الأقباط متحدون - بين رابعة والتحرير ألف عام!!
أخر تحديث ٠٣:٠٣ | الأحد ٢٨ يوليو ٢٠١٣ | ٢١ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٠١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

بين رابعة والتحرير ألف عام!!

مدحت بشاي
 
نعم ، جميعنا أولاد وطن واحد ، تشاركنا بحكم المولد والنشأة في توارث العقائد والقيم والمعارف والعادات والتقاليد ، و عشنا برحابة وامتزاج له صيغة متفردة إلى حد كبير .. عجينة إنسانية واحدة تم لَتّها بنفس ضربات خباز واحد ، وتخميرها في نفس الحيز المكاني والزماني ، ورغم التباين الشكلي النهائي لتلك المخبوزات ، إلا أنها قد تراصت في صاج واحد في تجاور حميم ، وبمطرحة واحدة تم القذف بها إلى عيون فرن واحد للتسوية ، لتخرج في النهاية إلى دنيا وطن واحد..
 
لم أكن أتخيل أن يمتد بي العمر لأشهد هذه الحالة من التباين والاختلاف الشديد بين مواطن مصري تم اللعب (على جنب) على أصل عجينته الطبيعية بإضافة عجائن اصطناعية ضارة سابقة التجهيز على وش المخبوزة ، لتغير من الملامح ، ويتم وضعها خارج الفرن وفي غيبة صاحبه لطمس هوية المخبوزة النهائية له ، إنها مخبوزة المواطن الذي أتوا به إلى إشارة مرورية ( تلاقي تقاطع شوارع ) في عاصمة البلاد المحروسة ، وبعد ما "وجبوا" معاه أكل وفلوس وبغددة فهموه إن الإسلام في خطر طول ما مرسي بعيد عن الكرسي ، وقالوا له عسكر وعيش في رابعة العدوية فهو وطن الأخيار والمؤمنين والمجاهدين ، وأن الجميع في سبيل نصرة الدين مشاريع شهداء !!
 
وفي الميدان الأكبر والأهم على أرض مصر كان هناك المواطن المصري الأخر الذي لم يقترب من عجينة مخبوزته أحد خرج بنار الفرن ثائراً غاضباً من الذي قام بتزييف مخبوزة شريكه في الوطن ، متهماً إياه بالعمالة وتشويه العقائد والتراجع الحضاري والفكري والإنساني ، والاستسلام المخزي لمن غيبوه وأقصوه خارج إطار العقل والفهم ..
 
مواطن التحرير ثائر ومغني وفنان جرافيتي ومزيكاتي ومتعايش ومتصالح مع نفسه وكل شركاء الوطن .. رأيته وهو يغني مع الرائعة شادية وهي تشدو عبر ميكروفونات المنصة " ياحبيبتي يا مصر" .. ثم يتم قطع بث الأغنية للإعلان عن طلب سيارة إسعاف لسيدة حامل على وشك الولادة ، ثم بعدها بفترة استضافت المنصة الأب الذي أعلن أن المولود ذكر وأنه قد أطلق عليه " السيسي" لتزغزد النساء ويهتف الشباب بوطن التحرير الخير المعطاء الولاد أحراراً ..
 
    بينما يعيش مواطن التحرير فرحة الحضور الإنساني ، كان مواطن رابعة العدوية مبهوراً مسحوقاً مأخوذاً برؤية الشيخ جمال عبد الهادي، أحد مؤيدي مرسي، وهو يقول إن هناك «رؤية تواترت على ألسنة الصالحين في المدينة المنورة، بأنهم شاهدوا جبريل عليه السلام بمسجد رابعة العدوية .. نعم والرؤية كانت ليثبت المصلين في المسجد».ورد المعتصمون على ما قاله «عبد الهادي»، بهتاف «الله أكبر»، ثم قام بالدعاء، قائلاً: «اللهم انصر دعوتنا وبارك في إخوتنا وبارك في قادتنا».وكان «عبد الهادي»، قد انتشر فيديو له مؤخرًا يقول فيه إن أحد الأشخاص رأى رؤية دعا فيها الرسول محمد، الرئيس مرسي لإمامته في الصلاة، وأنه رأى أيضًا مرسي وعلى كتفه 8 حمامات خضراء «في إشارة لعدد سنواته في الحكم»!!!! 
 
أما صفوت حجازي فقد طالب الحضور بالإشارة بالسبابة في لحظة واحدة لإسقاط طائرة الجيش ، فلما فعلوا ولم تسقط الطائرة ، عاتبهم مغتاظاً " لابد في واحد لم يرفع سبابته !!!!!
 
وكان الشيخ وجدي غنيم، الداعية الإسلامي، قد أكد أن مظاهرات 30 يونيو المطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي، حرب بين الإسلام وأعداء الدين، مؤكدًا أن «من سيخرج ينازع مرسي في الحكم ويطالب بإسقاطه كافر ويُقتل».وأكد «إنتم اللي جبتوه لنفسكم، لو فيكوا راجل ينزل يوم 30 يونيو، هذا اليوم سيكون فيصلًا بيننا وبينكم، فأنتم الذين اعتديتم علينا، لأن رئيسنا رئيس شرعي منتخب» .. أكثر من ثلاثين مليون رجل وامرأة نزلوا في 30 يونيو وزيهم وأكثر يوم 26 يوليو إيه رأيك يامعلم وجدي وانت هربان مش معانا ليه ياترى ؟!!!!
 
أما البشري والعوا ومبادراتهما التي تهين شعبنا العظيم ، والحديث عن تفويض رئيس الجمهورية (محمد مرسي) سلطاته إلى وزارة وطنية مؤقتة ، عن أي رئيس يحدثون شعب خرج بالملايين ليسقطونه بأنفسهم ؟!!
 
ألا تخجل يا بشري وتتوارى بمافعلت بأمتك عبر لجنتك التي وصلت بنا إلى إحداث فتن وصراعات بداية بغزوة الصناديق وصولا لمعسكرات التعذيب والتنكيل بشعبك ؟!!!
 
الناس في بلادي في انتظار أن يعود الوطن لمواطن التحرير ، وأن ينفض عن مواطن رابعة غباوات إضافات العجائن السامة ، وهلاوس حلم عودة الكرسي لمرسي !!! .. 
 
 

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter