الأقباط متحدون - السيسي ينتقي ضرباته
أخر تحديث ٠٠:٠٠ | السبت ٢٨ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ٢١ | العدد ٣٢٣٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السيسي ينتقي ضرباته

عبد الفتاح السيسي- رئيس الجمهورية
عبد الفتاح السيسي- رئيس الجمهورية

مينا ملاك عازر
ما يقوم به السيسي في أفريقيا لا يعتبر زيارات وإنما هي ضربات، ضربات موجعة للنظام الدولي ثم للإخوان، فاختار الجزائر حيث الإخوان المقصيين وحيث الهم المشترك بيننا وبينهم من الحدود مع ليبيا، تلك الحدود التي أصبحت مصدراً للقلق للبلدين من تهريب سلاح ودخول ارهابين لمصر والجزائر، ورغم أن تونس لها حدود مشتركة مع ليبيا إلا أنها ليست عرضة للانتهاك من المتطرفين، فالمتطرفون فيها قاب قوسين أو أدنى من حكمها

والتحكم فيها من خلف الستار يجري على قدم وساق، وحتى إن انتهكوا الحدود فنظامها أولى بها ما دام يوالي مرسي وجماعته ويدافع عنه، فلا داعي أن نحمل همهم ولا نشاركهم حمله، أما الجزائر فمن المنطقي أن نشاركها ونضع الإستراتيجيات سوياً لحماية الحدود لتقييد تهريب السلاح وهدم بؤر الارهابين.

ثم تأتي الضربة الثانية بزيارته لغينيا الاستوائية بنفسه، ولعلك تقول لي هل كان للسيسي اختيار آخر غير زيارتها وهي التي تستضيف القمة الإفريقية؟ أقول لك نعم، فكان من الممكن إفاد وزير الخارجية أو رئيس الوزراء لكن ذهاب السيسي هو لإجبارهم على الاعتراف به كرئيس، وهي بالطبع نتيجة منطقية لعودة مصر للاحاد الأفريقي، وهي العودة التي نجح فيها وزير الخارجية السابق نبيل فهمي، وأما زيارة السيسي فلم تكن ضربة موجعة للنظام الدولي وللإخوان لأنه ذهب بنفسه لكن لأنه أيضاً تحمل توجه جديد غاب عنا منذ  زمن بعيد

ولعله منذ أواخر عهد مبارك نفسه وهو سفر رئيس مصر بنفسه لأفريقيا بل لعمق أفريقيا-سفر مرسي لحضور المؤتمر الافريقي السابق لم يكن تمثيلا لمصر بل ممثلا لجماعته-، وهو ما يعني أن سياسة مصر تتغير وتتبلور بشكل جديد وعلى الكل أن يدرك هذا. ولعلك عزيزي القارئ، تتفهم أن تغير السياسات ناجم عن تغيُّر الإدارة المصرية وفهم أن ما جري منا حيال أفريقيا كان خطأ كبير.

وإن نظرت صديقي القارئ للقاءات السيسي الجانبية والهامشية إبان انعقاد القمة الإفريقية تدرك تماماً أنه ينحى بمصر منحى جديد، منحى التقدير والتعامل المثالي مع الدول الأعضاء في الاتحاد، فتجده يلتقي بالرئيس الإثيوبي ثم رئيس دولة السودان الجنوبي، إذن التوجه الأفريقي بات له عمق إستراتيجي، وهو ماء النيل الذي يقدره السيسي ويعرف قيمته، ففيه الحياة للمصريين بعكس مرسي الذي باع وقبض الثمن أما السيسي فتجده يعمق من اللقاءات الفردية ليضع قدمين ثابتتين في أفريقيا، فلعلك تجد من خطبته في فاعليات القمة ما يرضيك إذ هو يعاتب في هدوء زعماء حاضرين لتخليهم عن مصر في لحظات فارقة، وهو ما يضعهم أمام مسؤولية إن قبلوها فهي القضاء على الإخوان

ولا أعرف إن كان السيسي استطاع الربط بين العنف في نيجيريا وبين العنف الجاري في مصر فكلا الفاعلين في العنف في الدولتين يتبنى ويرعى نفس الأفكار الإرهابية الهدامة النابعة من ادعاء كاذب لفهم أُحادي للدين، فإن فعلها كسب الكثير وعلى الأقل كان أول من سيكسبه نيجيريا وهي واحدة من كبريات الدول المصدرة للبترول والمواد الخام، التي قد تنجح سياسة السيسي في أفريقيا إن وضع يده بيد رئيسها الذي غادر القمة سريعاً لمتابعة الأوضاع في بلاده.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter