الأقباط متحدون - تلأيحة
أخر تحديث ١٣:٤١ | السبت ٨ مارس ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٢٩ | العدد ٣١٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تلأيحة

السعودية والإمارات والبحرين
السعودية والإمارات والبحرين

 مينا ملاك عازر
لم يدهشني موقف الثلاث دول الخليجية- السعودية والإمارات والبحرين- من سحبهم سفرائهم من الدوحة فلهذا الموقف إرهاصاته تستطيع أن ترصدها من أخبار سابقة متواترة حول لقاءات جمعت ملك السعودية وأمير الكويت وتميم –أمير قطر- وإبرام اتفاقيات برفع تميم يده الإعلامية عن مصر ووقفه عن دعم الإرهاب بها ثم غضب السعودية، ووساطات الكويت لدى السعودية حتى لا تغضب على تميم ودولته، ولكن استمرر تميم على نهج أبيه المنقلب عليه بدعم تركي، يجعلك تتوقع أكثر من هذا من تلك الدول الثلاث خاصةً إذا وضعت في اعتبارك مدى الحب الجم من الإمارات حكومة وشعباً لمصر وكذلك البحرين التي يزيد عليها أنها انكوت بنار قطر في ما شابه ثورة شيعية قامت ضد ملكها، ولولا دعم خليجي لما ستر؟؟

وما تم القضاء على تلك الثورة بغض النظر عن أحقية شعب البحرين في الثورة أم لا فهذا ليس مجالنا، بيد أن تفجير البحرين الأخير الذي أسفر عن مقتل ضابط إماراتي يجعلك أمام حقيقة لا مفر منها أنه من الطبيعي سحب الثلاث دول الكبار سفرائهم من الدوحة.

لكن ما يثير اهتمامك حقاً بقاء الكويت على علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، رغم أن الكويت دولة من الدول التي تنكوي بنار الإخوان، ولكن عندما تطلع علي تشكيل  البرلمان الكويتي وتجد به نسبة اخوانية، تستطيع أن تفهم حينها لماذا موقف الكويت ميال للصلح وللوساطة، ناهيك عن أن الكويت ذاقت من مرار التمردات الإخوانية لفترة، وقد حل أميرها البرلمان عدة مرات بسبب المضايقات الإخوانية، وأن قرار كهذا قد يأخذ وقتاً ليمر تحت ذقن البرلمان الكويتي كما أن موقف الكويت الداعم للاقتصاد المصري يجعلك على ثقة بالمحبة الكويتية الجمةة لمصر.

ثم يأتي دور سلطنة عُمان وهي الدولة المحبة لمصر بشكل كبير والتي تربطها بمصر علاقات رائعة، وعلى الهامش هي أعرق دول منطقة الخليج تاريخياً، فموقفها يقيده ارتباطات اقتصادية بينها وبين الدوحة لكن أنا أثق أن قلبها مليء بالحب لمصر شعباً وحكومة، وموقف عُمان بالغ الاحترام لمصر فلا غبار عليها على الأقل للآن.

أما الموقف الذي لا يدهشك قدر ما يفسر لك مدى قوة الموقف الذي قامت به الدول الثلاثة هو موقف تميم الذي تمثل في إبقائه سفراءه بتلك الدول، وهذا يشرح لك مدى احتياجه للدول الثلاثة، وعدم قدرته على اتخاذ موقف مماثل، وهو ما تعرفه الأعراف الدبلوماسية المتعامل بها، بيد أنه يعرف أنه ليس فقط بحاجة لتلك الدول وإنما أيضاً غير قادر على مناطحتهم، كما أنه يعكس حقيقته أنه تلأيحة –لا مؤاخذة-


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter