضت فيها لاثنى عشر إجراءً جذرياً، لا بد من القيام بها دفعة واحدة، من أجل حدوث تغيير ملموس فى مستوى أداء الخدمة الطبية بمصر وإنقاذ سمعتها، فلم يكلف أحد من قيادات الدولة المؤثرة نفسه بطلب دراسة أو مناقشة هذه المقترحات أو وجهة النظر مع أى جهة، لأنها بصراحة شديدة ليست من أولويات الدولة الآن.. حتى وزير الصحة، وهو صديق عزيز وزميل تخصص قديم، أعتز به كثيراً- لم يفعل ذلك، وأنا أعذره لأن وقته كله مشغول رغماً عنه فى أداء «الصنعة»، ولا يملك رفاهية التفكير والتدبر لاتخاذ قرارات جريئة حاسمة ستثير بلا شك معارك ضارية مع أصحاب المصالح المستفيدين من الأوضاع البائسة الحالية، لأنه يعلم حدود المساندة السياسية له، وحدود ما قرره «أسطى» توزيع الأموال المسمى بوزير المالية للإنفاق على صحة المواطنين.. والأخير يعلم بالتأكيد أولويات النظام فى توزيع موارد الدولة، والتى ليس من بينها بالتأكيد الصحة ولا التعليم، كما كان الحال منذ عقود خلت.
 
كلمات لا بد منها: لم تُبتذل كلمة فى مجال الثقافة أكثر من كلمة «الإبداع» وما يُشتق منها، حتى اختلطت الأمور، وضاع المدلول الحقيقى لها.. أقول هذا بمناسبة حضورى مسرحية «بعد الليل» التى يقدمها مجموعة شباب من خريجى دفعة جديدة من مركز الإبداع بدار الأوبرا، وهى دفعه تتميز بأن أفرادها لم يتم اختبارهم لاختيارهم للتدريب بالمركز على العديد من الفنون، ولكن هم وجدوا فى أنفسهم الرغبة، واستشعروا الموهبة، فقرروا تسليم أنفسهم للفنان الشامل المبدع حقاً وصدقاً خالد جلال، فخلق منهم كوكبة رائعة من الفتيان والفتيات، قدمت عملاً راقياً.
 
إننى أحرص على متابعة أعمال هذا المركز الذى يستحق أن تفخر به دار الأوبرا، منذ أن قدموا مسرحية «قهوة سادة» حتى الآن، لأننى أخرج فى كل مرة بعد مشاهدة عروضه وأنا مطمئن أن الإبداع الحقيقى مستوطن بأرض مصر، وأنه مستمر ما دام فيها أمثال المبدع الموهوب خالد جلال ورفاقه الأكفاء، وعلى رأسهم السيدة علا فهمى.
نقلا عن المصرى اليوم 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع