الأقباط متحدون - هل تحول أوباما؟
أخر تحديث ٠٥:٣٩ | الجمعة ١٠ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٣٠ | العدد ٣٣٥٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل تحول أوباما؟

أوباما
أوباما
بقلم   د. السيد أمين شلبى
على مدى العامين الأخيرين، تعرض باراك أوباما لانتقادات حادة من جانب خصومه الجمهوريين ومن مراكز بحثية مؤثرة، واتهم بالضعف والتردد فى إدارة السياسة الخارجية الأمريكية بشكل شجع الخصوم وأحبط الأصدقاء وأضر بصورة ومكانة أمريكا فى العالم.
 
واستند هذا الهجوم إلى مواقف أوباما من ثورات الربيع العربى ومن ليبيا وسوريا وأوكرانيا، وكان وراء هذه المواقف مفهوم أوباما الذى جاء به بعدم توريط أمريكا، وتحديداً الجيش الأمريكى، فى الصراعات الإقليمية، متأثراً فى هذا بالخبرة الأمريكية فى العراق وأثمانها المادية والبشرية.
 
لذلك لم يكن غريباً أن يثير قرار أوباما الأخير توجيه ضربات جوية إلى قواعد منظمة داعش الإرهابية التساؤل عما إذا كان ذلك تحولاً فى سياسات أوباما ومفاهيمه التى جاء بها.
 
قبل مناقشة هذا التساؤل، من المهم أن نتعرف على الدوافع التى دفعت أوباما إلى هذا التدخل، وهو ما نستطيع أن نجده فى:
 
١- التقدم السريع الذى حققه داعش فى العراق، حيث وصل إلى ثانى المدن العراقية فى أربيل والموصل، حيث مواطن النفط، وحيث تتواجد عناصر أمريكية عسكرية ودبلوماسية.
 
٢- ما أقدم عليه داعش من قتل اثنين من الصحفيين الأمريكيين والتشهير بجثتيهما.
 
٣- تقدير المؤسسات المخابراتية أن تهديد «داعش» قد يمتد إلى الأراضى الأمريكية والأوروبية نفسها، مما جعل رئيس الوزراء البريطانى يقول «إن داعش يمكن أن يداهمنا فى شوارعنا».
 
٤- ثمة تطور داخلى جاء بإقصاء نورى المالكى من رئاسة الوزراء، والذى كانت علاقته متوترة مع الولايات المتحدة ودول الخليج بسبب علاقته مع إيران، وهكذا رُئى أن إقصاء المالكى سوف يمكّن الولايات المتحدة من مساعدة العراق على بناء وتدريب قوة عسكرية من الحرس الوطنى.
 
٥- قرار قمة حلف الأطلنطى فى ويلز يومى ٤-٥ سبتمبر ٢٠١٤ تشكيل قوة تدخل سريعة Rapid Deployment Force.
 
٦- استطلاعات الرأى العام الأمريكى التى تُظهر عدم رضاء الأغلبية عن إدارة أوباما للسياسة الخارجية، وأن الأغلبية تؤيد توجيه ضربات إلى داعش.
 
غير أن أوباما، وهو يعيد الولايات المتحدة إلى العراق، كان حريصاً على أن يظهر أن قراره لم يكن تراجعاً عن مفهومه بعدم توريط الولايات المتحدة فى تجربة مماثلة للحرب على العراق عام ٢٠٠٣م، لذلك رأينا أن بياناته وبيانات المسؤولين الأمريكيين تؤكد:
 
١- أن الضربات الجوية الأمريكية هى ضربات محدودة.
 
٢- أنه لن يكون هناك استخدام لقوات أرضية أمريكية، وكان آخر التأكيدات ما قاله أوباما وهو يخاطب جنود قاعدة «ماكديل»، حيث قال، «إننى كقائدكم العام لن ألزمكم بحرب أخرى فى العراق»، ثم عاد فكرر هذا فى بيانه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان فى الواقع يرد على ما ألمح إليه رئيس الأركان الأمريكى «ديمبسى» من احتمال استخدام قوات أرضية.
 
٣- أن التدخل الأمريكى لن يكون منفرداً، وإنما من خلال ائتلاف إقليمى ودولى، مفروض أن تتحمل معه الدول المشاركة الأعباء العسكرية والمادية لهذا التدخل، وهو ما يمثل عودة للنهج الذى اتبعه «جورج بوش الأب» فى إخراج «صدام حسين» من الكويت. ثمة معنى أوسع للتدخل الأمريكى ضد داعش يتصل بالجدل الدائر منذ إطلاق إدارة أوباما استراتيجيتها للتوجه إلى شرق آسيا «Pivot»، وعما إذا كان التركيز على هذه المنطقة الواعدة استراتيجياً واقتصادياً يعنى تراجع الارتباط الأمريكى بالشرق الأوسط، ونتصور أن التدخل الأمريكى فى العراق إنما يصب فى صالح الفريق الذى جادل بأن مصالح الولايات المتحدة الأمنية فى منطقة استراتيجية كالشرق الأوسط لن تسمح لها بغسل يديها من قضايا وصراعات هذه المنطقة.
 
* المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشؤون الخارجية
 
نقلآ عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع