انقسمت الحركات الشبابية بين مؤيد ومعارض لتنظيم تظاهرات بالتزامن مع جلسة النطق بالحكم فى محاكمة القرن المتهم فيها الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونجلاه ووزير داخليته و٦ من مساعدى الأخير، حيث دعت بعض الحركات للاحتشاد أمام نقابة الصحفيين مساء اليوم. وقال آخرون إن نزولهم الشارع مرهون بالحكم سواء كان بالبراءة أو الإدانة.

دعا «تيار يناير» للاحتشاد فى الخامسة مساء اليوم أمام مقر نقابة الصحفيين والتمسك بالسلمية والرفض التام لأى نوع من العنف أثناء المظاهرة، وأعلن رفضه مشاركة أى قوى تدعو للعنف أو تستخدمه كمنهج فى الخلاف السياسى.

وقال عمرو بدر، منسق التيار فى بيان أمس، إن التيار يدعو جميع القوى الوطنية والثورية والشباب الثائر وجميع المواطنين الذين يواصلون دفاعهم وانحيازهم لثورة ٢٥ يناير إلى الاحتشاد يوم الحكم على مبارك وأركان نظامه لاستحضار روح ٢٥ يناير للمطالبة بإعداد قانون للعدالة الانتقالية يضمن محاسبة مبارك ورموز عصره على ٣٠ عاماً من الفساد والاستبداد والتزوير وليس على ١٨ يوماً فقط، فضلاً عن إسقاط قانون التظاهر وإعادة هيكلة وزارة الداخلية ووقف تعذيب المواطنين فى أقسام الشرطة والسجون ووقف الهجمة الشرسة على ثورة ٢٥ يناير ورموزها ومحاكمة الإعلاميين والسياسيين الذين يتهمون الثورة بأنها كانت مؤامرة- على حد قوله.

من جهته أعلن تكتل القوى الثورية عن مقاطعة أى فعالية تنظمها حركات شبابية أو جماعة الإخوان المسلمين بالتزامن مع الجلسة بسبب انشغال التكتل بالانتخابات البرلمانية القادمة، ورفضه تنظيم مظاهرات فى ظل الحرب الشرسة على الإرهاب. وأكد التكتل فى بيان له، أمس، أنه ضد تقسيم الوطن، فضلاً عن إيمانه بدور القضاء وأهميته. وأشار إلى رفضه التعليق على أحكام القضاء سواء كانت بالبراءة أو الإدانة، ودعا الداعين للتظاهر بمراعاة الظروف التى تمر بها البلاد وتفويت الفرصة على أنصار الجماعة للاندساس بينهم وإثارة الشغب. من جهتها أعربت حركة «تمرد ٢٥- ٣٠» عن ثقتها فى القضاء، وطالبته فى بيان لها أمس بإصدار حكم بإعدام مبارك ورموز حكمه باعتباره مجرماً فى حق الشعب. وأكدت أن حكم الإعدام سيرضى أسر الشهداء وأرواحهم.

وقال محمد حسين، منسق الحركة، مسؤول قطاع القاهرة لـ«المصرى اليوم»، إن الحركة تنتظر حكم القضاء سواء كان بالبراءة أو الإدانة. وأشار إلى وجود انقسام داخل الحركة بين التظاهر وبين تقديم طلبات وأدلة جديدة لمؤسسة الرئاسة وللقضاء لإعادة المحاكمة. وقال شريف الروبى، القيادى بحركة ٦ إبريل (الجبهة الديمقراطية)، لـ«المصرى اليوم» إن مشاركة الحركة فى التظاهرات مرهونة بالحكم، وهناك تنسيق مع جبهة أحمد ماهر وجبهة طريق الثورة.

وقال طارق الخولى، مؤسس جبهة شباب الجمهورية الثالثة، إن القانون العادى يعجز عن محاكمة مبارك ورموز نظامه بعد أن استطاع النظام الأسبق ومعاونوه طمس الأدلة التى تدينه فيما يتعلق بالفساد السياسى والإدارى، والمحاكمة العادلة تستوجب إصدار قانون للعدالة الانتقالية وفقاً للدستور، وهذا الأمر سيكون من الواجبات الأولى للبرلمان القادم، لكى تعاد محاكمة مبارك ورجاله فى تهم الفساد المالى والإدارى والسياسى خلال فترة حكمهم. وأضاف فى بيان أن الوضع الأمنى فى غاية السوء، والمشاركة فى مظاهرات بالتزامن مع جلسة النطق بالحكم ليست إلا تعبيراً عن الغضب، وليس لها مردود أو مطالب يمكن تحقيقها. وحذر من محاولات جماعة الإخوان استغلال تحركات بعض الشباب، واستخدامهم فيما يخدم قضيتهم، ومحاولتهم تصوير أن حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى امتداد لحكم مبارك، مؤكداً أن هذه هى الوسيلة الوحيدة أمامهم للترويج لأهدافهم الخبيثة- على حد وصفه.