الأقباط متحدون - الكلب الذي يرجع لقيءه
أخر تحديث ٠١:٠٤ | الاثنين ١٩ يناير ٢٠١٥ | ١٣ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٥١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الكلب الذي يرجع لقيءه

الاتحاد الأوروبي
الاتحاد الأوروبي

مينا ملاك عازر
يبدو أن العنوان صادماً، ويبعث على الأرف، لكنها حقيقة يفعلها من نظنهم زعماء العالم وحماته، يفعلها من نرى فيهم أنهم الساسة المفوهين والقادة المختارين من شعوبهم، تجدهم يلفظون العنف وينددون به، ويجيشون الجيوش ويحشدون الحشود لحرب الإرهاب أينما كان، وحالما تتفق معه مصالحهم يساندونه!.

هكذا فعل الاتحاد الأوروبي أخيراً ببيانه الصادم الذي طالب مصر بالإفراج عن أربعين ألف معتقل بمعتقلاتها، حينما طالب بدمج المعارضين في الحياة السياسية، حينما اتهمنا بأننا مقيدين للحريات من بينها الحرية المثلية والأخيرة استند لما جرى بحمام باب البحر، وناهيك عن عدم فهمهم لحكم البراءة الذي حصلوا عليه في تلك القضية من قضائنا المصري الشامخ، وهو ما يعكس أن البيان سابق التجهيز، ولا يتغير عن وجهة نظره مهما حدث ومهما تغير أي أنهم باللغة البسيطة حافظين مش فاهمين، يعكس البيان أيضاً عدم وجود عمق من الاتحاد الأوروبي لأبعاد تلك القضية التي ليس بها أي علاقة بالحرية المثلية بالمناسبة.

أما ما يتعلق بالمعتقلين الأربعين ألف واعتقالهم، فلعل بقاء مثل هذا العدد بالمعتقلات المصرية هو سر تاخرنا، فعلف مثل هذا الكم من المعتقلين السياسيين من طعام وكساء وشراب لو وفرناه، يكفي لجعلنا أمة متقدمة خاصة لو كانوا يأكلون تلك الأطعمة الإخوانية كالبط والأوز واللحوم المشوية ولو كنا حقاً نعتقل مثل هذا العدد لاستحققنا أن نبقى هكذا في ذيل الأمم اقتصادياً.

أما من ناحية، لماذا معتقلين؟ فلعلهم ارتكبوا جرائم تستحق الاعتقال –الاعتقال في المصطلحات الأوروبية يوازي السجن في مصطلحاتنا- كأن قتلوا أو فجروا أو خربوا ألا تروا في تلك جرائم تستحق العقوبات لديكم، يعني سؤال بسيط إن لم تقتلوا الأخوين كوارشي، فبأي شيء كنتم ستجازوهم إن قبضتم عليهم؟ هل كنتم ستشرعون قانون بكوتة يضمن لهم ولأمثالهم الوصول الآمن لمجلس النواب الفرنسي مثلاً.

وهذا ينقلنا لمسألة المشاركة السياسية، وبانتقالنا لهذه النقطة الحساسة من أوصال البلد الآمن يجعلنا نتذكر الدعوة الكريمة من الرئيس السيسي للدكتور أبو الفتوح للقاء الرئيس مع زعماء الأحزاب المصرية، وهي الدعوة التي اعتذر عنها أبو الفتوح -والحمد لله- لأنه لو كان راح كنت شككت في عدم إخوانيته ليس لذهابه للقاء الرئيس وليس لأنه بذلك يعترف بالسيسي رئيساً لكنه سيعني لي أنه ذكي ذكاء سياسي يجعله يستفيد من اعتراف الدولة بوجود أمثاله في الحياة السياسية، لكن ابو الفتوح بإخوانيته لفظ الفرصة وعاد للمراوغة فتأكد رفض الشعب له.

أخيراً، لا أفهم بأي منطق يقود الاتحاد الأوروبي أموره؟ فكنت أظنه عرف أن الله حق، وأننا كنا على حق، وأن السيسي ومن قبله الشعب المصري على حق في محاربتهم الإرهاب ببلدهم بعد أن ذاقوا هم مرار الإرهاب في بلادهم، لكن لم يزالوا يبحثون عن مصالحهم وينفذون أجندات إخوانية تعمل لمصلحة مؤسسات اقتصادية وحقوقية مشبوهة على أراضيهم، فليشبعوا بالإخوان وبإرهابهم، تراهم يظنون أنهم ببيان كهذا يدرأوا شوكة الإرهاب التي بدأت تضرب في أوصال قارتهم العجوز، لا وألف لا، فلم يعد بيان كهذا يفت في عضد إرهابيين ربوهم في منازلهم.

المختصر المفيد الحكيم يبصر الشر فيتوارى.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter