الأقباط متحدون - كلاً بطريقته
أخر تحديث ١٤:٠٧ | السبت ٢٥ يناير ٢٠١٤ | طوبة ١٧٣٠ ش١٧ | العدد ٣٠٨٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

كلاً بطريقته

 تفجير مديرية أمن القاهرة
تفجير مديرية أمن القاهرة
بقلم مينا ملاك عازر
سقوط قتلى ومصابين بالعشرات في تفجير مديرية أمن القاهرة عن طريق سيارة مفخخة أسفرت عن تدمير كبير بالمتحف الإسلامي وتلفيات هائلة بمبنى المديرية، وحفرة عمق ست أمتار، ثم قتيل وخمسة عشر مصاباً في الدقي، وانفجار بلا خسائر في محيط قسم الطالبية، هذه أخبار لا يمكن قراءتها منفصلة عن بعضها،
 
فكل هذه الانفجارات تأتي في إيطار احتفالات الإخوان بثورة يناير، الثورة التي يَدعون اشتراكهم فيها وليس ركوبهم لموجتها الثورية، واختطافهم لها، وتلوينها بلون الدم، وتخريب البلد، استثمر الإخوان عمالة بعض ممن يدعون أنفسهم ثواراً ثم محاولتهم اليوم استردادها على حد زعمهم بهذه الطريقة الدموية، لا يزد عن كونه تعبير سلمي لمفهومهم الحقيقي للثورة هي الدم وليس بها أي سلمية، لا يمكنك أن تتفهم مسألة التفجيرات الدموية الجارية الآن إلا من خلال أمرين:
أولهما استرخاء شرطي في وقت المفترض فيه أن يكونوا على أهبة الاستعداد، وحادث بني سويف يشي بتراخي أمني واضح وعدم تمركز سليم أثناء القيام بدور الحراسة، وهو ما ينخلع بالضرورة على تأمين مدرية أمن القاهرة الذي يبدو منه التراخي وعدم الاعتبار من حادث مشابه،
 
وقع في أقل من شهر بالدقهلية، وقبله بجنوب سيناء، الشرطة مقصرة أتنكروا هذا، ولا تجاملوها، فإن كنا نحبهم ونريد استردادهم عافيتهم، علينا أن ننتقدهم ونبرز عيبوهم، نعم نجحوا في الاستفتاء، وأمنوه لكنهم استرخوا بعدها في وقت لا ينفع فيه الاسترخاء، توالي الانفجارات بعد تفجير مديرية الأمن يعني أن من قاموا وراءه قلبهم قوي يعرفون ماذا يفعلون، مصرون على الدم، واتخاذه سبيلاً لاسترداد ما خطفوه من قبل.
 
الأمر الثاني يظهر من خلال تضاد بارز وقاطع في ما بين مواقف شعب ثائر ينزل يحتفل بثورته السلمية التي سقط فيها شهداء ورغم هذا لم يخرب ولم يدمر، اللهم إلا فصيل منه انتهج الدم نهجاً له، وللآن يتمسك بنهج الدم منذ حرق الأقسام في الثامن والعشرين من يناير واقتحام السجون وحتى اليوم بتفجيراته في عشية عيد الثورة، وما بين الحدثين دماء في صول وإمبابة وماسبيرو والعباسية 1 و2، وبورسعيد 1 و2، والاتحادية 1 و2،
 
وغيرهم كثير، كل هذا يقع عبئه على فصيل واحد ينتهج نفس النهج الدموي التخريبي الإجرامي والإرهابي، ومن ثمة فأنت تستطيع أن تفهم أن السلميين يريدون النزول للميادين سلميين للاحتفال، والدمويين يفجرون ويخربون وكادوا يفجرون حي بأكمله في بورسعيد، فها هم دمويين كما هم في إيطار احتفالهم الدموي بثورة اختطفوها من سلميو مصر،
 
وبذلك تسطيع أن تفهم أن كلا يحتفل بطريقته بثورته، السلمي سلمي، والدموي دموي، ولكن مصر سبتقى للسلميين، ولا مكان لسافكي الدماء.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter