الأقباط متحدون - هل نحن أغبياء إلى هذا الحد ؟؟؟
أخر تحديث ٠٢:٣٣ | الثلاثاء ١١ اكتوبر ٢٠١١ | ٣٠ توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٤٣ السنة السابعة
إغلاق تصغير

هل نحن أغبياء إلى هذا الحد ؟؟؟

بقلم: القس بولس فؤاد سيدهم
ظللت أتأمل ما يحدث في بلادي الحبيبة "مصر"، ورأيت أبنائها يقتلون بعضهم بعضًا، وسمعت من الألفاظ ما لا يقوله مالك في الخمر، وشعرت أن "مصر" كلها تغلي، وهذا إن دلَّ على شىء إنما يدل على كمية الجهل المطبق الذي غلف عقول الملايين، فلم يعودوا يرون إلا ما يريدون أن يروا، ولا يسمعون إلا أنفسهم.

ماذا نسمِّي ما حدث اليوم؟
هل هي فتنة طائفية؟؟ هل هي حرب أهلية؟؟ أم هي فوضى عارمة؟؟؟؟
لا يهم المسميات، لكن النتيجة واحدة، وهي الخراب، ثم الخراب، ثم الخراب.

يا أحبائي وإخوتي شعب "مصر" العظيم، أرجو أن ألفت انتباهكم إلى الحقائق التالية، وهي ليست بجديدة عليكم، فقد قالها الكثيرون وردَّدوها عشرات المرات، ولكن لم تجد أذنًا صاغية.

وها أنا أكتبها في باقة واحدة، وكلي أمل أن يقرأها أبناء شعبنا العظيم:
1- "مصر" كبيرة كبيرة، تسع كل الأطياف والملل والنِحل، يلزم فقط الحب الخالص فيعيش الجميع بخير وصحة وسلام.
2- لقد شاهدنا نتيجة التطرف والتحزُّب وما حل بنا من دمار وخراب وقتلى ومصابين، تعالوا نجرِّب الحب والألفة، وسنجد أننا كلنا يمكن أن نعيش سعداء.
3- ماذا يضير المسلمين إذا بنى المسيحيون كنيسة؟ وماذا يصيب المسيحيين إذا أقام المسلمون مسجدًا؟ لا شىء.. صدقوني لا شىء.
4- التكالب على السلطة وشهوة الوصول إلى كراسي الحكم من بعض الفئات، سؤال يحتاج إلى إجابة.. لماذا كل هذا التكالب؟ نحن نريد حاكمًا عادلًا يصحِّح أخطاء الماضي، ويعيد لشعبنا كرامته وعزته وحريته، ويطبق مبادىء العدل والمساواة بين الناس بلا تمييز.
5- إذا فشلت التجربة الأولى في اختيار الحاكم الصالح، فسيكون أمامنا انتخابات أخرى، لأن زمان الحاكم إلى الأبد قد ذهب إلى غير رجعة، فلماذا التخوُّف؟؟ ولماذا القلق وشحن الناس بأفكار لا داعي لها؟؟
6- ما حدث في "القاهرة" الأحد 09 أكتوبر 2011 ما هو إلا نتيجة للشحن المعنوي الذي ظل يتراكم على مدى ثمانية شهور بلا رقيب أو حسيب، فضَلَّت النفوس، وتشتَّت الأفكار، وضاعت التوجهات.

يا أبناء "مصر" الشرفاء، يا عقلاء "مصر" الأوفياء، أيًا كانت معتقداتكم، وأيًا كانت درجة شدتها أو قوتها، قفوا صفًا واحدًا، ولا تضيِّعوا بلدكم من أيديكم.. أخشى أن يأتي اليوم الذي نتحسَّر فيه على ما خسرناه، ولكن بعد فوات الأوان.

ومن له أذنان للسمع فليسمع.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع