الأقباط متحدون - لا يا قداسة البابا تواضروس ....... نعم للكوتة
أخر تحديث ١٥:٠٦ | الأحد ١٧ نوفمبر ٢٠١٣ | هاتور ١٧٣٠ ش ٨ | العدد ٣٠١٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

لا يا قداسة البابا تواضروس ....... نعم للكوتة

البابا تاوضروس الثاني
البابا تاوضروس الثاني

د. ميشيل فهمي
عند إعلان فوز الأنبا تواضروس الأسقف العام المساعد بمنصب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية باسم الأنبا تواضروس الثاني ، استبشر عامة الأقباط خيراً عندما صرح قداسته تصريحان بوعد علي قدر كبير من الأهمية لمستقبل الكنيسة الأرثوذكسية المصرية ، وهما :

* أن إصلاح البيت من الداخل هو أولي مهامه

* انه سيبعد الكنيسة تماماً عن العمل او التدخل في السياسة

وبمرور عام علي تجليس قداسته علي كرسي ماري مرقس الرسولي لم ينفذ ولو قدر ضئيل من هذان الوعدان ، فلم يتم حتي شبهة إصلاح ، بل رأينا تناحراً وتصارعاً داخل البيت بين دوائر المصالح الخاصة لبعض المطارنة والأساقفة وتابعيهم ، ولم يتم تنفيذ الوعد بالبعد عن السياسة الا في كلمة الأربعاء من كل أسبوع ، ولانه من المفترض عدم ألمام القادة الروحيين بالشأن السياسي لتفرغهم الكامل للمهام الروحية الثقيلة الملقاة علي كواهلهم لإرشاد وتوعية الشعب لبنيان الكنيسة اللحمية والقلبية وليست الكنيسة الحجرية ، لكن يبدوا ان هذا الامر مستحيلاً فقد توارث منذ عقود أربعة أمراء الكنيسة من مطارنة وأساقفة جينات أو بالأحرى فيروسات العمل السياسي خصماً من حساب العمل الروحي ، لذا رأينا في تصريح أمس لقداسة البابا تواضروس وإصدار " فرمان سياسي بابوي " نصه (( برفض الكوتة - قطعيا - والأمر بعدم تكرار هذا المصطلح ويجب ان يكون وصول الأقباط للبرلمان عبر صندوق الانتخابات )) ...... ، وهذا يدل دلالة واضحة علي بعد قداسة البابا التام عن الفهم الكامل الواعي بنبضات الشارع السياسي المصري بمسلميه ومسيحييه ، وإلا فليرشدنا قداسته كيف سيصل المرشح القبطي للبرلمان عبر صندوق الانتخاب في وسط شحن طائفي ضد أقباط مصر وتدمير أديرة وحرق كنايس وقتل وذبح وسحل أقباط وحرق ممتلكاتهم ، وهتافات الآلاف في المدن والقري والنجوع " إسلامية إسلامية " ، وتحريم تقديم التهاني لهم في أعيادهم ... إلي أخر ما هو سائد ومعروف للعالم اجمع ؟ هل في وسط هذه الأجواء يري قداسته أمل في نجاح مرشحين أقباط عبر الصندوق ؟ وإذا كانوا لم يصلوا عبر الصندوق في اجواء اهدأ من هذه الا اعداد لا تتجاوز أصبع اليد الواحدة فهل يصل الأقباط الان بإعداد تتناسب مع تعدادهم الحقيقي الذي يتجاوز الملايين ؟ علي أساس او دراسة او بحث او خبرة بني قداسته هذا الرأي القاطع المانع والذي يؤثر في مستقبل الملايين من أقباط مصر ؟؟؟؟

واري ان الحل الخفي في نظر البابا متضمنا في هذا الرأي الذي نادي به قداسته، يتطلع الي إقرار تعيين رئيس الجمهورية لنسبة ٥٪ من أعضاء البرلمان ، وهنا سيتم اللجوء الي الكنيسة لاختيار الأعضاء المعينين ، وستتكرر قصة " ماريان ملاك وفضيلة الأنبا ارميا " ومثيلاتها من القصص المعادة .

قداسة البابا ... الكوتة ليست بدعة او خدعة ،بل إنها سائدة ومعمول بها في العديد من الدول وهي لن تستمر الي الأبد ،لكي تقول قداستك انها تضر بمستقبل أولادنا ! لكن في وسط شعب اميته الأبجدية تزيد عن ٥١٪ واميته الدينية والسياسية تزيد عن ٩٠٪ ، يجب ان يعمل بها لعدة دورات برلمانية حتى يستقر وجدان الشارع الانتخابي المصري علي ضرورة أهمية انتخاب مصري قبطي في دائرته ليمثله كما كان يحدث قبل هذا الشحن الطائفي ضد أقباط مصر

كلمة اخيرة بمناشدة لقداستك ، أرجوك تكوين هيئة او مجلس من المستشارين السياسيين والفقهاء القانونيين الثقاة ليحيطوا بكم بصفة دائمة ، وليس لأعضاء من المجلس الملي القديم العهد والفكر والعديد الشجاعة في الإدلاء بالرأي الحق ، عندما تحاط بمجلس من الثقاة ستخرج برأي استرشادي تدلي به لشعبك اذا كنت مصراً علي الإدلاء بالتصريحات السياسية ، لان المطالب السياسية كالكوته وغيرها هي مطالب شعبية ارضية وليست مطالب روحية دينية لكي تتاسي بسابقيك من البطاركة لان السياسة متغيرة ، والأمور الدينية القدسية فأثبته وقداستكم أجدر وأكفأ من يتناولها ٠

أقول قولي هذا ..... وانا بعيد كل البعد عن الترشح لمجلس الشعب ولا لأي مجلس او منصب ولو لمجالس استشارية ، للعديد من الأسباب ، ولا املك الا تقديم الرأي فقط للصالح العام ولصالح القضية القبطية والشعب القبطي .
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter